الأربعاء، 16 يوليو 2008

القسم الثالث : نكات كوندي

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

نكات ( كوندي ) في تزوير معاني المفردات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع ان نكات البيت الذي كان ( ابيض ) فقدت حرارتها ولمعانها ، مذ أرّخ الأميركان لإدارة حرب الأكاذيب الحالية ( 935 ) كذبة رسمية ، كثرة منها لأوّل وزيرة خارجية في التأريخ ( تتنزه ) في شوارع بغداد مخوّذة مدرّعة وتدعي انها في ( امان ! ) ، حتى هذه الأيام التي بلغ حصيدها واقع ارقع الديمقراطيات واكثرها دونية في تأريخ إلإنسانية ، ومنذ فكر اول انسان بكتابة اول مفردة ، على ارض العراق ، حتى اليوم الذي تعاطت فيه ( كوندي ) آخر النكات ( الديمقراطية ) عن مستعمرتها في العراق .

في مقابلة لها مع شبكة ( بلومبرغ ) الأوربية قبل ايام ، القت الآنسة ( كوندي ) نكتتها على وصف قرار احتلال العراق : ( انا فخورة بالقرار الذي اتخذته هذه الإدارة ) !! ومن مقارنة على جملة رددها معظم المسؤولين الأمريكيين الكبار الرافضين لحرب ( كوندي ) بأن هذه الحرب تمثل ( اكبر كارثة لأميركا ) في مستهل هذا القرن ، يتضح ان هذه تستخدم مفردة ( الفخر ) معكوسة المبنى والمعنى في آن ، اذا ماعاد ( يفخر ) بهذه الكارثة غير من صنعها منبوذا من كل شعوب الأرض .

( كوندي ) افادت للشبكة الأوربية ايضا انها : ( فخورة بتحرير " 20 " مليون عراقي ) ، وقد ظن البعض انها ضعيفة الذاكرة بعد ان بلغت الثالثة والخمسين من عمرها ، ولكنها قالت ماتحلم به على حساب ان ( 27 ) مليون عراقي قد نقص عديدهم مليون قتيل مع ستة ملايين مهاجر ومهجّر ، من الرافضين ( لديمقراطيتها ) ، من عرب العراق ( الإرهابيين الشوفينيين ) ، ولم تبق على الأراضي التي صارت إرثا لأتباعها غير ( 20 ) مليون مرشحين مثل من سبقوهم ( للتحرير ) على الطريقة ( الكوندية ) لاحقا .

الفهم العكسي للمفردات ، الذي تتعاطاه وزيرة خارجية الأكاذيب ال ( 935 ) ، موثق مشهود ، يعلن عن اصابته بالشزوفرينيا بلا حدّ ولا حدود، ففي الوقت الذي تتحدث فيه المخوّذة المدرّعة ( كوندي ) عن ( تحسن الظروف ) ، وفق مقياس فرق الموت التي زرعتها لتمرير خلف مثل ( مكين ) اتعس من سلف مثل ( بوش ) يهوى الإقامة في العراق لمدة ( 100 ) عام ، تسارع إمّعاتها ( العراقية ) لعقد الإتفاقيات الأمنية ، وتعزز خنادق دفاعاتها خوفا ورعبا من المجهول العراقي ، ولا أدل على ذلك من صولات ( ملاّ فسيفس ) الخلّبية على محافظات الشمال والجنوب والشرق والغرب ، كما حروب الفارس الأسباني الأحمق شبه الأعمى ( دون كيشوت ) .الذي كان يشن غاراته على طواحين الهواء .

ولاأدل ّ على ذلك غير الجولات المكوكية ، المعلنة وغير المعلنة ، من قبل عصابة ( الكف الأسود ) التي إقتبعت العرب الشيعة راية دون اذن من الشيعة ، وعصابة ( الكف الأبيض ) التي استعارت العرب السنة قناعا دون علم من السنة العرب ، وعصابة ( ما بين الكفين ) ، من الذين اعلنوا ن ( بوش هدية الله ) لتجار الحروب ( الكوندية ) ، اذا يراهم المرء في سباق محموم مع العدّ التنازلي لمجئ رئيس جديد للولايات المتحدة قد يقلب موازين تجار الحروب المحليين الذين استأجرتهم ( كوندي ) وادارتها بأموال العراق المنهوبة .

المعاني تفارق المباني في كل المفردات التي تتعاطاها إدارة صانع الأكاذيب والحروب ، الراحلة بعد اشهر قليلة ، دون أسف ، والتي حققت لنفسها حيزا غير مسبوق في عالم المغالطات الإنسانية الكبرى التي خلقت كل هذه المأساة العراقية التي تعوم عليها مفردات ( كوندي ) في وصفها ضحاياها من الجنود الأميركان : ( لن نستطيع استبدال الذين قتلوا ، ولن نتمكن ابدا من تخفيف معاناة العائلات والأصدقاء الذين تركوهم ، لكننا نرى تغيرا في العراق نحو .. الأفضل ) !! .

واذا كانت الآنسة ( كوندي ) تقايض ، واهمة او متظاهرة بالوهم ، مأساة عوائل ضحاياها من الجنود الأميركان ال ( 4113 ) ب ( تغير نحو الأفضل ) في العراق ، وهي تعرف ان كل مانالته ادارتها من النفط العراقي ، ومن المكاسب الأمريكية من تدمير كل البنى التحتية والفوقية لبلد مثل العراق ، يدفعه المواطن الأميركي غير المستفيد ، وغير المؤيد لهذه الحرب ، مضاعفا من امواله مئات المرات ، فهي توثق في اشهر عدّتها الأخيرة ( نكتة ) مختارة من بين قاموس من نكات ( كوندية ) وثقت لواحدة من اكبر جرائم الحرب ضد الإنسانية ، ساهمت في صنعها مساهمة شريك فاعل غير غافل .

وعلى وقع تأسّيها ( لعائلات واصدقاء ) ضحاياها من الجنود الأميركان ، لم تتأس ولم تحزن ( كوندي ) ، على ضحاياها العراقين ، من (عائلات واصدقاء ) سبعة ملايين عراقي بين شهيد ومهاجر ومهجّر من جراء ( فوضاها الدموية الخلاّقة ) ، في ساحات حواضن الشرق الأوسخ الجديد التي حاولت صنعها في العراق ولم تفلح جهودها حتى ايام ولايتها التي توشك على النفاد غير مأسوف عليها ، وعلى يقين الا ّ عراقيا وطنيا واحدا سيذكرها بخير عدا من ولّتهم بقوة السلاح لصوصا قتلة يحكمون عراق اليوم .

( كوندي ) !!

سيلعنك التأريخ العراقي ، كما سيلعنك تأريخ اميركا ، فتريثي قبل الشروع في كتابك الذي ستعكفين على كتابته بعد التقاعد من غرفة العمليات الحربية التي ادمنت العيش فيها طوال السنوات الماضية .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــ

نكتة ( الأمن ) العراقي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لاخلاف ، حتى بين عميلين من حاضنة واحدة ، ان ( الأمن ) في العراق صار نكتة ، تتكرر بالوان ونكهات مختلفة ، تضحك المراقب البعيد عن ( جنة ) العراق ، وتبكي كل من مسّته ( بركات ) الأمن في ظلال الاحتلالين والثلاث ورقات ( كوندية ) ، من ( غزوات المالكي ) ضد محافظات العراق جنوبا وشمالا وشرقا وغربا ، التي تذكرنا بغزوات ( دون كيشوت ) ضد طواحين الهواء ، الى القلق والريبة ، وربما الرعب ، الذي يثقل هموم صانع تلك الألعاب في المضبعة الخضراء المحاصرة بضحايا ( ديمقراطية ) العم ( سام ) والخال ( خام ) وابن الأخت ( طام ) .

