الخميس، 13 نوفمبر 2008

القسم السابع / فاشلون عرب بلا حدود ومقالات اخرى

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

فاشلون عرب بلا حدود

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا ليس عنوانا لمنظمة ، او رابطة ، إو إتحاد عربي جديد ، مع صلاحيته وضرورة إستخدامه المشروعة لذلك ،، ولكنه المدخل والمخرج الرسمي ، وشبه الرسمي ، وغير الرسمي لكل من يريد ان يستثمر الغباء ، او التغابي ،الخاص بنخبة الفاشلين العرب طولا وعرضا ، وفي كل المناحي التي سبرتها الأمم الأخرى وتخلف عنها الفاشلون العرب ،، من صناعة إبرة الخياطة وعود الثقاب حتى بنت نعش الأخيرة التي مرت بها مسابير فضاء تعد من قبيل النكات القومية ( أجنبية ! ) عن العرب الذين ماعاد يجتمع قادتهم الا ّ على ( مناقرات ) شخصية لضرائر لاشأن لعرب اليوم ، والغد ، فيها .

الفاشلون العرب لا ( يندلقون ) بيسر ، على قدر الله في خلقهم عربا ، بالحق من أجل الحق حيث تصب مجاري المصلحة القومية العربية ، ومنها طبعا وطبعا مصالح حكوماتهم ، شرعية أو غير شرعية ، اذا كانوا من هواة البقاء عقودا على كراسيهم ، ومصالح العرب الذين تولّوا امرهم ، طائعين او مرغمين ،، و( عسر ) الفاشلين العرب في الحق مصون مكفول من أقوى وأعظم دولة في العالم : أميركا ، التي لاتستطيع ، ولا تريد قطعا ان تعترف للعرب بحق ، حتى ولو كان حقا في الحياة ، كما توثق كل أحداث العراق العربي المحتل ، ومن قبله فلسطين والصومال .

والفاشلون العرب يندلقون بيسر ، مضحك للعرب وغير العرب ، على مطار بغداد ، عاصمة الرشيد ، المحتلة مثقلين بوجوه يتآكلها القلق من إستقبال مفاجئ ( ساخن ) قد يتعاطاه عرب العراق الرافضون للإحتلالات المركبة التي غزتهم من تحت عباءات عرب !! . وإذ يستقبلون من ضواري المضبعة الخضراء ، يرتمون في احضانها إرتماء ( الدخيل ! ) الغريب على ايادي حماته من ( جريمة ) تلاحقه ، جاء منها واليها ، يراها ونراها ، ملوثة بدماء مليون من عرب العراق ، وأوجاع خيام ستة ملايين عربي عراقي ، ماعادوا ينتمون لبعض العرب من جرّاء قطيعة رحم ، أمريكية المرجعية ، وتقطيع أوصال ، شارك الفاشلون العرب بتأسيسها علنا ودون لف ّ ولا دوران .

والفاشلون العرب لايعترفون ، علنا وبصراحة ، لاتقل عن صفاقة قومية ، بحق عربهم في مقاومة المحتلين الأجانب لأراض عربية ،، كما انهم لايعترفون بفضل تأريخي وفضيلة قومية للمقاومين العرب العراقيين الذين حموا مقاعد ومقاعد الفاشلين العرب من ( خارطة الدم ) التي اصدرها البنتاغون تأسيسا ( لشرق أوسخ جديد ) ، سمّوه ( الشرق الأوسط الكبير ) ولكنه تضاءل تحت ضغط المقاومة العربية العراقية الى ( شرق اوسط صغير ) ، ثم تلاشى مع احلام من رسموا حدود دويلات الطوائف والقوميات العنصرية الى مجرد ( إعادة إنتشار ) لتبرير الهزيمة التي تطوع الفاشلون العرب لحمل وزرها لاحقا على شمّاعة ( فشل العرب ) في إعادة الأمور التي خرّبتها أميركا الى نصابها .. الأمريكي !! .

والفاشلون العرب يتظاهرون ( بالحكمة والإعتدال ) ، وهم يسمعون ويرون تركيا تأخذها الغيرة القومية على تركمان العراق من تهديدات اطراف المضبعة الخضراء فتهدد جادّة بالتدخل العسكري لحمايتهم ،، ويتظاهر فاشلونا العرب ( بالحكمة والإعتدال ) وهم يرون تجار الحروب ( الكوند ) من جماعة جلال الطالباني ومسعود البرزاني يؤوون ويسلحون كل كردي مناهض لتركيا ولأيران ولسوريا علنا ودون لف ّ ولا دوران ، ويفتكون في الوقت نفسه بالعرب في كل المحافظات القريبة من مضبعتهم ، التي لايتورع إعلام الفاشلين العرب من تسميتها ( كردستان ) ، وكأن النبي ( إبراهيم الخليل ) كان ( كونديا ) ،،

ويغمض الفاشلون العرب عيونهم ، ويصمّون آذانهم عمّن يسمّي إحتلال ( العراق العربي !؟ ) ، الذي اعترفت اميركا نفسها به ( إحتلالا ) ويسمّيه هؤلاء ( تحريرا ) باذان الفاشلين العرب وتحت أنوفهم ، وكأن هؤلاء صادقين على صمت هؤلاء ، الذين لم تخجل برلماناتهم من نفسها عندما عقدت إجتماعها الأخير تحت إسم ( العرب ) في مضبعة ( كوندية ) لاتعترف بالعرب ، ولاتريد للعرب ان يمروا بها ،، وزاد تجار الحروب في المضبعة الخضراء من تعاليهم على الفاشلين العرب في عدم إعترافهم بأن الجزر الإماراتية ( العربية ) الثلاث محتلة وجها لوجه مع برلمان الفشل العربي المضحك للعرب ولغير العرب ،،

ويتغافل الفاشلون العرب عن كل أنواع القتل والتعذيب والإعتقالات العشوائية ضد عرب العراق ، أيّا كان القاتل وأيّا كان السبب ، لأن من يقتل ويعذب ويعتقل واقع ضمن سيطرة الإحتلال الأمريكي ، التي شاءت للفاشلين العرب وفي الوقت الضائع من مباراتها الحربية الخاسرة ،، وهي تهم ّ بالرحيل مهزومة من العراق ،، ان يتحملوا كل ّ خطايا الإحتلالات الأجنبية المركّبة في العراق ( العربي الجديد !؟ ) من خلال ( إندلاقهم ) المضحك ، غير المبكي ، على بغداد المحتلة ،، فيبدو الفشل العربي اللاحق ، والمخطّط له ، حمّالا أمينا وبرقعا أقليميا للهزيمة الأمريكية التي ستسمّى ( إنتصارا ) في التأريخ الأمريكي وتسمّى ( هزيمة ) للفاشلين العرب الذين قطعوا بوجود مكاتبهم في المضبعة الخضراء آخر الصلات بكل العرب .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

مغالطات البنتاغون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في تقريرها ، ربع السنوي المرفوع الى الكونغرس الأمريكي عن الوضع في العراق المحتل ، إعترفت وزارة الدفاع الأمريكية ، البنتاغون ، بأن : ( المعالم الأساسية " للصراع " في العراق لم تتغير ، رغم التحسن الكبير في الأوضاع الأمنية ) ، واضافت وصفا صحيحا ــ على غير العادة !! ــ يفيد ان الأوضاع الأمنية : ( هشة وغير متماسكة ويمكن ان تتراجع ) ، ولكن على تبرير مخادع مراوغ ، كالعادة ، يفيد ان العراق : ( عالق في " نزاع " بين مختلف " المكونات " على السلطة والموارد ) .

ماتعنيه وتحمله في طياتها هذه الأوصاف الواردة في تقرير البنتاغون هو :

اولا :

ان ( عدم تغيّر معالم الصراع ) الذي قصده البنتاغون هو : خديعة اخرى للكونغرس ، والشعب الأمريكي في آن ، وربما بعض الحمقى من حكام الدول الصديقة للبنتاغون ، لتبرير استمرار بقاء القوات الأمريكية في العراق لأطول فترة يمكن ابتزازها من قبل تجار الحروب الأمريكان من جميع هؤلاء . وفي وقت اعترفت كثرة من اعضاء الكونغرس الأمريكي بانها ( خدعت بمبررات هذه الحرب ) ، لم تعترف الأكثرية المطلقة من حكامنا المسلمين الذين آزروا الإحتلال مباشرة ، أو غضوا النظر عنه ، بأنهم من المخدوعين باكاذيب تجار الحروب كما جلاّديهم وولاة امرهم الأمريكان النادمين ، وهذا ما يشجع البنتاغون على خداعهم مرة بعد مرة ، لأن : ( السكوت من علامات الرضا ) عن ( صراع ) دموي بشع يجري في العراق ( يستلزم ؟! ) استمرار قوات الإحتلال على القتل المجاني وإعالة فرق موت تابعة لمكونات قوات الإحتلال .