واذا كانت ، ومازالت ، تجارة الأمن في العراق من اربح التجارات الطائفية والقومية العنصرية في داخل العراق ، فهي ذات التجارة التي دخلت ابواب معارك الإنتخابات الرئاسية في اميركا ، فاذا( تحسن ) الأمن في العراق المحتل تباهى ( ماكين ) خليفة ( بوش ) بانجازات الصنائع العراقية ، واشهر الأمن العراقي راية في وجه خصمه الديمقراطي ، واذا ساء ساءت احوال العروض الجمهورية في سوق الانتخابات الأمريكية ، وما زيارات ( الطالباني ) و( هوش يار زي باري ) وصغار الإمّعات الاّ مزايدات تجارية لصالح اتباع المضبعة الخضراء على جناح ( كوندي ) تؤازره نكهات شيعية وسنية مستعارة عن السنة والشيعة .

قبل ايام صرح مسؤول عسكري سابق في الجيش الأميركي لصحيفة ( لوس انجليس تايمز ) ان الولايات المتحدة تتجسس بكل بساطة على حركات صنائعها في ما يدعى بالقوات ( العراقية ) ، عبر اقمارها الفضائية ، و( اقمارها ) الأرضية دون شك ، ، وانها كثفت عمليات التجسس هذه بعد ( اندفاع ) هذا الجيش الصنيع ( نحو البصرة قبل ثلاثة اشهر ) دون اذن مباشر من صانعه ، ( البنتاغون ) ، الذي ( لعب في عبّه الفأر ) من ضباعه في الحكومة ، خاصة وان ضبعها الأكبر حوصر في البصرة وكاد يقتل فاستنجد واستغاث من مجرد حفاة غاضبين وقع عن غباء في فخهم .

والنكتة في الأمر تتشظى على : جناح عدم ثقة الصانع الأمريكي بصنائعه المحلية ، ويقينه من سوء سلوكها ، على دلالات مئات القصص التي توثق انواعا من المجرمين جمعتهم رائحة الدم العراقي البرئ ، وروائح النفط والرشاوى والسطو والسرقات والنصب والإحتيال ، وجناح إدعاءات ( ملا فسيفس ) بأنه ( الفتى الذي لايقهر ) الذي اسفر في كل المواجهات عن نعامة جبانة ( تزأر !! ) ، فضلا عن وجه ( عراقي ) تعرف اميركا والعراقيون انه مستعار مزور .

المسؤول العسكري الأميركي قال لصحيفة ( لوس انجليس تايمز ) عن ( الأمن ) في العراق ما نصه : ( الأخبار السيئة اننا نتجسس على العراقيين ، والأخبار الجيدة اننا لابد ان نفعل ذلك ) ، وهذا يؤكد حقيقتين لاثالث لهما : ان صانع القرار الأميركي لايثق بصنائعه في المضبعة الخضراء ، وانه مازال يتشبث بوصف ( عراقيين ) لغير عراقيين : اجانب جلّهم ايرانيين جاءوا من حاضنتي منظمة ( بدر ) وحزب ( الدعوة الفارسية ) ، ومرتزقة محليين ، من العرب والأكراد وغيرهم ، سقطت عنهم كل حقوق المواطنة العراقية مذ والوا جيشا اجنبيا ضد ما يدّعون زورا انه وطنهم وشعبهم .

+ + +

ولتكتمل الصورة الأمنية على اكثر من شق ّ ، وحنك ( طق ّ ) ، في مضحكات الأمن العراقي ، نشر احد المواقع العراقية شكوى لضابط مخابرات استعار اسم ( ابو لؤي الحمداني ) ، اشاد في مستهلها بانجازات مديره حامل الجنسية الأميركية ( محمد الشهواني ) ، واكد ، غير مشكور ، ان جهازه قد ( أنشئ على اساس غير طائفي ) ، وهذه اعجوبة ( العهد الجديد ) ان يكون مدير مخابرات البلد حاملا لجنسية ثانية، كما اكد أن جهازه ( وطني وانتماؤه عراقي ) ، ويبدو ان ذاكرة هذا الفتى قد اصيبت بالعمى عن عائدية الجهاز وملكيته الأميركية الا اذا كان يظن الآ فرق بين البلدين ، والاّ اذا كان ضابطا من ضباط سوق ( مريدي ) يفهم ان من الوطنية ان تتعدد جنسيات ضباط المخابرات !! .

وجاءت الشكوي على ذات السياق النكتوي ، اذ يذكر ( الحمداني ) انه ( الحال قد تبدل ) بعد ان استلم زمام الأمور مساعد ( جديد ) لمديره ( الشهواني ) ، واصفا المساعد الجديد بأنه ( ضابط اداري فاشل ) من سقط متاع الجيش القديم وانه ( تاجر عملة سابق في السوق السوداء ) ، وانه يستغل غياب ( الشهواني ) بالسفر الى خارج العراق ، فينسق مع الأحزاب الموالية مع ايران التي تحكم عراق اليوم بوصفها ( الأكثرية ) العجيبة !! . ولم تنته نكتة اول جهاز مخابرات على وجه الأرض يفضح فيه ضابط مازال في الخدمة رؤساءه مع عمالاتهم وولاءاتهم الأجنبية و يدعي أنه ( وطني ) !! .

بقية الشكوى ، النكتة ، ان ضابط المخابرات ( الوطنية العراقية ) يفيد ان مساعد مديره العام ( أنشأ شركة مقاولات واحال اليها كافة عقود " الرشيد " له ) ، ومع انني لااعرف معنى ( الرشيد ) بلغة المخابرات العراقية فارجّح انه هذا يعني عقود الجهاز نفسه ، ولكن يستمر الضابط بسرد الاوصاف ( الوطنية !؟ ) لوكيل المدير فيذكر انه قام ( باختلاسات كبيرة وبدد اموالا حوّلها الى عمان ، وقام بشراء قصور في الاردن وحتى اجرى عمليات .. تجميلية لزوجته ) المصون ، ومن ضلع الشعب العراقي الذي يدعون الإنتماء اليه !! .

ولاتنتهي النكتة عند عمليات ( التجميل الوطنية ) التي اجرتها زوجة وكيل مدير المخابرات ( العراقية ) على نفقة الشعب العراقي ، بل يقول ( ابو لؤي الحمداني ) بقلب ( يحترق ) ، وطنية واخلاصا وايمانا بالله : ( اللهم اشهد اني بلّغت ) !! ، ويكرر الجملة تأكيدا ( للوعته الوطنية والأيمانية ) ، فلايجد المتابع من بدّ غير ان يضحك من ( أمن ) ومسؤولي ( امن ) يتجسسون على بعضهم ويخضعون لتجسس من صنعهم ، ولايجد العراقي المنهوب المنكوب غير عينين جف ّ دمعهما من مأساة التجارة ( بالأمن العراقي ) .

ولله في ( أمننا ) حكمة لدول الجوار الحسن وغير الحسن .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــــ

حرب ايران القادمة .. على حساب العرب !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صار من نوافل التحليل والتأويل ان يقول المرء :

حرب ايران القادمة ستكون على حساب العرب .

+ + +

جاء تصريح ( محمد البرادعي ) ، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، بأن ايران ( قاب ) ستة اشهر ( او ادنى ) من عام واحد لتكون ( قادرة على صنع قنبلة نووية ) ، وبالتزامن تقريبا مع تدريبات ( 100 ) طائرة اسرائيلية لضرب المنشآت النووية الأيرانية ، ليضع حدا فاصلا لعمليات التخدير والتضليل الاعلامي الذي تتعاطاه حكومة الملالي في طهران مع بعض المتعاطفين معها من ( عرب الكهف ) وعرب ( التقية ) السياسية .

تصريح ( البرادعي ) وضع دول الجوار ، عربية وغير عربية ، رسميا ، ووجها لوجه مع ( ثورة اسلامية ) طائفية بامتياز تتجه نحوها ، بعد جنوب العراق ، على اجنحة نووية من سماء ايران وفرق موت على الأرض من افغانستان الى العراق حتى لبنان وحسب بقية الصورة التي رسمها ( محمد علي جعفري ) ، قائد الحرس ( الثوري ) ، الذي اشار دون لف ولا دوران الى ان حكومة الملالي : ( ستفرض قيودا على حركة الملاحة في الخليج ومضيق هرمز ) ، مؤكدا وموثقا بدوره للتأريخ ان حكومته ترى لنفسها ( حقا !؟ ) نوويا في فرض حرب وحصار على دول الخليج العربي ، شاءت ام أبت .

مضى زمن تجرعت فيه ايران ( السم ّ العراقي ) ، وجاء زمن ( ورثت ) فيه ايران العراق ، وصارت الدول العربية المجاورة اقرب لمدى صواريخ العنصرية الطائفية الأيرانية من إسرائيل ، واقرب بكثير لمدى ( دريلات ) و ( تنانير ) فرق الموت التي زرعتها في جنوب العراق . واذا ما ركنّا سؤالا مثل: هل وقعت الدول العربية ، التي سهلت احتلال العراق ، ( في شر اعمالها ) ، والإجابة الفورية ( نعم ) ، لها رنّة فولاذ ثقيل ، فالسؤال التالي هو : مالذي ستفعله الدول العربية إزاء حرب قد تحصل في اية لحظة بين اميركا واسرائيل من جهة وبين ايران ؟! .

خياران لاثالث لهما امام دول الخليج العربي اذا حصلت الضربة الأمريكية الاسرائيلية لأيران :

إمّا : دخول الحرب ضد ايران رسميا ، أو : ان تعلن حيادها . وفي كلتا الحالتين هي الخاسرة ، وهي الدافعة للثمن الأكبر ، دون ذنب مباشر ، عن سوء تقدير لأمنها الأقليمي ومقتله ( العراق ) ، الذي كان في يوم ما ( بوابة شرقية ) مغلقة ضد الطائفية المذهبية المسيّسة ، ثم تحول بتسهيلات عربية ومنها خليجية الى بوابة ( إرهابية ) مفاتيحها بايادي تجار الحروب الطائفيين ذاتهم التي تهدد ايران بهم كل دول المنطقة .

مؤشرات الأمر الواقع تفيد :

اولا : يبلغ عرض الطريق الملاحي لمضيق هرمز ( 6.4 ) كيلومتر . وهذه المسافة ( ساقطة بالنار! ) ، كما يقول خبراء الحرب ، تحت طائلة مدافع الهاون والقاذفات الخفيفة ، التي يمكن لرجلين او ثلاثة حملها واستخدامها في حرب عصابات . ومن ثم فايران قادرة فعلا على غلق مضيق ( هرمز ) وفرض حصار على دول الخليج العربي دون حاجة لجيوش جرارة سهلة الإستهداف من قبل اعدائها ، خاصة وان الحرس الثوري الأيراني جرّب ومازال يجرب هذا النمط من الأسلحة وتلك الحروب في العراق .

ثانيا : وفقا لنظرية ( نجاد ) في ان القوات الأمريكية في العراق ( مجرد رهائن ) ، ومنهم بطبيعة الحرب اكبر قواعد المشاة في الكويت ، ووفقا ( لجعفري ) في ان ( القوات الأمريكية ستكون الأكثر عرضة للهجوم من القوات الإسرائيلية ) ، ستكون الضربة الأيرانية موجهة للعراق والكويت في آن ، بوصفهما ( خطّ تماس مباشر ) مع مشاة العدو ، خاصة و قوات الحرس ( الثوري ) ، متمثلة بمنظمة ( بدر ) وحزب ( الدعوة ) في العراق مهيأين اصلا لهذه المهمة في العراق ، وقادرين بأبسط انواع الأسلحة على مهاجمة القوات الأمركية في الكويت دون الحاجة الى جيوش ايرانية يمكن ان تستهدفها اميركا بسهولة .

( اذا استخدم اعداؤنا تراب الدول الأقليمية فإن حكومات هذه الدول ستتحمل المسؤولية ، وسيكون من حقنا الطبيعي ان نتعامل مع قدراتها العسكرية كما نتعامل مع اعدائنا ) هكذا يقول ( محمد علي جعفري ) . كلام واضح جدا ، يعني كل دول الخليج التي تتوفر فيها قواعد عسكرية امريكية ، كما انه يعني فرض الحصار على دول الخليج العربي واجبارها على دخول الحرب لتدمير كل ماتطاله الأسلحة الأيرانية فيها ، سواء دخلت الحرب رسميا او لم تدخل .

ثالثا : إتكأ قائد الحرس ( الثوري ) الأيراني على الجانب المذهبي المسيّس في قوله : ( ايران تمتلك نفوذا معنويا في دول المنطقة ، ولاسيما في لبنان والعراق وافغانستان ) ، بل وذهب الى حد الأيضاح ، لمن فاته الفهم ، في ان هذا النفوذ ، مجيّر ( لخدمة المصالح الأيرانية الخاصة ) . ولربما ان من ( فهم ) الأمر من حكامنا العرب قد تذكر بيت شعر عربي يقول :

( ربّ يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه ) !! .

اذن ، وقعت الحكومات العربية الخليجية ، ولسوء في تقديرات أمنها القومي العربي ، بين ارهابين نوويين :

امريكي تحركه اسرائيل ، وايراني تسيّره عجلات الطائفية المسيّسة بوصفها أربح وانجح تجارات الحروب في ايام الشرق الأوسط . وحتى تنجلي غبارات المناورات والتهديدات ، علينا ان نتعاطى تجربة الحيرة : في امر نفطنا وناطحات سحابنا الفاقدة للأمان اذا حصلت تلك الحرب ، مذ وضع حكامنا مكاييل امنهم القومي ومصير شعوبهم على اكف ّ الحرد والخصومات :

.. الشخصية !! .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

بالونات المالكي وصواريخ البنتاغون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لايختلف عاقلان في العراق ، وفي كل الدول الأخرى ، ان ( كلام الليل ) في حكومة المالكي ( تمحوه صفعات النهار ) في المضبعة الخضراء التي تعرف ان هذه الصنيعة ساقطة ، بكل المعاني ، في ظرف تأسيسها وظروف سلوكها . واذا بات من غير المستغرب ان نرى ونسمع ان هذه الحكومة ، بقضها وقضيضها ، عموديا وافقيا ، ممنوعة من التجوال بين من يفترض انه شعبها ، الإ ّ اذا توفر غطاء جوي وكراسي معوقين على الأرض مستعارة من قوات الاحتلالين والثلاث ورقات كوندية ، فماعاد مستغربا ان نسمع ونرى ( عنتريات ) خلّبية من فرسان حكومة ( ملاّ فسيفس ) .