كما ان هذا التقرير يوثق ويوجز هدفا غاية في اللؤم والخباثة الموجّهة من قبل البنتاغون ضد الشعب العراقي ، وضد الشعب الأمريكي في آن ، وحتى شعوب المنطقة من خلال هذه التوصيفات المغالطة الزائفة ،، لأن هذا ( الصراع ) الذي تعكز عليه البنتاغون ماكان حاصلا قبل الإحتلال ، وما كان سيحصل بعده ، لو لم تقسّم ادارة مجرم الحرب بوش الشعب العراقي الى حصص طائفية وقومية ، على ابعاد عنصرية نقيضة لكل ( ديمقراطيات ) الأرض قديمها وحديثها ، أسست ( للنزاع على السلطة والموارد ) لاحقا وفق الرؤى الأمريكية البريطانية الإسرائيلية ورؤى تجار الحروب العراقيين من ركّاب دبابات الغزو الأمريكي .

البنتاغون في هذه الأوصاف يدعو كل الجهات المعنية بالعراق الى خيارين لاثالث لهما : إما الخضوع لرغبته الدموية في البقاء لأطول فترة إحتلال ممكنة بحجة هذا ( الصراع ) الزائف المفتعل ، او ان يشهد العراق ومعه دول المنطقة ( نزاعات ) على ( السلطة والموارد ) بين كل الطوائف والقوميات ، يأكل فيها القوي الضعيف ، ويستقر المنتصر في حضن تجار الحروب الأمريكان وشركائهم من تجار الحروب المحليين ،، ومن ثم لايبدو غريبا ، ولا مضحكا ، لعاقل ان يجد علاقة مستحدثة مستوردة بين المذهب الفلاني ، او القومية الفلانية ، وبين مجرى النهر هذا ، وبئر النفط تلك ، ومنجم البوتاسيوم ذيّاك ،، لأن هذا الربط السلطوي والمواردي الشخصي ، دون سلطة الوطن والوطنية ، صار من اهم متطلبات ميلاد ( الشرق الأوسخ الجديد ) ، الذي أسس له البنتاغون صراحة ودون لف ولا دوران وفق ( خارطة الدم ) الشهيرة المنشورة عنه ومنه .

ثانيا :

من المعروف ان ( المعالم الأساسية ) التي قصدها البنتاغون هي : المعالم التي أسسها بنفسه لنفسه ، من خلال استيراد ايرانيين ، كانوا لاجئين في العراق فرّوا الى ايران بعد ان عضّوا الأيادي التي آوتهم واطعمتهم ، ومن خلال اكراد وعرب ( عراقيين ) لاوطن لهم ولاقيم اخلاقية غير كهوف تجارة الحرب ،، ووضع البنتاغون كل هؤلاء قوة بطش و تهديد ارتزاقي للشعب العراقي وبقية شعوب الأرض في المنطقة بشكل خاص و العالم الإسلامي بشكل عام ،،

البنتاغون نفسه هو من استنسخ عن غباء موثق قاعدة ( الحضارة الغربية !؟ ) في ( فرق تسد ) في كل الدول الإسلامية ، واولها افغانستان ثم العراق ثم السودان والصومال بعد فلسطين ،، ولكنه وجد نفسه أضعف مما كان يتصور عن نفسه أمام حركات مقاومة تعد من ( الحفاة العراة ) قياسا الى امكانيات البنتاغون الخرافية ،، ولم يشعر البنتاغون بورطته حتى وهو يعدّ التقرير للكونغرس ، لأنه لايفكر بمصلحة اميركا ، ولا بمصالح شعوب الأرض كلها ، إزاء رغبات ومصالح تجار الحروب الذين سيطروا عليه ،،

ووجه حماقة البنتاغون ، اذا ما افترضنا حسن نواياه وهو يعد هذا التقرير ، في انه : لم يفهم كيف ومتى ومن ( يفرق ) وضد من ،، كما لم يفهم متى وكيف ومن ( يسود ) اذا نجح في التفرقة ،، ولم يقرأ تأريخ العراق ، ولاعادات وتقاليد شعبه ، ولا تأريخ المنطقة العربية والروابط بين أهلها ،، وفضلا عن كل هذا جاء على الظن ان شعوب المنطقة سترضى بكل مايصدر عن البنتاغون لأنه مجرد .. امريكي ! .. قادر على الفتك بأعدائه الذين يختارهم اعداء ، وحماية اصدقائه الذين ظن ّ فيهم القدرة على الاجرام بحق الشعوب .

نعم ، عثر البنتاغون على أعوان له ومرتزقة من العرب ( شيعة وسنة ) ومن الأكراد والتركمان وبقية القوميات ، وهؤلاء نجحوا بدورهم من خلال حكومة المضبعة الخضراء في ذبح مليون وتهجير ستة ملايين عراقي خلال اقل من ست سنوات !! .

نعم ، نجح البنتاغون في التأسيس لفرق موت طائفية وقومية عنصرية( كردية ) ، بعضها ( صاح ) وبعضها ( غاف ) ،، كما نجح في إذكاء الفتنة حتى بين عملائه لكي يؤسس ( لسيادة ) على الجميع لأطول فترة ممكنة !! . نعم ، نجح البنتاغون في إستئجار مليون مرتزق ، عراقيين ، بعد تجويع شديد بحجة ( الإجتثاثات ) الشهيرة ، ونجح في استيراد مرتزقة اجانب بعد إغراءات منهوبة من ثروات العراق نفسه ،،

نعم نجح في كل هذا !! ،،

ولكن هل نجح في السيطرة على الأوضاع الأمنية ؟! .

البنتاغون نفسه يجيب بأنها : ( هشة وغير متماسكة ويمكن ان تتراجع ) ! .

ولكن احدا لم يسأل البنتاغون عن سر ّ هذه ( الهشاشة ) و( عدم التماسك ) ، لأن الإجابة ستؤدي الى الإعتراف : بوجود مقاومة عراقية وطنية ، تمثل اكثرية صامتة صامدة مطلقة من الشعب العراقي ، رافضة لكل ( المكونات ) التي أسس لها الإحتلال .

مغالطات البنتاغون ( 2 - 2 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وجاء الحريف الظريف في مغالطات تقرير البنتاغون ، ربع الفصلية ، المرفوعة للكونغرس عن الوضع في العراق المحتل في قوله : ( ان النفوذ الأيراني في العراق يبقى التهديد الأمني الرئيسي على المدى الطويل ) ، وانتبهوا لتعبير ( المدى الطويل ) ، واضاف البنتاغون : ( ايران تواصل بوضوح تمويل وتدريب وتسليح وتوجيه مجموهات خاصة للعمل على زعزعة الوضع في العراق .. من خلال دعم المجموعات الشيعية المتطرفة ) .

وفي تحليل ماجاء في هذه الجمل ، وهي ( كلام حق ّ يراد به باطل ) بامتياز مشهود معدود ، يجد المتابع إحتمالات لايمكن للبنتاغون ان يحيد عنها مطلقا :

إمّا : ان ( العباقرة !؟ ) في وزارة الدفاع الأمريكية يجهلون مع من تعاملوا قبل الإحتلال ، خاصة عبدالعزيز الحكيم واحمد الجلبي وابراهيم الجعفري وجلال الطالباني ، وكلهم نالوا تربية أيرانية معروفة حتى لمجانين قرانا ، ومن ثم يبدو ( إكتشاف!؟ ) النفوذ الأيراني بعد إحتلال العراق من قبل البنتاغون غباء موثقا جر ّ كل هذا النفوذ الدموي الخطير على اميركا والعراق وحتى الدول العربية ( الصديقة ) وغير الصديقة لأميركا ،،

أو : ان البنتاغون كان يعرف مسبقا ، وهذا هو الأرجح ، بأن المذكورين ايرانيين نسبا وحسبا وولاء يدعون انهم عراقيين ، ولكنه وظفهم حصان طروادة لغزو العراق من منطلقين لاثالث لهما قط : الأول ، بات اقدم من السلام عليكم و ( هاي ) ، وقد عفا عنه الزمن ، وهو ان ( عدو عدوك صديقك ) ،، والثاني ، هو ( أمل ) البنتاغون في تحويل هؤلاء الى أداة ضد أيران نفسها لاحقا ، ولكن ( المعجزة ) الأيرانية الشهيرة حصّنت هؤلاء من التدجين الأمريكي ، فتحولوا بفضل غباء البنتاغون الى : ( نفوذ ايراني يهدد الأمن ــ الأمريكي العراقي العربي التركي ــ .. على المدى الطويل ) في العراق .