بعد ان فقع المالكي الدنيا من ارض الإمارات بخلّبية التفاوض مع القوات التي نصبته رئيسا للوزراء على ( جدول للإنسحاب ) من مقر إقامته المحاصر بالعراقيين ، إنبرى موفق الربيعي شاهرا سيف ( شيبوب ) من النجف بأكذوبة بالونية قال فيها : ( ان هناك اتفاقا بين الحكومة " العراقية " والقوات الأمريكية حول تأريخ إنسحاب .. !! ) ، ويبدو ان صدى المالكي لايظهر إلا ّ من طبل النجف الأيراني ، كما ان لسان الربيعي قد غسل غسلا جائرا من كلمة احتلال !! .

ولم يكتف طبل المالكي بهذا البالون الملوّن ، بل اضاف بالونات ملونة اخرى في قوله : ( الحكومة " العراقية " ترى آفاقا واسعة للإستغناء عن القوات الأجنبية .. بعد تحسن الوضع الأمني ) ، وعلى ذات النغمة اطلق المدعو ( ياسين محمد ) ، غير محمود ، مستشار المالكي صدى الكذبة لقناة ( بي بي سي ) قائلا : ( إن " العراق " يريد بالتأكيد إنسحاب القوات الأجنبية بعد النجاحات الأمنية التي حققتها القوات " العراقية " في عدة محافظات ) ، وكأن لازمة العراق لابد من قولها تأكيدا لعراقية لاوجود لها في ولاءات هؤلاء .

من لايدري ببواطن الأمور في العراق لابدّ انه إفتقد المظاهر الإحتفالية الشعبية ، من اغنية ( الليلة عيد ! ) الشهيرة التي نسمعها في كل عيد مرورا بالطبول والمزامير والحلوى والأطفال اللاهين السعداء ، وعبارات التبريك والمباركة ، التي لابد ان تتزامن مع ظهور بالونات إمّعات المضبعة الخضراء على ( تحسن الوضع الأمني .. في عدة محافظات !! ) ، ولكن العارفين يرون ان صنائع قوات الاحتلالين لاتظهر الا ّ بمعية غطاء ولحاف أمني من ذات القوات الأجنبية التي ( تطالب !؟ ) الآن بجدولة إنسحابها على آفاق المالكي والربيعي الواسعة وحدها !! .

العجيب ليس في ( أبطال !؟ ) يكذبون وجها لوجه على الناس ، بل العجيب ، بعد ان غسلنا ايادينا من الحكومات التي تصدق اكاذيبهم ، ان جمهرات من الصحفيين ، في الإمارت ومصر وفي العراق وفي واشنطن وكل مكان تصفعه اكاذيب هذه الحكومة ، لايتجرأ احد منها على توجيه سؤال غاية في البراءة مثل :

في اي مطعم بغدادي او موصلي او بصري ستتناولون العشاء يا سيادة طبل المضبعة الخضراء؟! .

ولم تتحمّل مرارة البنتاغون اكاذيب ضباع ، إستعارت العراق وطنا ، استصحبتها معها اشباه حفاة عراة مستضعفين باحثين عن مجرد ( لقمة عيش ) من لحم اهلهم ، تحولوا في حلبة نفخ العضلات الى ( طناطل ) تتطاول حتى على من سيّدها في ذات المضبعة ، فأعلن الناطق الرسمي باسم البنتاغون صفعة رنانة طنانة اغلقت افواه كل طناطل الحكومة بقوله :

( اي اتفاق لن يتضمن جدولا للإنسحاب من العراق ) !! .

القمهم البنتاغون حجرا مع اكثر مما يكفي من ( طين خاوه ) العراقي . سكت المالكي ، وإنطفأت اضواء الربيعي ، وسقطت كل البالونات التي اطلقوها بصاروخ واحد ممن وظفهم ممثلين ، لم يجيدوا دورهم ، على مسرح العراق السياسي !! . ربما تذكروا تهديدات الآنسة المدرّعة المخوّذة كوندي قبل اكثر من سنة عندما غضبت من تمثيلياتهم سيئة الصورة والصوت رديئة الألوان فاخبرتهم انهم سيعلقون على اعمدة الكهرباء ان لم ينفذوا ماتريده ( هي ! ) وليس مايودّون ( هم ) التظاهر به طناطل امريكية ايرانية للشرق الأوسط !!. وربما تذكروا انهم يفقعون العالم ببالونتهم هذه ، وقوفا وقعودا وانبطاحا ، من المضبعة الوحيدة التي رضيت بأيوائهم !! .

واغلب ظني انهم يحاولون ( بيع ) وتسويق صورة ( وطنية ) لهم ، ولكن في الوقت الضائع ، في حارات الوطنيين من العراق ، وفي المشهد الأخير من الفصل الأخير من لعبة الاحتلال ، لعل احد الوطنيين ( يرحمهم ! ) يوم ( يطير العصفور مع خيوط الصيد ) عن العراق !! .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

( كلام الليل ) وصفعات النهار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ماعاد مستنكرا ان يشير الواقع العراقي الى ان كلام حكومة الاحتلال في الليل تمحوه صفعات الواقع الكارثي و( فنتازيا ) تجار الحروب من آل ( حصان طروادة العراقي ) . ولاعاد مستغربا ان تفرغ الألقاب من معناها ومبناها في آن ، وان تتحول الى مضحكات حكومية في يوم العراق الجديد ، ومنها آخرها الذي قررته ( فخامة ) رئيس وزراء عاجز عن تحريك جنديين ، الا بعد الحصول على موافقة مرجعيتين متكارهتين علنا متفقتين سرا على تدمير كل ما هو عراقي ، خاصة اذا كان عربيا ، والقاضي :

بإخلاء المباني الحكومية في البلاد وتسليمها الى الحكومة خلال ( مدّة ) اصبحت من ماضي الكوارث القديمة .

قصور رئاسية ، ودور ضيافة حكومية ، ومقرات وبنايات رسمية ، ودور مواطنين ، سطت عليها عصابات تجار الحروب دون اذن ، لا من الشعب العراقي ولا من اصحابها المعتقلين او المهجرين قسرا عن وطنهم لأنهم رفضوا الاحتلالين والثلاث ورقات ( كوندية ) . وصارت املاك الشعب والأفراد هذه مقرات إقامة مجانية شخصية ( لكبار المسؤولين ) من آل حصان ( طروادة ) العراقي وصغار الأتباع ممن يديرون احزابا والت الاحتلالين وذيلهما ( الكوندي ) واتخذتهم مآلا وحاضنة مصير .

سطا ( المجلس الأعلى للثورة الاسلامية الأيرانية ) ، بأمر من الملاّ ( عبد العزيز الحكيم ) ، على قصور رئاسية ومساكن وزراء ومقرات حكومية ( فخمة ) على طول نهر دجلة المحتل ما بين ( الجسر ذو الطابقين ) حتى ( جسر الجادرية ) بالكامل ، فضلا عن قصري عدي وقصي صدام حسين الخاصين ، ومع هذا تبحث اميركا وذيلها حكومة المالكي عن ( أدلة تثبت تدخل ايران في شؤون العراق ) ، فيما تؤوي مقرات المجلس القادمة رسميا من محور الشر ، والمجاورة لسفارة الشيطان الأكبر صراحة وعلنا ، كل من هب ّ ودب ّ من تحت سترة ( نجاد ) .

ومع ان هذا يذكر العراقيين بمسرحية : ( الأعمى الذي يقود البصير ) في معارك الاحتلالين وسوء المصير ، فالأنكى والأسوأ ان ( جلال الطالباني ) ، الذي اجّر القصر الجمهوري ، بدون ثمن ، لأتباع ( هدية الله ) له ولأتباعه ، قد سطا ( ديمقراطيا ) على قصر ( طارق عزيز ) ، نائب رئيس الوزراء الأسبق ، اذا جازت التسمية ، دون ان يدفع فلسا واحدا لأهل الدار ، مادام محميا بطائرات الاحتلال ودباباته ، وتجار حروبه ، ولكنه مع ذلك ( يتكتك ) و( يطقطق ) في الحديث عن ( الوطنية والمواطنة ) ضاربا للعراقيين ( ارقى ) الأمثلة لحالات السطو ( الديمقراطي ) الرسمي .

الحزبان ( الكونديان ) ، ولأن احدهما ( ديمقراطي ! ) والآخر ( وطني ! ) ، التابعان ( لجلال الطالباني ) و( البرزاني ) استوليا على مقرات حزب البعث في اليرموك ، ارقى احياء بغداد ، ( لزوم السياحة الكوندية ) ، على جناح ( ديمقراطي ) وجناح ( وطني ) ، كلاهما معدل في معامل ( هدية الله ) لتجار الحروب ، ولكن مايثير الدهشة والعجب حقا ان الحزب الشيوعي الأمريكي ( العراقي ) ، بنكهة ايرانية ، قد سطا على دوائر التجنيد والحسابات العسكرية وبعض دوائر وزارة الدفاع في مناطق أبي نؤاس والصالحية وساحة الأندلس ، فضلا عن مقرات اتحاد الطلبة ورابطة المرأة العراقية .

حزب الدعوة ( الإسلامية ) سطا على ثاني اكبر مطار في بغداد ، بعد المطار الدولي ، مطار المثنى ، وارى انه الأكثر ذكاء من بقية الأحزاب ، اذ لابد انه استلهم تجربة الرحيل الأميركي في فيتنام ، ومن ثم فإن المطار ينفع ( يوم لاينفع مال ولا بنون ) اذا حل ّ يوم حساب عراقي عسير ، كما سطت ( الدعوة الأيرانية ) على مقرات حكومية في العطيفية والكرادة الشرقية والكاظمية ومقر المخابرات العراقية القديم ، وعلى ذات الجناح الأيراني سطت منظمة ( بدر ) الدموية على بعض دوائر وزارة الاعلام في شارع الإسكان في الكرخ .

حزب طارق الهاشمي ، ( الاسلامي ) ، حسب الإدعاء ، منحته ( ديمقراطية ) الاحتلالين والثلاث ورقات كوندية حرية التصرف بغنيمة مقرات حزب البعث في منطقة الأربعة شوارع في اليرموك مقرا رئيسيا له ، وله فروع سطت على مبان حكومة في مناطق الخضراء والعامرية والأعظمية والدورة ، وهي التي تصفها قيادات الاحتلالين وذيلها الكوندي بأنها ( ساخنة وخطيرة ) ، لأن حزب الهاشمي رضي بوظيفة ( تبريد وإطفاء ) نيران المقاومة الوطنية في هذه المناطق ، ذات الأغلبية العربية السنية .

وفي هذا الاطار من السطو ( الوطني ) ، مازالت النزاعات قائمة بين منظمة ( بدر ) وحزب الدعوة الأيرانية من جهة ومن جهة اخرى ميليشيا جيش المهدي لصاحبها ( مقتدى ) الذي سمى مدينة الثورة في بغداد مدينة ( الصدر) واستولى على مباني الحكومة فيها فضلا عن مبان في بغداد الجديدة والكرادة والشعلة وسلمان باك والكاظمية ، على كرّ وفرّ يتجدد وينحسر وفقا لصراع المرجعيات ( النووية ) في طهران وواشنطن ووفقا ( لمجمّدة ) ومشعل ( مقتدى ) الذي نفد غازه كما يبدو فماعاد عراقي يعرف آخر احداثيات ( الوطنية ) في هذه المناطق .

هذا هو موقف السطو على المباني الحكومية ، وهي ملك للشعب ، من قبل اطراف حكومة الاحتلال الأمامية والخلفية ، وطريفه وحريفه : الاّ طرفا واحدا من هذه الأطراف نفذ ( كلام ) حكومة المالكي ، ولا اعار اوامر ( فخامة ) رئيس الوزراء اهتماما ، وظل حال السطو على ماهو عليه في جميع محافظات العراق ، لأن الجميع يعرفون ان اوامر هذا ( المسكين ) في الليل تمحوها صفعات قيادات الاحتلالات الأجنبية التابعين لها ( في النهار ) .

ولله في امر من تنصبهم الاحتلالات حكمة عرضها : مظهريات فارغة واوامر خلّبية ، وطولها : من عمر الاحتلال .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــ

بيضة المالكي على صخرة العراق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مازال الجهل يعد ( آفة ) حتى عند الشعوب التي تحضرت على حسابنا من جراء ( جهلنا ) ، وليس ما اسفرت عنه بعض وسائل الاعلام العربية اخيرا غير جهل فريد ، كان ومازال يمرّ على افواه المذيعين والمذيعات دون ضابط ولا رابط ، في تعاطيهم مع معمعة ( المعاهدة ) ، و( مذكرة التفاهم ) ، و( الإتفاق الأمني ) التي اثارها البيت الأبيض وغرقت في غبارها نجوم المضبعة الخضراء ، وحتى بعض الوطنيين العراقيين ، ممن لم لايعرفون الفروق القانونية بين هذه المصطلحات .

وللتذكير حسب لمن نسوا ، وللأيضاح لمن لايعلم ، ولا أدعي اني ضليع في علم القانون الدولي ، وان هي غير ثقافة عامة تفيد في معرفة الطريق من غبارات مثل هذه المعمعة الاحتلالية ، فإن ( المعاهدة ) في القانون الدولي تقتضي وجود :

* دولتين مستقلتين معترف بهما .

* وجود سلطتين تشريعيتين تقران المعاهدة لحكومتيهما قبل التوقيع عليها .

* ومن نوافل القول ان نقول وجود شعبين مستقلين يمكنهما عند الضرورة ان يستفتيا على اقرار المعاهدة من عدمه .