أو : ان البنتاغون نفسه يريد لهذا ( التهديد الأمني ) و ( النفوذ الأيراني ) ان يبقى ورقة ضغط دموية ضد عرب العراق ، وضد دول الجوار العربي وتركيا في آن ، يساوم بها ايران على التخلي عن مخالبها النووية ضد اسرائيل مقابل استعمال انيابها ضد العرب والأتراك كلما تطلبت الحاجة وتحت اشراف امريكي ، لذا يخدع البنتاغون الكونغرس ، ودول الجوار العراقي ، ويخوّفه من نفوذ ايراني لايمكن ان يعالج الاّ باستمرار احتلال العراق ، وهذا الإحتمال الأرجح والأصح ّ والأوضح ، وعلى دلالة ان البنتاغون قادر وخلال ساعات قليلة على ( إجتثاث ) النفوذ الأيراني من العراق من خلال القبض على ( الرؤوس الأيرانية ) في حكومة المضبعة الخضراء وتسليمها الى الشعب العراقي الذي إدعت انه إنتخبها ، عندئذ سيرى العالم ومنه اميركا ، نوع الإستقبال الذي سيناله هؤلاء من العراقيين .

وحتى اذا إفترضنا ( حسن النيّة ) ، في الإحتمالين الأولين ، للبنتاغون الذي خصص ( 300 ) مليون دولار لتسويق مغالطاته اعلاميا مؤخرا ، ومنها ماتقدم من مغالطات ، فهذا لايعفي عباقرة اكبر وزارة دفاع في العالم ( ترى النملة السوداء في الليلة الظلماء ) من تهمة ( الغباء ) على مثل قديم يقول : ( جنت على أهلها براقش ) ، ولكن هذا لايعفيها قطعا من ( عبقرية ) حل ّ مشاكلها في العراق بالعمليات العسكرية ( الجراحية ) ، كما تودّ التعبير ، فتلقي القبض على كل الرؤوس أيرانية النسب والحسب والولاء في الحكومة الخديجة التي ترعاها في المنطقة الخضراء .

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه قبل وبعد كل هذه المغالطات هو :

هل ينجح البنتاغون ، اذا ما إستثنينا مواقف دول الجوار العراقي الموقعّة على بياض ، في مخادعة الكونغرس لإستبقاء قواته المهدّدة في العراق من قبل أيران ، ومن قبل المقاومة العراقية في آن ؟! .

كل المؤشرات في اميركا تشير الى ان فوز الحزب الديمقراطي برئاسة اميركا ، وبوجود أغلبية ديمقراطية في الكونغرس رافضة لإستمرار النزيف الأميركي ( طويل الأمد ) في العراق ، رافضة لفكرة القواعد العسكرية الأمريكية في العراق ، تحت تأثير اغلبية شبه مطلقة من الشعب الأمريكي ، سيكون له وقع تغييرات عاصفة كبيرة جدا في الشرق الأوسط ، لم يستقرئها العالم العربي بعد ، وربما إستقرأها ولكنه مرعوب من نتائجها وتأثيراتها اللاحقة ضدّه وفق حقيقة ( من حفر حفرة لأخيه سقط فيها ) ،،

واوّل من إستقرأها وجهّز نفسه لها هو إسرائيل التي خففت من غلواء كبريائها ضد الدول العربية المتشددة ضدها ، بعد ان ايقنت وهي العارف المقرّب بأن البنتاغون ومرتزقته المحليين يترنحون تحت ضربات المقاومة الوطنية العراقية ، ويتخبطون ، تخبّط حشاشين ، بين ( صحوة ) سنية و( غفوة ) شيعية وذيلية ( كوندية ) ، حتى بات البنتاغون يقرّ ضمنا بانه ماعاد يعرف صديقه حقا في العراق من عدوه صدقا ،، لذا سارعت اسرائيل لتحاور سوريا على سلام دائم حرصا منها على حدودها من ذات الشدّة التي تعانيها القوات الأمريكية في العراق ، والتي اذا رحلت فان هذا يعني فتح اوسع الأبواب للمقاومة العربية نحو مستوطنات الإحتلال الإسرائيلية .

ويبدو ان المتغيرات القادمة في اميركا ستضع حدّين لاثالث لهما لحشّاشي البنتاغون :

إمّا : ان يفوز الجمهوريون وهذا عيد لفرق الموت الدولية والمحلية ، واستمرار لنزيف اميركي عراقي عربي يشترك في ذات المأساة ،،

أو : ان يفوز الديمقراطيون وهذه نهاية ، أن لم تكن عاجلة فهي آجلة ، لتجّار الحروب الدوليين والمحليين في العراق المحتل والمنطقة .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

النفط مقابل .. الأمان !!

( 1 )

أراهن ان ( 99% ) من العرب ، ومثلهم من العالم الاسلامي ، لايعرفون ان جزءا من المخصصات التي يقرها الكونغرس الأمريكي لوزارة الدفاع الأميركية يصرف للإستيلاء على نفط العراق .. معلومة هي حدود العهر الأخلاقي في قيمة ال ( 300 ) مليون دولار التي خصصها البنتاغون لشراء ذمم الإعلام العراقي والعربي ،، ولكن رفض عميد الاغبياء العرب وغير العرب من تجار الحروب ، ( بوش ) ، لطلب قدّم له من قبل الكونغرس بعدم استعمال مخصصات البنتاغون للسيطرة على النفط العراقي ، وعدم بناء قواعد دائمة في العراق ، جاءت فاقعة لدافع الضرائب الأمريكي ، وفاجعة صادمة للجهلة العرب ، تأخر الإعلان عنها على مدى سنوات الإحتلال حتى بانت اليوم لكل الأطراف المعنية بالعراق من كل الخنادق المحلية والأقليمية والدولية .

+ + +

على حماقات وجشع وازدواجية ولاء كثرة من مواطني الشرق الأوسط ، كبارا وصغارا ، تبتكر روابط تجار الحروب المحليين والدوليين لكل حقبة حقيبة من الأجندات ، غير المسبوقة ، بما يعاكس إتجاهات شعوب الشرق الأوسط ويفرغها من معانيها ومبانيها في آن ،، واذا كان غزو العراق هو اول ( نماذج ) هذه الإبتكارات الخارجة عن القانون الدولي والقيم الأخلاقية ، وما صاحب هذا ( النموذج ) من دويلات تجار الحروب من فيضانات دموية على حساب إنسانية العراقيين ، و( منجزات ) مناجل وافران وخناجر و( دريلات ) ومتفجرات الطوائف وعنصرية القوميات التي تقودها قوات الإحتلال المشتركة ،، فقد أغطس وغيّب ، عن عمد ، واقع الأجندة الأساسية التي تسيّر جميع دول وشعوب الشرق الأوسط ، واولها العراق ، اليوم :

النفط مقابل.. الأمان .

وهذه الأجندة المستعارة عن نجاح أجندة ( النفط مقابل الغذاء ) ، التي أوهنت جيشا عربيا كان يعد خامس اقوى جيش في العالم ، ودولة عربية لم تظهر فيها جرائم حروب مثل تلك التي إبتكرتها لنا قوات الإحتلالات المشتركة ، وهذا ما مهّد لغزوها وإحتلالها وهي في اضعف حالاتها ،، فإن الأجندة الجديدة ( النفط لأميركا مقابل الأمان لتجار الحروب ) هي : المعادل الموضوعي البديل لمشروع دويلات ( الشرق الأوسط الكبير ) ، الذي اسقطته المقاومة الوطنية العراقية ،، هذه المقاومة التي بدلا من أن تشكرها الدول العربية وغير العربية وتدعمها علنا وصراحة عمّا أنجزته لها ودون مقابل من تجنب مصير دموي كمصير العراق ، راحت هذه الدول ترضع الحماقة التأريخية مع ( حسنات ) أميركا المالية و( فضلات ) تجار الحروب في المضبعة الخضراء ضد الشعب العراقي .

ربما غابت عن ذاكرات العرب ، وغير العرب في الشرق الأوسط ، صورة العجوز المهزوم رامسفيلد في اوائل أيام الإحتلال وهو يخاطب ، بإستعلاء وغرور مضحكين ، دول العالم ، منتشيا بوهم ( النصر ) ، كمن يخاطب عمّال بطاطا كسالى لايستحقون ان يكافأوا من قبل مالك كل شئ في مزرعته التي ورثها بقوّة السلاح وقوّة الإفلاس الأخلاقي : العراق وجميع دول الشرق الأوسط !! . وربّما نسوا ، كعادة شعوبنا ، عنجهية بوش التي تعامل بها مع الدول التي لم تسانده على غزو العراق ،، حتى أن غرور وعنجهية الرجلين أرعبا حاكما عربيا تخلّى بسرعة عمّا يمتلكه من ذخائر حرب ، ودفع ديّات لأجانب وتنازل عن ديّات لأهله ،،

ولكن الأيام تترى على عنجهية إلتهمتها ضربات المقاومة العراقية عرّت وبوضوح نفي اميركا في حينها انها غزت العراق للإستيلاء على نفطه فقط ، واذا بالأيام الأمريكية نفسها ، ودون اكراه ، توثق ومن أعلى سلطاتها بتحميل تجار الحروب في ادارة بوش فيها وزر مقتل اكثر من مليون عراقي وتهجير اكثر من ستة ملاين لاجئ ، ولكن بعد ان انزلت جريمة غزو العراق اميركا الى مادون حضيض السمعة في كل انحاء العالم ،، لذا بدأ الكونغرس الأمريكي ، متإخرا ، يحاول معالجة هذه الخطورة في تجارة ( النفط مقابل الأمان ) ، فطلب من راعي الحروب الخاسرة ان يتوقف عن الإستيلاء على النفط العراقي لأن المنطقة كلها ، حتى أميركا ، فقدت الأمان من جراء هذه الأجندة الدموية ، كما طلب الكونغرس من بوش ان يتوقف عن بناء القواعد العسكرية الدائمة ، بنقود البنتاغون ، بعد ان طالبته اكثرية الشعب الأمريكي بالرحيل العاجل عن العراق ، ولكنه رفض بعنجهية الأحمق الموهوم !! .

+ + +

مازالت دماء عرب العراق ، سنة وشيعة ، ساخنة في ذاكرات العراقيين ، وكل شعوب العالم ، تحت مسمّى ( الحرب الطائفية ) التي قادتها فرق الموت ، وجميعها تابعة لقوات الإحتلالات المشتركة ،، ومازالت قبور اكثر من مليون عراقي شاهدا على اكبر جريمة أستهل بها عصر أميركا في عهد بوش مع خيام ملايين من العراقيين هجّروا أو هاجروا ليخلوا الطريق أمام تجار حروب المضبعة الخضراء للإستيلاء على النفط العراقي ،، وكانت وزارة النفط الهدف الأول في طريق الغزو ، للتذكير، ومازالت الهدف الأدسم الأول الذي يحرص تجار الحروب الدوليين والمحليين على رضاعته ، حتى ان حقيقة تفرض نفسها على واقع الحال العراقي تفيد :

اذا توقف النفط العراقي زالت الإحتلالات .

وعندما يتنفس المواطن العراقي نسمة : ( صار الأمن أفضل ) ، فالواعون يعرفون ان هذا المواطن دفع ثمن هذا ( الأفضل ) : سبعة ملايين عراقي بين شهيد ومهاجر ومهجر ، اي مايعادل ربع الشعب العراقي ، في تجربة ( النفط مقابل الأمان ) ، وانه اذا شاء المزيد من ( الأمان ) فعليه ان يوافق على دفع المزيد من النفط المنهوب بأبخس الأسعار ، من خلال ( الإتفاقية الأمنية ) التي مازالت طبول تجار الحروب المحليين والدوليين تصدّع آذاننا للقبول بها ، على محاولة ايهامنا بأنها ستحقق ( الأمان ) في العراق ، وفي حقيقة أمرها أنها ستحقق الأمان لتجار النفط الأميركان والمرتزقة المحليين حتى عام ( 2011 ) ، ريثما تجهّز لنا عصابات النفط حقيبة جديدة لحقبة جديدة من أجندات الإستزاف اللاأخلاقي لثرواتنا الوطنية وحتى قيمنا التي صار النفط من اكثر الأخطار التي تهددها بلا حدود .

النفط مقابل الأمان !

( 2 )

قبل سنوات إنتشرت في أميركا أغنية شبابية طريفة عنوانها يبدأ بصراخ عال : ( هو ليتز ذ دوكز آوت !؟ ) ، اي : من أطلق الكلاب ؟! .

+ + +

واليوم نرى ان الإحتلالات النفطية في العراق ، وبعد أن مزقت كلابها ما إستطاعت تمزيقه من لحم الشعب العراقي ، بحجة ( الحرب الأهلية ) المفتعلة تطرح مقايضتها الأخيرة : النفط لقوات الإحتلالات المشتركة مقابل الأمان ، ليس للشعب العراقي ، بل لمنتسبي المضبعة الخضراء الذين سوّقوا وسهّلوا هذه الإحتلالات ، الذين يسعون حثيثا لترسيخها في العراق ، من خلال كنتونات تجار الحروب إئتزروا ثياب الطائفية وعمّات المحاصصة العنصرية ،، فيما يبقى الشعب العراقي طرفا ثالثا في هذه المعادلة ، بلا حول ولاقوة ، ومادّة للبيع ، بالجملة والمفرد ، مسبقا او لاحقا ، مقايضة وبالإقراض والإقتراض ، بعلمه ودون علمه ، بدمه وبدون دمه ، وتحت كل الأحوال والظروف التي تشاءها شركات .. النفط الغربية وتاجها الأمريكي !! .

ما دعي بالمجلس التنفيذي ، او ( 3+1 ) ، وهو المجلس الذي يدير مصالح شركات النفط الأجنبية ، ويرضع معسكرات الإحتلالات المركبة باسم ( العراق ) زورا : جلال الطالباني ونوري المالكي وعادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ، هو عراب الأجندة الأمريكية الجديدة : النفط مقابل الأمان ، التي لايمكن تحقيقها الإ ّ من خلال ( الإتفاقية الأمنية ) المزمع توقيعها بين المضبعة الخضراء وراعيها عميد تجار الحروب الخاسرة بوش ، وقبل ان يرحل عن البيت الذي لطّخ بياضه بدماء العراقيين الأبرياء وحتى دماء جنوده الذين ارسلهم ( لتحرير ) آبار النفط العراقي من أهلها واصحابها ،،

ومجلس متعددي الولاءات هذا يتكتم ، تكتم المثلوم في قيمه ، على البنود السرية الملحقة بهذه الإتفاقية ، وما رشح عنه معروف ، ولكن الأكثر من طريف وظريف في هذه الإتفاقية هو ضمان واحد من اكثر ( الحقوق ) إضحاكا وسخرية في عالم الدول المستقلة ذات السيادة : ( حق ) قوات الإحتلال في تفتيش البريد الوارد والصادر من اي فرد في العراق ، و (حق ) إعتقال اي عراقي بتهمة الإرهاب ، و ( حق ) تفتيش الجميع بالسونار كاشف العورات وبغيره ، و ( حق ) إستقدام قوات مسلحة أجنبية ، و( لابأس ) من قتل اي عراقي اذا اعترض على النفط لأميركا والأمان للمضبعة الخضراء !! .

ومجلس عرّابي الإذلال المنظم للشعب العراقي ، ( 3+1 ) ، سيحيل ، كما يدعي ، ( الإتفاقية الأمنية ) الى ماهو أنكى وأسوأ منه : ( المجلس السياسي للأمن ) ، وهو مسمّى كما ترون أطرف من الأول ، ألحقت به تزكية ( الوطني ) بقوّة السلاح ، وتديره الأحزاب التي سوّغت وسهّلت إندلاق قوات الإحتلالات المركبة نحو العراق ،، كما أنه المجلس المسؤول مباشرة عن فرق الموت والميليشيات المحلية التي تتولى النهيبة المنظمة وغير المنظمة للنفط العراقي ، كما تتولى تركيع الشعب العراقي لكل غاز أجنبي ووفق أجندة ( النفط لأميركا وأيران والكوند وضباعها ،، والأمن لمرتزقة الحروب ) ،،

وعندما تلكأت ، هذه المجالس ( الوطنية !! ) الملحقة بدوائر البنتاغون ومرافقات شركات النفط ، في البصم على الإتفاقية ، بدأ الطرف المتضرر من التأخير ، البنتاغون ، يهدد مرتزقته المحليين ( بالعواقب الوخيمة ) اذا لم يسارعوا بالموافقة على الإتفاقية وبدون مراجعة لبنودها ،، اي أنه طالبهم علنا وأمام شعوب العالم كلها : بتوقيع صك ّ إنتداب ونهيبة لنفط العراق ، وعلى بياض يكتب فيه البنتاغون ما يشاء ، بضمانة وكفالة مرتزقة حروب ( عراقيين ) تسابقوا في تبييض مواقفهم أمام ارباب عملهم في الإعلان عن تأييدهم المطلق لأجندة :

( النفط لأميركا والأمان لمرتزقة الحروب ) .