ويبدو ان تجار الحروب المحليين في المضبعة الخضراء كانوا يحلمون حقا ( بمعاهدة ) تحميهم من الشعب العراقي بالاتفاق مع تجار الحروب الأميركان الحاليين في البيت الأبيض ، فروّجوا لمعاهدة مستحيلة التحقيق وفق كل المعطيات ، إما عن جهل منهم او تجاهل أحمق ، ولكن وسائل الاعلام العربية والأجنبية تلقفت الخبر وركضت خلفه ركض عميان ، لأن المبادئ الثلاثة المذكورة لاتتوفر في الجانب العراقي قطعا وللأسباب التالية :

* حكومة المالكي هي حكومة نصبها الاحتلال ، ايا كانت الغطاءات والتمويهات التي رافقت ما سمّي في حينه ( بالانتخابات ) ، ومن ثم فان كل قراراتها وتعاقداتها السرية والعلنية باطلة اصلا . ولمن نسي ماجرى في الإنتخابات التي منحت هذه الحكومة ( شرعية ) زائفة نذكّر ان القوات الأمريكية نفسها اعلنت القبض على شاحنات محملة بأوراق انتخابية مزورة قادمة من ايران تعد بمئات الألوف ، ان لم نقل بملايين ، الأصوات الإنتخابية التي حسبت على المحافظات الجنوبية ، ولا أدلّ على التزوير من غير ذلك الاّ ماجرى في المحافظات الشمالية والوسطى على ايادي بيشمركة الطالباني والبرزاني ، فضلا عن القوائم الإنتخابية التي خلت في عموم العراق من اسماء المرشحين لمجلس النواب ( لأسباب امنية !؟ ) حتى قال هازج عراقي : ( قشمرتنا المرجعية وانتخبنا السرسرية ) بعد ان ظهرت وجوههم واسماءهم تحت اضواء الاعلام .

* من الموثق تأريخيا ان الحكومات التي نصبها الاحتلال كانت ومازالت تأتمر بأوامر السفيرين الأمريكي والأيراني وحاضنة كوندي في شمال العراق ، وعلى جملة من الدلالات التي نذكّر بأهمها وهو ان الحكومة الحالية : لاتستطيع تحريك فصيل من جنود جيشها ( الوطني ) الا ّ بموافقة وتحت رقابة جوية وارضية من الجيش والسفير الأمريكي ، وبعلم تام من السفير الأيراني ورخصة من اكراد كوندي ، ومن ثم فان هذه الحقيقة تنسف شرعية الحكومات الاحتلالية جملة وتفصيلا من جهة مفهوم السيادة الوطنية على الأرض كما تنسف شرعية السيادة على من يفترض انه شعبها .

* اما على الجانب الأمريكي ، فتبدو الحكومات العراقية التي نصبها الاحتلال وجها محليا له مجرد نكتة موسم انتخابي . اذا اعلن المرشح الديمقراطي لرئاسة اميركا اوباما ، وهو الأوفر حظا في الفوز مدعوما بما لايقل عن ( 70 % ) من الشعب المريكي الرافضين لإستمرار الاحتلال ، انه ( لايثق ) بمن نظروا للحرب اصلا ، وانه غير مستعد لإنفاق ( 10 -12 ) مليار دولار شهريا على جراء لم تبلغ سن الفطام بعد في عامها السادس من العمر ، القصير ان شاء الله ، عاجزة عن حماية نفسها في كل شوارع العراق من اقصى شماله حتى اقصى جنوبه .

كما ان الأغلبية في الكونغرس الأميركي هي للحزب الديمقراطي الرافض اصلا لهذه الحرب والمصر ّ على إنهائها للخلاص مما سمّاه اعضاء فيه ( كابوسا ) امريكيا في العراق ، وبعضهم سمّاه ( كارثة ) امريكية بدأت على ك>بة من تجار الحروب الحالين ،وصار من واجبهم امام دافع الضرائب الأمريكي ان ينهوها باسرع وقت ،لا أن يوقعوا على ( معاهدة بودي كارد ) تحمي تجار حروب محليين ارتكبوا جريمة حرب اوجزها تقرير من الأمم المتحدة مؤخرا يفيد ان : سدس الشعب العراقي مهاجر او مهجر ، فضلا عن واحد من بين ( 27 ) قد استشهد بلا ذنب .

نعم . يمكن لتجار المضبعة الخضراء ان يعقدوا ( إتفاقا ) بين عصابتين للمتاجرة بالثروات العرقية والدم العراقي والأمريكي في آن ، ولكن من المستحيل ان يتوصلوا الى عقد ( معاهدة ) اذا فاز الحزب الديمقراطي الأمريكي برئاسة الولايات المتحدة ، لأن بيضة المالكي قد إنكسرت على صخرة العراق .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــ

( الكابوس ) الأمريكي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في نهاية شهر حزيران الماضي ، قدم تقرير هام جدا للكونغرس الأميركي اعد من قبل ثلاثة اعضاء من الكونغرس هم : جيمس مكغافرن، جوني تييرني ، ووليم ديلاهنت ، بالتعاون مع مستشارين مقربين من مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة اوباما ، ابرزهم مارك لينش ، استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن ، وبريان كاتوليس من مركز التقدم الأميركي ، وممثلين عن منظمة هيومان رايتس ووتش ، ومركز ابحاث مشروع بدائل الدفاع ، واساتذة من جامعتي هارفارد وتافتش ..

وضع التقرير عنوانا هاما ومثيرا للدراسة ، او حزمة الافكار ، هو ( إنهاء كابوس العراق الوطني الطويل ) ، والوطني هنا تعود للولايات المتحدة وليس للعراق ، وقدم حزمة من المثابات لتخليص اميركا من ورطتها العراقية اقليميا ودوليا ، وابرز ماجاء منها هو :

+ ان تجدد اميركا تفويض الأمم المتحدة لها بالبقاء ف العراق لمدى قصير اقصاه عام 2009 .

+ عدم توقيع اي اتفاق امني مع الحكومة العراقية .

+ شرعنة اطار للمشاركة الدولية في المصالحة الوطنية العراقية واعادة بناء العراق والمساعدات الإنسانية .

+ تحديد مرحلة انتقالية لأنشطة القوات الأمريكية ، وتحديد فترة انسحاب ، تتزامن مع دخول قوات دولية مدعومة وممولة من الأمم المتحدة .

+ التوقف عن اعتبار العراق ( نموذجا ) في وسائل الاعلام والمخاطبات .

+ التوقف عن عد ّ العراق ( الجبهة الرئيسية في الحرب ضد الإرهاب الدولي ) .

+ فكرة البقاء العسكري مفتوح الأمد في العراق ، على افتراض انها تؤدي الى حصول تقدم ، هي مجرد ( وهم ) .

+ الحصول على تعهدات من سوريا وايران بعدم التدخل في في الشأن العراقي ، وحثهما على تهدئة التشجنات الأقلمية .

+ تشكيل مجموعة دعم دولية للعراق .

+ ابلاغ الحكومة العراقية بالانسحاب وبان اميركا ستتبنى موقفا حياديا منه وعدم التدخل في شؤونه السياسية .

+ ايقاف الضغوط الأمريكية على العراق لفتح قطاعه النفطي لها .

+ مساندة القوى السياسية العراقية والأمم المتحدة على عقد مؤتمر مصالحة يتزامن مع ( وقف فوري لإطلاق النار ) .

+ معالجة قضايا المهاجرين العراقيين .

+ اميركا يجب ان تقود كل هذه الجهود بالتعاون مع الجهات الدولة والمحلية المعنية .