+ + +

هذه هي الصورة ( المثالية ) لأية دولة من دول الشرق الأوسط ، نفطية او ذات موقع ستراتيجي لأميركا وهي الصورة المثالية لأجندة ( النفط مقابل الأمان ) التي يؤسس لها بدموية لامثيل لها تجار الحروب ، دوليين ومحليين ، وقد أدخلت عليها أيران تعديلات أقرّ بأنها ( ذكية ) في لغم دول الخليج العربي بخلايا نائمة يمكن لها ان تستنسخ ذات الدور الذي لعبته خلاياها النائمة والصاحية ضد العراق ،،

لذا نرى أيران اليوم ا تهدد كل دول الشرق الأوسط ( بالويل والثبور وعظائم الأمور ) اذا لم توافق مع اميركا واوربا على ايران نووية من خلال ذات المقايضة : ( النفط ــ والمضحك هنا انها تقايض نفطها ونفوط كل الدول العربية ــ لأميركا واوربا والأمان .. لأيران ) من خلال مضيق هرمز ، ومن خلال التهديد بضغط زر الحروب العنصرية الذي ( جمّد ) وبشكل آجل ومعلن خلاياها النائمة في كل دول المنطقة ،، أمّا دولنا العربية المعتدلة وغير المعتدلة فقد رضيت ( سعيدة ) ببيع النفط ولكنها قلقة ،، تنتظر الأمان من اميركا وحدها دون شعوبها التي فقدت الأمان والنفط في آن .

+ + +

وعند هذا نجد ان الإجابة الصحيحة عن سؤال تلك الأغنية الامريكية عمّن أطلق الكلاب : إنهم تجار الحروب !! .

النفط مقابل الأمان !!

( 3 )

.. ولأستراتتيجية ( النفط مقابل الأمان ) أجندات متعددة ، تتشظى وفق أهمية هذه المادة لمن ينتجها ولمن يستهلكها في آن في ساحة السياسات الدولية ، التي تخضع في كثير من مفاصلها لتجار الحروب من المغامرين الدوليين وعصابات المرتزقة الجاهزين لأداء العمليات القذرة في كل مكان ، اذا ما توفرت لهم المكاسب المالية من أية أجندة ، حتى لو كانت مجرد عمليات سطو دموي مسلّح :

اولا : ثمة من يتساءل في العراق :

مالذي سيحصل اذا نجحت الإتفاقية الأمنية بين المضبعة الخضراء وبوش التي ستجيّر النفط العراقي لصالح تجار الحروب ؟ .

والجواب هو: سيحاول هؤلاء إقناع الكونغرس الأمريكي بصواب رؤاهم النفطية ، حتى لو إضطروا لحقن الشعب الأمريكي ، وشعوب العالم ، بالاف من الأكاذيب الجديدة من جهة ،، ومن جهة ثانية سيحاولون حماية مرتزقتهم المحليين ونهب اكبر ما يستطيعون نهبه من نفط العراق ، ومحاولة تكبيل العراق باتفاقيات نفطية تجرّد الشعب العراقي من كل قوة لإدامة إضعافه .

ولكن ماذا لو لم تتم الإتفاقية ؟ .

ويفرض الجواب نفسه : سنرى ان ( العواقب الوخيمة ) التي تحدث عنها البنتاغون نيابة عن مرتزقته العراقيين والأيرانيين والكوند ، وهي بكل بساطة : ( تدهور الوضع الأمني ) وعودة فرق الموت الطائفية والحاصدات البشرية لميليشيات الأحزاب الموالية لأستراتيجية ( النفط مقابل الأمان ) ، أو تغيير كل الوجوه في المضبعة الخضراء بوجوه جديدة تلتزم بذات الأجندة .

بأيجاز ، ما يجري في العراق هو النموذج العسكري العملياتي ( الناجح ) لتطبيق أستراتيجية ( النفط والأمان لتجار الحروب ) ، والشعب العراقي هنا هو طرف ثالث مستضعف لاعلاقة له بالأمرين الا ّ اذا مس ّ مصالح الطرف المستفيد ، كما أنه ذات النموذج المعدّ لكل دول المنطقة كبديل موضوعي لأجندة ( الشرق الأوسط الكبير ) التي أسقطتها المقاومة العراقية .

ثانيا : على عكس ما يراه بعض الإخوة ، اجد ان حكومات الأردن و سوريا و لبنان معذورة عندما طلبت من حكومة المضبعة الخضراء في بغداد نفطا ( مخفض الأسعار ) ، ووجة الإحالة في العذر هو ( أمان ) إخواننا من عامة الشعب من عرب هذه الدول ، الذين يوثق لهم التأريخ انهم إستضافوا عربنا ، رغم كل الضغوط الأقليمية والدولية القاسية التي تلقتها حكوماتهم غير النفطية ، ورغم كل مشاكل الزيادة السكانية التي جاءت أشبه وأقرب الى اندلاقات الكوارث الطبيعية غير المتوقعة .

كانت اول العقوبات التي فرضتها المضبعة الخضراء على دول الجوار العربي موجّهة من خلال قطع او ايقاف الإمدادات النفطية ،، بمعنى معاقبة عرب سوريا والأردن عن مواقفهم المساندة للعراقيين اللاجئين من بطش الإحتلال وتجار النفط والحروب ،، وعندما طبّقت هذه الأجندة اللئيمة على الأردن وسوريا كان لابد لحكومتيهما ، وحرصا على مصالح شعبيهما بعيدة المدى ، بعد ان طالت مدّة الإحتلال ، وتراكمت عليهما الضغوط : ان يطلبا ( نفطا مخفض السعر ) من لئام ، تماما كما مر ّ الحال بأي واحد منّا عندما أجبرته مصالح عائلته ، مثلا ، ان يسترضي لئيما ريثما يتغير حال من المعروف أنه سيتغير الى غيره إن آجلا أو عاجلا .

وبدا اعلاميا ان تجار الحروب المنفوطين قد ( نجحوا ) في تجيير موقف بعض الدول العربية منهم من خلال هذه الأجندة بالذات ،، ولكنهم يتوهّمون ( شرعية ) لامحل لها من الإعراب ، لاعند شعوب هذه الدول المجاورة ، ولا عند كل الشعوب العربية طبعا وطبعا ، ووفق قدر الله الذي آخانا على الحق من أجل الحق وبالحق ،، هنا اضطرت دول عربية لشراء ( أمن ) شعوبها الإقتصادي بنفط مخفض السعر مقابل سفارة في بغداد ،، وعلينا عرب العراق ان نفهم هذه الحقيقة التي رافقتها حقائق أخرى يطول شرحها قد تبدو ( شرعنة ) للإحتلال ، ولكنها ( شرعنة ) إجبارية لراع لابد ان يؤمن لرعيته الحد ّ الأدنى من ظروف العيش الآمنة .

ثالثا : ومن جراء استراتيجية ( النفط مقابل الأمان ) ، وجدت الساحرة أميركا نفسها مضطرة ، بوصفها ( أسد ) النفط في الشرق الأوسط ، لمشاركة أيران بحصة ( ثعلب ) في ( الأمان ) الشرق أوسطي ، حرصا على أمان ( الأسد ) من ان ينقلب سحره عليه في مضيق هرمز ، وفي العراق ، وفي معظم دول الخليج العربي الواقعة تحت طائلة الأسلحة الأيرانية وخلاياها النائمة ،،

وهنا نجد وجها آخر لهذه الأستراتيجية يقايض نفط الآخرين مقابل ضمان أمنه هو ودون ان يدفع ثمنا باهضا . الثعلب الأيراني رابح في هذه اللعبة ، وكذلك ( الأسد ) الأمريكي ، ولكنهما مجبران على التعايش والتكافل على حساب .. كل العرب في الشرق الأوسط !! ضمن معادلة نفطية أمنية قد يوجزها المثل الشعبي العربي في الحوار بين لصّين يتبادلان دور:

( شيلني وأشيلك !! ) .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــ

سياسة ( التيتي تيتي )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثمة مثل عراقي يقول لمن عاد من رحلة خيبة أمل ، متعبة ، بمثل ما ذهب به : ( تيتي تيتي ..مثل مارحتي جيتي ) !! . اي عدت بمثل ماذهبت به ، خائب الرجاء .

+ + +

اعترف بأنني لااعرف ، ولا اريد ان اعرف ، العبقري الذي أسس لما يسمى اليوم ب ( الإتفاقية الأمنية ) بين تجار المضبعة الخضراء وولي أمرهم الراحل عن بيته ، الذي كان أبيض ، بعد ايام ،، ولكنني على يقين قاطع بأن الطرفين يخدعان بعضهما بعضهما في آن ، نسخا أمينا وساخنا لما يجري بين عصابات لصوص ،، وعلى أول واشهر الأدلة المضحكة ، التي اعلنت ، وهي ان : النسخة الانجليزية تختلف عن النسخة العربية ! . فما يفهمه ويلتزم به الأمريكي غير مايفهمه ويلتزم به ( العراقي ) والعكس أكبر من صحيح .

وثاني أهم الأدلة على هذه المخادعات هو أن المضبعة الخضراء ، ورغم كل التعديلات التي أجرتها ( وطنيا ؟! ) ، لم تتجرأ على توقيعها ، بل لم تتجرأ حتى على إحالتها للتصويت في مجلس النواب ، لأن بنود هذه الإتفاقية ملغومة بكل انواع المخادعات المصممة لمكاسب كل طرف على حده على حساب بقية الأطراف من جهة ومن جهة ثانية صممت لخداع الشعب العراقي الذي علّمته الأيام ان يقرأ ( الممحي ) ، والمضموم المخفي ( مفتّح باللبن ) ، في كل ماتقوله قيادات الإحتلالات المشتركة .

+ + +

وفي آخر ما تفتقت عنه افكار المستفيدين الأوائل من هذه الإتفاقية ، أكراد ( كوندي ) ، وحاشا الأكراد الشرفاء ، هو ان ( يحج ّ ) السيد مسعود البرزاني الى البيت الأبيض ليلتقي ( هدية الله ) ، ويتشفع بين يديه ( الكريمتين ) لعلّه يفرك فانوسه السحري ، ( الفركة الأخيرة ) ، فيقنع المترددين بالبصم على إحتلال العراق حتى عام ( 2011 ) ،، ولكنه وجد ( هدية الله ) تلملم ذكرياتها وتكنس آثارها إستعدادا للرحيل الأبدي غير المأسوف عليه حتى من كثرة من الشعب الأمريكي نفسه ،، لذا إضطر مسعود ان يعترف لصحيفة ( الواشنطن بوست ) بأنه منكود على حقيقة :

( أشك بإمكانية المصادقة ) على المعاهدة .

( صوفا ) هو اسم الدلال الأمريكي للإتفاقية الأمنية ، وقد قال بوش لوسائل الإعلام أنه ( واثق ! ) بتمرير الإتفاقية ، ولكن كل المؤشرات في البيت الأبيض ، راعي الإحتلالات جميعا ، تشير الى أن ماقاله بوش هو ( كذبة نيسان ) تأخر الإعلان عنها ، وان فلتة الوقت الضائع هذه لن توقعها ( هدية الله لتجار الحروب العراقيين ) ، بل ستطرح على الرئيس القادم للولايات المتحدة في مستهل العام القادم ،، واذا كان هذا ديمقراطيا ، فعلى تجار الحروب ان يفهموا معنى مثل أجدادهم : ( تيتي تيتي .. مثل مارحتي جيتي ) ، خاصة وان أنباء تسربت من بغداد تشير الى ان جهات أمريكية هناك توثق الحالات المالية لعملائها المحليين قبل الإحتلال وبعد الإحتلال !! .

+ + +

وهنا تفرض سياسة ( التيتي تيي ) بين قوات الإحتلالات المشتركة وعملائها جملة من الإحتمالات الطريفة التي لاتقل إضحاكا عن وضع عملائها المحرجين في المضبعة الخضراء :

أولا : ان تعاقب ( هدية الله ) المتعاقدين معها في مقطورة ( التيتي تيتي ) بأبسط وأرخص الطرق ، وذلك بالتوقف عن عملياتها العسكرية ، ومنها حمايتهم ، وتركهم يواجهون من يفترض انه ( شعبهم ) ، ومصيرهم معروف مكشوف وفق كل القراءات التأريخية في الدول التي عانت من إحتلال .

ثانيا : جرّ المضبعة الخضراء ، وهذا هو الأرجح ، لمطالبة مجلس الأمن الدولي بالتمديد لبقاء القوات الأمريكية لسنة أخرى خلافا لكل ما اعلن وأشيع عن ( وطنية ) تجار الحروب الذين سمح لهم بتداول مفردة ( إحتلال ) لتمرير بقاء الإحتلال على ( حسنات ) لاتهمّ أحدا من العراقيين من خارج المضبعة ، وعلى ذات الرهان في مشهودية ( تيتي تيتي ) ، اي يبقى الإحتلال وقع هؤلاء أم لم يوقعوا على متن ( صوفا ) .

ثالثا : او ان يعلن الرئيس الأمريكي الجديد ، ومن المرجح ان يكون ديمقراطيا ، أنه سيسحب جيشه ويترك العراقيين يحاسبون بعضهم ( بعضا ) عمّا مضى وعمّا سلف من رحلات ( تيتي تيتي ) التي قام بها تجار الحروب ، فيستريح على ( صوفا ) أقل أيجاعا للرأس من ( صوفا ) تجار الحروب المحليين في العراق .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

أوباما والإرهاب العنصري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من تابع الحملات الإنتخابية لرئاسة أميركا بين الحزبين ، الجمهوري والديمقراطي ، يجد خيطا تعمّد اصحابه ان يكون رفيعا يكاد يرى ، ولكن الجميع رآه ، من العنصرية الدينية المخالفة لما يسمّى ب ( القيم الأمريكية ) . وقد جاء ترشيح أوباما نفسه لهذا المنصب محكّا حادّا لهذه ( القيم ) التي يتاجر بها بعض ( القادة ) الأمريكان ، من الجمهوريين بشكل خاص ، عن فراغ مبنى ومعنى في آن وعلى جملة من الدلالات :

أولا : حالما رشح الرجل نفسه نبشوا كل ماضيه ، وكان اوّل ما استفز الجهات العنصرية في اميركا هو اسم أبو باراك : ( حسين ) !! . المسلم الأسود الكيني !! . حتى ان كثيرا من رجال سياساتهم واعلامهم كانوا يتنطعون بلفظ مفردة ( حسين !! ) عمدا في وسائل الإعلام لتذكير مناصريهم ، ممن يضمرون كراهية عمياء للمسلمين ، ان اوباما هو مسلم فضلا عن كونه اسود ، وان عليهم الوقوف ضد ترشيحه . علنا فعلوا هذا ، وعلنا خرقوا كل ( القيم الأمريكية ) ، التي لاينكر أحد ان كثيرا منها ممتاز وانساني وديمقراطي حقا ، ولكن كثيرا منها بحدّين يقبلان اعلان مثل هذه العنصرية السافرة الخالية من كل القيم .

ثانيا : بعد ان اعلن الرجل انه مسيحي ، وانه ليس مسلما ، وبالكاد أطفأ حملة ( الأسلمة ) ضد حملته ، نبشوا في المزيد من ماضيه ، فوجدوا ان القس الذي كان يرتاد كنيسته كان قد هاجم السياسة الخارجية الأمريكية التي أدّت الى احداث ( 11 ) سبتمبر كما هاجم اسرائيل ، فانقلبت الدنيا ضدهما ،، وصار الرجل متهما بأنه ضد ّ السامية ،، وللتذكير هناك طائفة يهودية في اميركا اعلنت مرارا وتكرارا أنها لاتعترف باسرائيل ، وأن وجود حكومة اسرائيلية مخالف لتعاليم التوراة ، ولكن الإعلام الأمريكي يتجاهل وجودها ربما لأنها ليست ( ضد السامية ) !! وهذه من عجائب فهم القيم ايضا .

يصور بعض العنصريون هنا في اميركا اسرائيل على انها ( الكتاب المقدس ) الذي يجب الا ّ يكفر به أحد ، والا نال جريمة ( ضد السامية ) التي يعاقب عليها القانون ، ولكن احدا من هؤلاء ، والاغلبية المطلقة من الأمريكان ، لايفهم من السامية غير انها تعني ( اليهود ) فقط من دون شعوب الأرض واديانها واولها العرب ، وهذه مفارقة كبيرة اخرى في القيم الأمريكية يصنعها الإعلام الأمريكي نفسه وتصنعها ( القيم الأمريكية ) نفسها ،، واستغلت قصة القس ، الأسود ايضا ، الى أبعد مدى ، ولكن اوباما راوغ وتحاشاها بذكاء .

ثالثا : فجأة ( إكتشف ) الجمهوريون أن لأوباما صديقا ( عربيا فلسطينيا ) !! . عربي فلسطيني لم يشفع له ان يكون امريكيا ، من حملة ذات القيم الأمريكية !! فاتهم اوباما هذه المرة بأنه يتعاون مع .. ( الإرهابيين ) !! . اي ان المرء هنا هو مشروع ارهابي مادام يقع تحت تعريفات : مسلم ، عربي ، اسود ، او منتقد لإسرائيل !! . وأظرف مافي غباء التهمة الجمهورية لأوباما عن صداقته للأستاذ الجامعي العربي الفلسطيني هو قيام حملة اوباما بالكشف ان الحزب الجمهوري نفسه كان قد تبرع للجهة الخيرية او الإنسانية التي يديرها ذلك العربي الفلسطيني باموال كثيرة !! .