وقراءة عاجلة لمجمل ما تقدم من ايجازات تشير الى ان : الخندق الوطني العراقي ، ورغم كل الضبابيات الموظفة ضده ، قد فرض نفسه واقعا على الأرض الأمريكية ، كما هو واقع مفروض على ارض العراق ، وان المقاومة الوطنية العراقية هي : الصانع الأول لهذا ( الكابوس ) الذي بات ثاني اكبر واهم ما يدور في ذهنية دافع الضرائب الأمريكي في انتخابات الرئاسة الحالية ، وان المقاومة الوطنية العراقية هي : المفتاح الأساسي في كل الدراسات التي قدمت ، ومازال الكثير منها يقدم لصانع القرار الأمريكي من اجل رسم ملامح طريق واضح وآمن لخروج اميركا من العراق بوجه ( المنتصر ) وان كان مهزوما .

وعكس كثير من آراء المحللين العرب ، الذين رأوا في احتلال العراق مكاسب لأميركا ( لاتعد ولاتحصى ) ، فهذه التقارير الأمريكية ، فضلا عن تصريحات القادة السياسيين الأمريكان ، تؤكد انها : ( كابوس ) ، وانها ( اكبر كارثة بعد فيتنام ) ، بل وذهب البعض منهم الى وصفها بصراحة ودون لف ولا دوران انها ( هزيمة ) ، وسعت مساحات الإرهاب الدولي بدلا من ان تضيقها ، ووسعت مساحة الكراهية لأميركا بين شعب العالم الاسلامية بشكل عام والعربية بشكل خاص بدلا من ( كسب عقولها وقلوبها ) .

وعكس آراء كثرة من المحللين العسكريين ، قبيل احتلال العراق ، وفي اوائل اشهره وحتى سنيه ، اثبتت الوقائع على الأرض ان ( المعركة غير متكافئة ) حقا : بين مقاومة وطنية عراقية ، تعد من الحفاة ، تزحزح وتخلخل وتكاد تهزم رسميا اقوى جيوش العالم ، عكس ما كانت تفكر به كل عبقريات العسكريتاريا المتحضرة المتطورة في اميركا وبريطانيا بشكل خاص ، التي سخر العراق منها مرتين في قرنين مختلفين ، كما يسخر الآن من اميركا للمرة الأولى والأخيرة بكل تأكيد .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــ

عرب للبيع عرب للشراء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول المحامون ( خلق القانون ليخرق ) ، عل دلالة تكاثرهم ، ودلالة ان لاقانون وضع دون ثغرة فيه وجدها ذاك او هذا من المحامين . ويقول واقع الشعوب ان ( حماتها ) هم ( حكامها ) اولا ، وان الأعراف الإنسانية شرعنت القوانين لحماية إنسانية الشعوب ، ولكن الأيام التي حبلت ب ( مصالح الدول ) و ( مصالح الحكام ) صيّرت الشعوب مجرد بضاعة في سوق أردأ انواع المزادات الإنسانية ، التي يهرّج بها ( حكام !؟ ) لبيع شعوبهم بالجملة والمفرد لكل شار .

واذا كان الله سبحانه تعالى قد آخى الشعوب على اكثر من منزلة : إنسانية ، ودينية ، وقومية . ومنحها حق الحرية في ان تطالب بحقوقها بالحق ، نجد ان صناع القرار السياسي ، الحماة ، في العالمين الاسلامي والعربي ، بشكل خاص ، هم دائما اوّل من يخرق حقوق الإنسانية ، وحقوق الدين ، وحقوق القومية ، ضاربين الحق بباطل حماية انفسهم من كل مساءلة امام شعوبهم على ( عصمة ) لم يقرها الله لهم بل اخذوها عنوة بحق القوة .

+ + +

( ديفد شرر) ، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة على اهانة المسلمين والعرب ، اعلن قبل ايام ان : ( سدس سكان العراق البالغ عددهم " 27 " مليون ، مهجرون في الداخل والخارج ) ، والعراقيون يعرفون ان عديد ( اولاد الخائبة ) اكبر من هذا ، إذ يبلغ ( خمسا ) وليس ( سدسا ) من مجمل الشعب العراقي ، واذا ماطرحنا الأقليات القومية من غير العرب ، والتي لم تنلها ( بركات الفوضى الأميركية والأيرانية الخلاّقة ) من المجموع ، فإن هذا يعني ( ربع ) عرب العراق في الأقل ، اي مايعادل ( 6 ) مليون عربي عراقي حذفتهم مزادات السوق العربي في صفقة الاحتلالات المركبة مطرودين عن ( جنات ) معسكرات فرق الموت .

التأريخ يوثق هنا لأكبر حركة تهجير قسرية ، بعد تهجير الفلسطينيين عن ديارهم عام ( 1947 ) ، وثاني اكبر عار يلطخ جباه صناع القرار العرب ، الذين وثقوا عبر كل تواريخهم ، لأجيال مضت ، واجيال حاضرة ، واجيال قادمة ، ابعاد عارات لاتمّحي ، ونكوصا مشهودا عن حق الله في إخوّة من طالهم التهجير ، حتى ولو من قبيل عرف ( الجار السلبع الذي كاد يرث جاره ) ، كما يوثق التأريخ سكوتا عربيا غريبا مريبا عن حقوق مهجّرينا ، الذين ماعاد لهم غير جلاّديهم ، من دول ( الحضارة ) ، ينتقون من بينهم هذا وذاك لاجئين في ديارهم ( الآمنة ) في وقت ماعادت فيه ديار المسلمين والعرب ( آمنة ) لهم لأن ( الإخوة الحماة ) ضيّعوا حق الله قبل حقوق الإخوة .

ولكن ؟! .

ويا لثقل ( لكن ) ، عندما تتفجر احتمالاتها في وعي من يرى ويسمع صناع القرار العرب وهم يستقبلون ، بالأحضان الدافئة ، الحميمة ، صناع كارثة الهجرة العراقية المعاصرة على بسط حمراء ، ويعلنون دعمهم لهم بالمال علنا ودون خجل ، ويروجون لهم الدعايات المنافقة ، يطرح السؤال نفسه :

ألا تسخر البسط ( العربية ) الحمراء من حماة وظفوا انفسهم رعاة لمن جنى على إخوة لهم ، في الإنسانية ، والدين ، والقومية ، دون ذنب غير ارادة الله التي شاءت لهم ان يولدوا عربا مسلمين ؟! .

تتسابق بعض الحكومات العربية اليوم لإرضاء حكومة ( عراقية ) ، فاقدة لأصلها وفصلها ، نصبها الاحتلال ، لكسب رضا الراحل بعد ايام عن بيته الذي كان ( ابيض ) ، قبل اني يتلطخ بدماء مئات الألوف من عرب العراق لم يرتكبوا ذنبا غير عروبتهم وميلادهم مسلمين ، وتحتضن ( حواضرنا ) تجار حروب محليين ، مجرمي حرب بكل المقاييس السماوية والأرضية ، وتحتفي بهم على بسط حمراء تكاد تنز دما عربا بريئا هدرته حصانات حكام لم يشأها الله ، بل إغتصبوهاا لأنفسهم تجار شعوب يزرعون الغام الغضب والقطيعة من كل الأواصر .