رابعا . قبيل نهاية الإنتخابات عاد الجمهوريون لنشر صور لأوباما وهو بلباس اسلامي ،، وكأنهم يريدون تأكيد عنصريتهم العمياء ضد كل ما هو اسلامي ، وكل ما هو عربي ، رسميا ، وعبر وسائل الإعلام ذاتها التي تتشدق بالقيم الأمريكية على انها اعلى وافضل القيم الديمقراطية بين شعوب الأرض .

حسنا !! .

مافهمته ، وما يفهمه هنا كل المسلمين وكل العرب ، من هذه القيم ، وعلى هامش هذه الإنتخابات ان المسلم او العربي ، له الحق في كل شئ وفق القيم الأمريكية ، الا ّ ( حق ) ان يكون مسؤولا كبيرا في الحكومة !! .. وهذا مااستفز في ّ سؤالا بطعم أسخن فلفل هندي:

ترى لماذا يقبلون لأهلنا في العراق حكاما ، معصومين من طائلة كل القيم والقوانين العراقية ، من كل جنسيات الأرض غير العراقية ويحرّمون هذا في اميركا راعية الديمقراطية في العالم ؟! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وجوه العملة المتعددة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يملأ ما كتب عن اوباما وفوزه التأريخي إزاء منافسه مكين كتبا عدة ، ولكن معظم ماكتب في عالمنا العربي جاء مشبعا باليأس من سياسات أميركا الخارجية ، وكأنه رهان مسبق من اكثرية على فرس ستكبو قبل نهاية الشوط ،، ولاملامة على اليائسين في عالمينا العربي والإسلامي ، لأن معظم خفايا ونوايا وعطايا اميركا صارت من الحكايات التي يتبادلها الأطفال في هذين العالمين تأسيسا على سياسات امريكية صنعت حقا هذا اليأس وتلك الكراهية القديمة والجديدة .

ذهب بعض الكتاب الى ان ماكين واوباما هما ( وجهان لعملة واحدة ) :

نعم . هناك وجهان للسياسات الأمريكية ، وهذا لاينكر على أية ( عملة واحدة ) ، يتعامل بها معظم العالم ، وتطرح نفسها بكل هذه العلانية الدبلوماسية ، المهذبة وغير المهذبة ، وبكل هذه الصراحة ، كياسة وقباحة ، ودون لفّ رسمي ، ولا نفاق غير رسمي ، كما تفعل معظم دولنا الإسلامية . هذه هي الدبلوماسية المعاصرة في التعامل مع مجريات الحياة اليومية للشعوب الواقعة حتما تحت ظلال حكومات من واجبها ان تخدم مصالح شعوبها .

لوبيات دينية وصناعية ، وحتى عائلية ، تدير اميركا . نعم ، هي بلد اللوبيات ، فلا يستطيع المرء هنا الا ان يكون ( صامولة ) في عجلة اللوبيات الكبيرة والصغيرة ، شاء او لم يشأ ، فإذا أردت ، مثلا ، ان تعتمد على نفسك في طبخ ( بيزا ) منزلية ستجدها أكثر كلفة من ( بيزا ) السوق وربّما أسوأ مذاقا ، لأن لوبيات المطاعم تريد لك ان تعتمد عليها ، وليس على نفسك وحدها ، وتطوّر منتجاتها نحو الأفضل دائما لتستبقيك أسيرا لقوّة هذا المنتج ورخص ثمنه .

ولكن هل يعني هذا ان عالمنا الإسلامي ، ومنه العربي ، طبعا وطبعا ، قد خلا من اللوبيات الدينية والعائلية وغيرها لندين من آوا مثيلاتها في اميركا ؟! . جهات ( مجهولة ) كما ينظر البعض منا توجه السياسات الأمريكية . نعم حسما للإختلاف على عدد الوجوه في العملة . ولكن بالمقابل نجد ان كل الجهات التي توجه عالمنا الإسلامي ومنه العربي ( معلومة ) وتصب في ذات الإتجاه الذي تستسيغه .. اميركا نفسها !!

اميركا تصنع لنفسها ، وتصنع للعالم كل ما يناسب أجنداتها ، السياسية والإقتصادية وحتى الإجتماعية ، فماذا صنعنا ؟! . حتى إبرة الخياطة نستوردها من العالم غير الإسلامي ، الذي اذا اراد ان يعرّينا في مستهل هذا القرن فقد يتمكن من ذلك خلال أعوام قليلة اذا قطع عنا إبرة الخياطة والقماش . لم تشح ّ العقول في عالمنا من مبدعين ، ولكن أين هم الآن ؟! . نصدّرهم بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة الى العالم ، ومنه أميركا ، الذي لم نتوقف عن الشكوى والبكاء منه منذ عقود .

( وجهان لعملة واحدة ) !! .

آتوني بنظام حكم من كل الدول الإسلامية بوجه واحد ، احمل كل خطاياكم في قول الحقيقة . وجهان في اميركا ؟! . نعم . ولكنهما يعملان بجدّ لم أر نظيرا له في كل العالم الإسلامي من أجل أميركا وأصدقائها . فماذا فعلنا في عالمنا على إدعاء إمتلاكنا وجها واحدا ؟! لاشي تقريبا . تحولنا الى أمّة مستهلكين ، مستهلكين ، لانقيم أودا الإ ّ بوجود منتجات تردنا من بلاد ذات وجهين لعملة واحدة .

حسنا !! .

اميركا بوجهين ، وتقيس بمكيالين ، وربما ثلاثة مكاييل ، ولكنها مقتدرة على فعل الوجوه والكيل كما تشاء عن قوة صنعتها بنفسها لنفسها . فما الذي فعلناه لأنفسنا غير خيانة وتدميرمن حاولمن العرب والمسلمين ان يمتلك قوة الفعل معتمدا على نفسه ، إمّا عن حسد أو عن خوف ، وحتى غيرة عجائز خرفات ؟! . فيامن تنظرون للعالم عن اميركا ، ويا من تتباكون منها ، سلوا أنفسكم هل قدمتم عدلا ، لأنفسكم ولمن يحيطون بكم ، يؤسس لقانون وتكافل إجتماعي يماثل ما يجده المرء في اميركا ؟! .

عندما يخالف حاكم ولاية نظام المرور في اميركا ، تعدّ تلك فضيحة ، ويعاقبه شرطي بسيط بغرامة مالية إن لم يدفعها صاغرا فسيسجن ، ولكن بربّكم أيتجرأ أكبر (رأس ) في عالمنا أن يحاسب سائق سيارة واحد من حكامنا ؟! . ياسادة ، فلنجلد أنفسنا بما نشاء من تحليلات وتنظيرات ، في الفرق بين هذا وذاك ، ولكن علينا ان نتذكر دائما ونحن نحاول التقليل من شأن الآخرين ، لمجرد عدم إعجابنا وربما غيرتنا منهم ، اننا أمّة ماعادت تجيد غير الكلام ، واننا أمة تشجّع طبول التعيير وتحارب دعاة التغيير فيها .

واقترح عليكم الإحتفاظ ببعض إبر الخياطة ، وبعض قطع القماش ، تحسبا من يوم يقطع فيه ذوو الوجوه المتعددة عنا أبسط مقومات الستر .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــــ

مسيحيو العراق في اكاذيب الكوند

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقع الحماقة في الأغلب الأعم تحت ضوء الظرافة والطرافة في آن اذا ما صدرت عن احمق ، او متظاهر بالحماقة ، موثق السلوك .. ولأن عراقنا ( الجديد ) ضم ّ من هؤلاء أكثر من ضم ّ من هموم في قلوب العراقيين ، فقد ازدحمت ذاكراتنا بحكايات يضحك منها المرء ليبكي الآخرين ، او يبكي منها فيضحك الآخرون من ظرافة الحكاية عن احمق .

الخبر الذي التصق بذاكرتي لشدّة طرافته جاء عن لسان ( مسؤول كبير) ، حسب وصف وسائل الاعلام ، من البنتاغون يذكر ان سوريا وايران قامتا بفعل تهجير المسيحيين من محافظة نينوى . ولحد هذا فالأمر ، في تبادل الإتهامات الإعلامية بين دول متعادية ، لايخدش ذاكرة احد في معمعة قرن الأكاذيب الكبرى والصغرى ، ولكن المضحك في هذا الإتهام هو ان هذا المسؤول إمّا احمق صريح فصيح وكذّاب بامتياز ، أو ( كوندي ) من جماعة الطالباني والبارزاني ، الذين قاموا وحسب ألوف من شهادات أهل نينوى ، ومنهم المسيحيون أنفسهم ، بجريمة الحرب هذه ، وكأن واقع الحال يضع ( مسؤولا كبيرا ) من البنتاغون إزاء عشرات الألوف من العراقيين على قبّان من يكذب ؟! ومن يخدع نفسه لعلّه يخدع الآخرين .