+ + +

لن تبكي خيام المهاجرين العرب راحلا باع كل الحقوق ومضى عن سوق مزاد خيام .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

رقصة العراق بين اوباما وماكين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توجز رقصة الجنود الأميركان ، وهم يتلفتون برعب نحو كل الجهات ، في شوارع العراق اكثر من معنى الخوف من الشعب العراقي ، على مبنى انهم ( ضيوف ) غير مرحب بهم في كل الأماكن ، عدا مغارات حيّة الشرق الأوسخ الجديد ( كوندستان ) التي تعيش برأسين وثلاثة ذيول ، كما خلقها الله ، ترش الورود على اقدام من يدفع لها من المال اكثر . وقد صارت رقصة الخوف هذه بضاعة ( تخويف )انتخابية في اميركا وهي تستعد لإنتخاب رئيس جديد لها .

الحلم الذي اعلنه ( ماكين ) ،المرشح الجمهوري ، بالبقاء في العراق لمدة ( 100 ) عام ، على غرار ماحصل في كوريا ، وهو يرفع راية التخويف من الإرهاب الدولي الذي صنعته إدارته بنفسها لنفسها ، والتي يعني وجهها الآخر راية شنّ الحروب ضد الشعوب الرافضة لرقصة الحرب هذه ، تحوّل الى ( نكتة ) ثقيلة في الشارع الأميركي ، تذكر بذلك الأعمى الأحمق الذي مسّ بقرة ثم مسّ أسدا فروّج لذات الملمس ( الدافئ الناعم ) لمضمونين مختلفين طبعا وطبعا .

وجاءت حدود فهم المرشح العجوز( ماكين ) على حسبة ( تحسن !؟ ) الأوضاع الأمنية ، مع انه يعلم ان التحسن زائف وملغوم بحقيقة ان فرق الموت التي تعمل وفق نظرية الحرب التي تتبناها قواته ، قتال ( الضد النوعي ) ،التي روجت ( لحرب اهلية ) على مسرحية شيعة يذبحون النواصب وسنة تذبح الروافض ، مع انه يعلم ان هذه الفرق دوزنت في المضبعة الخضراء لتمريره أردأ خلف لأسوأ سلف طالت جريمة الحرب التي اسس لها على اكاذيب مليون عراقي وهجرت ستة ملايين ، وانزلت سمعة اميركا الى حضيض الحضيض .

على الجهة المعاكسة يقف ( اوباما ) ، المرشح الديمقراطي ، الراغب في الإنتهاء من عرض الرقصات الأميركية في شوارع العراق خلال : ( 16 ) شهرا حالما يتولى الرئاسة في اميركا ، ووفق التطورات على الأرض . ويبدو انه عرف الفرق بين ملمس بقرة وملمس أسد قبل الإحتلال ، كما عرف مبدأ عسكريا يفيد ان ( الإنسحاب اخطر من الهجوم ) ، وان الإحتفاظ ببقرة مستولى عليها لايشبه البقاء مع أسد في قفص غير آمن ، عكس غريمه الجمهوري الذي يريد ان يرقص مع الأسود ( 100 ) عام واهما بقدرته على ترويضها .

+ + +

الإنسحاب غير الآمن للجيوش يمكن ان يتحول في اية لحظة الى هزيمة دموية ، ووفق هذه الحقيقة قدر الخبراء العسكريون الأمريكان ، وقبل ان يعلن اوباما ترشيح نفسه لرئاسة اميركا ، بان الجيش الأمريكي يحتاج الى ( 16 ) شهرا لنقل المعدات العسكرية على ( 1000 ) شاحنة نقل كبيرة تعمل يوميا نحو اقرب مثابة إنسحاب آمنة للأميركان هي الكويت ، وهذا هو معنى الرقم الذي حدده اوباما لسحب القوات الأميركية من حاضنة الأسود العراقية الغاضبة من الاحتلال ، ولكن في ظل ظروف آمنة .

طيب !! .

( 16 ) شهرا لإنسحاب آمن ، ولكن ماذا عن إنسحاب غير آمن ؟! لايمكن لأي مرشح للرئاسة الأمريكية ان يظهر قلّة اكتراث لحياة الجنود الأميركان ، كما فعل الرئيس بوش وشلّته الجمهورية ، ومن ثم فاوباما مضطر للإعتراف بهذه الحقيقة إزاء جملة من الحقائق الخطيرة المجايلة للوجود الأميركي في العراق من خلال وجود فعلي لخطرين اكيدين واضحين هما الوجود الأيراني في العراق والمقاومة الوطنية العراقية :

اولا : ايران تسعى لتوظيف هذا الوجود الأميركي في العراق ورقة مقايضة على ايران نووية مقابل رضا وسكوت اعوانها الذين يتنفسون ذات الهواء الذي يتنفسه السفير كروكر وفي ذات المعسكر في بغداد ، وهذا يفسر قول نجاد بأن القوات الأميركية في العراق هي ( رهائن ) بأيادي ايران ، وهذا هو معنى النكتة الأيرانية التي افادات بأن الحرس الثوري الأيراني قد حفر للقوات الأميركية ( 300 ) الف قبر على طول الحدود المشتركة .

ولأميركا ان تختار من سوق العرض الأيراني بين بضاعتين لاثالث لهما ، وبدون ( دسكاونت ) :

إما ان توافق على ايران نووية ، فتسلم من ضرباتها ( الثورية الإسلامية ) باياد عراقية تعايشها في ذات المعسكرات كما رأينا في كل الحكومات التي نصبها الإحتلال ،،

أو ان ترفض هذا العرض وتعلن انها ستنسحب قتتلقى عندئذ اخطر الضربات من ايران في احلك ايام الجيش الأميركي الذي سبق ، ويالسخرية الأقدار ، ان تحالف بمنتهى الغباء مع معممي التقية الأيرانية الذين ادّعوا انهم عراقيين .

ثانيا :موقف المقاومة الوطنية العراقية واضح ومعلن ، يفيد انها ستشن حربها حتى يرحل آخر جندي عن الأراضي العراقية ومعه آخر مرتزق ، ومن ثم فهذا يعني بكل بساطة انها ستستثمر الإنسحاب الأمريكي وهو على شاحناته الألف الى اقصاه وتشن هجمات مكثفة على المنسحبين ، الذين فقدوا بحكم امر الإنسحاب القدرة على الدفاع عن انفسهم بهجوم مضاد ، وهذا سيوقع خسائر خرافية في صفوف الجيش الأميركي ، لايمكن لأي مرشح للرئاسة ان يتجاهلها امام ناخبيه فيعدّ غبيا ، لذا يستخدم اوباما مفردات تشير الى هذه الحقيقة ضمنا من خلال مفردات مثل ( التطورات ) على الأرض وغير ذلك .

+ + +

اذن !!.

اي انسحاب امريكي عن العراق لابد له ان يأخذ بالإعتبار خطر المقاومة العراقية ، وخطر الوجود الأيراني ، ومن هنا تبدو فكرة الإنسحاب اكثر من معقدة واعمق من موجعة للجانب الأمريكي الذي بات يعرف ان لمعنى الملمس الدافئ الناعم اكثر من مضمون ، واكثر من ردّ فعل ، على تلمّس ضيفا مرحّبا به او تلمّس صيادا قاتلا ترى الشعوب لنفسها حقا في الثأر منه .

من السطحية ان نفهم ان ( تقاربا ) بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي قد حصل للبقاء في العراق ، لأن الجمهوريين ينوون حقا البقاء هناك مهما كلف الأمر ، فيما يأخذ الديمقراطيون الحقائق على الأرض العراقية بواقعية تشير الى :

لاضمانات محلية ولا اقليمية بعد لإنسحاب القوات الأمريكية .