يقول هذا الأحمق ان : ( الإستخبارات الأمريكية وضعت يدها على مستندات واعترافات معتقلين أكدت ضلوع سوريا في شن ّ الحملة الإرهابية على مسيحيي الموصل فأدت الى تهجيرهم بمشاركة ارهابيين قادمين من ايران ) !! . نكتة حقيقية في عالم الظرافة الإعلامية الفاشلة !! . لأن أهل نينوى ، الذين عاشوا منذ ألوف السنين متآخين ، من أديان ومعتقدات مختلفة ، يكادوا يعرفون عوائل بعضهم بعضا خلال ثوان ، نتيجة للروابط الإنسانية القديمة جدا التي تربط بعضهم الى بعض والى الحد ّ الذي يمنع دخول عناصر ارهابية ( غريبة ) من هذين البلدين الى الموصل دون ان ينكشف أمرها خلال دقائق ، هذا من جهة ،،

ومن جهة ثانية يعرف أهالي الموصل قصة الطبيب الشاب الذي تحول الى ( إرهابي ) وفجّر نفسه بسيارة ضد الأهالي العزّل في الموصل ، وعثرت الشرطة على اوراقه الشخصية ، وسلّمت جثته لذويه مع اوراقه الثبوتية ، و تبيّن بعد سنتين من دفنه ، أنه مختطف معتقل في سجن ( قلا جولان ) معقل بيشمركة الطالباني ومقر تمرده القديم ،، ومن الواضح أن أحمق البنتاغون الكبير قد أخذ ( المستندات والإعترافات ) التي ذكرها اما من مكتب البارزاني او مكتب صاحبه في جرائم الحرب الطالباني وعلى دلالة حشر سوريا شمّاعة لواحدة من جرائم الحرب التي ارتكبتها البيشمركة الكوند ضد العراقيين .

اغبى شرطي في العالم يسأل عن المستفيد من أية جريمة تحصل ، ولكن حمقى البنتاغون لم يسألوا انفسهم ، كما يبدو ، من يستفيد من تهجير المسيحيين من نينوى . لاايران ولاسوريا تستفيدان من هذه الجريمة بكل تأكيد ، ولكن المستفيد الأول ، وعن سوابق اجرامية مازالت طازجة في ذاكرات ملايين من اهالي محافظة نينوى هم تجار الحروب الكوند وعلى جملة من الدلالات :

اولا : القضاء على المدّ الوطني المتنامي للمسيحيين المعارضين لفكرة فدرالية الكوند التي تلتهم نصف مساحة محافظة نينوى تحت كذبة انها كوندية ، كما ان المسيحيين اعلنوا رفضهم الإرتماء في احضان تجار الحروب الكوند الذين مهّدوا لإحتلال العراق من الشمال . ولمن يعرف جغرافيا المنطقة نذكر بأن القرى المسيحية تشكل حزاما واقعا بين حاضنة البرزاني وبين الأكثرية العربية الرافضة للإحتلال في نينوى ، ومن ثم يعمل الكوند على تهشيم هذا الحزام تأسيسا للإنفصال .

ثانيا : توظيف الأمان الحاصل في كوندستان تحت مظلة قوات الإحتلال كملجأ للنازحين المسيحيين ، الذين ما أن وصلت طلائعهم الى هناك حتى وجهت باستمارات إنتخابية وزعتها قوات البيشمركة عليهم تطالبهم بأن يدّعوا أنهم من مواطني حاضنة الشرق الأوسخ الجديد ، مع تبليغ بإنتخاب ممثلين اكراد في الدورة الإنتخابية القادمة . اي ترقيق الكثافة السكانية من محافظة نينوى لصالح حاضنة مرتزقة الإحتلال .

ثالثا : مساهمة البيشمركة ، مع مساهمات فرق الموت الطائفية التي تقودها منظمة بدر الأيرانية في الجنوب والوسط ، في تهجير اكبر عدد ممكن من العراقيين الرافضين للإحتلال تقع في إطار تفريغ العراق الى اقصى حد ممكن من اهله للإنفراد بثروات العراق ، خاصة وان محافظة نينوى هي ( سلة الخبز ) العراقي وتتوفر فيها ثروات نفطية مع مناجم كبريت كبيرة جدا .

رابعا : حصلت عدة اغتيالات موثقة لشخصيات كبيرة من العراقيين المسيحيين قبل جريمة التهجير الجماعي تبين ان من قام بها هم البيشمركة الذين يعيثون اجراما تحت حماية قوات الإحتلال ضد الشخصيات الوطنية في الأقليات التي تقطن نينوى وعلى رأسها المسيحيين الرافضين للإحتلال

اذن !! .

هل لسوريا اطماع بتهجير المسيحين العراقيين الى بلادها وهي التي تعاني من وجود اكثر من مليوني لاجئ عراقي ، لامعين ولامعيل لهم غير امكانياتهم الذاتية التي تشح يوما بعد يوم ؟! .

عجيب أمر الحاقدين عندما يتحدثون ، وغريب أمر الحمقى عندما يكذبون .

الجمعة، 10 أكتوبر 2008

القسم السادس : الجامعة العربية واعداؤها ومقالات اخرى

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

جامعتنا العربية و ( اعداؤها ) . القسم الأول .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقابلة التي أجرتها صحيفة روز اليوسف ،المصرية شبه الرسمية مؤخرا ، مع السيد هاني خلاف رئيس بعثة جامعة الدول العربية الى العراق ، لاتخلو من اعتراف ضمني بإذلال متعمّد وإهانة للوعي وحتى السلوك العربي ، الميداني ، وغير الميداني ، في مضمار الحضور على مسرح السياسات الدولية والأقليمية ، وعلى جملة من الأدلة مأخوذة عن ذات المقابلة الطريفة في ( دبلوماسيتها ) ورقتها :

ذكر السيد خلاف أن : ( الولايات المتحدة وأطراف عراقية وأقليمية لاترغب في دور قوي للجامعة العربية في العراق ) . واذا كنا ( نستسيغ ) الرفض الأميركي ، بحكم تعوّدنا على سماعه والتعايش معه رافضا مستهينا بكل ماهو عربي واسلامي ، ومن قبيل تحصيل ماهو حاصل دائما ، ولكن السيد خلاف لم يشرح لنا : كيف تأكد أن هذه الأطراف الرافضة لدوره العربي ( عراقية ) ، اذا كان يعرف مسبقا ــ واذا كان لايعرف فالمصيبة أجل ّ وأعظم ــ ان من يتكلمون بلهجة العراق العربي في حكومة المالكي هم إمّا فرس إستعارتهم أميركا ديكورات طائفية لدباباتها الغازية ، أو ( كوند ) باعوا وطنهم علنا من الشمال ( فباعوا حقوق مواطنتهم ) العراقية علنا في آن ، وماعادوا تحت اي ظرف أخلاقي يمتلكون حق النطق باسم العراق !! .

يعرف السيد خلاف ان من يدعون انهم ( عرب شيعة ) في حكومة المالكي ، قدموا من حاضرة طهران ، ولاعلاقة لهم بعروبة العراق الإ من خلال إجادتهم للهجة العراقية بعد معايشتها مهاجرين الى العراق كخلايا نائمة للنفوذ الأيراني الفارسي ،عاشت على ( تقية ) فارسية وتربة عراقية ، ( متمسكنين ) حتى ( تمكنوا ) من الإستيلاء على العراق بقوات أجنبية غازية ،، وكان من اوائل واجبات الجامعة العربية القومية ان ترفض التعامل معهم ، لا أن تجاملهم تحت اي غطاء على حساب عرب العراق ،( 80% ) ، اولا ، وبقية مكونات الشعب العراقي من اكراد وتركمان ويزيديين وصابئة رافضين لهذه الإحتلالات المركبة .

ولكن الجامعة العربية تقف بإرادتها وحدها ، حتى دون رفض ( عراقي ) مسبق او لاحق ، مشلولة عاجزة عن نجدة ( 20 ) مليون عربي عراقي ،، وتقف أكثر من عاجزة إزاء إسعاف مالايقل عن ثلاثة ملايين مهاجر ، هربوا الى دول الجوار من بطش هذه ( الأطراف ) التي سماها السيد خلاف (عراقية ) زورا ، إمّا عن جهل مخجل ، أو تجاهل مدان ، خاصة وان بعض شظايا مهاجرينا العرب ، العرب ، وصلت حتى ابواب الجامعة نفسها دون ظهور رحمة بعروبتهم ، كما ان أكثر الدول ( العربية ) المالكة لجامعتنا العربية باتت تتطيّر من كل ماهو عراقي متخلّية ، وبإرادتها ايضا ، عن قدر الله في خلقها عربية .

اذن علام تجامل الجامعة العربية قوى إحتلال لشعب عربي ؟! .

وعلام تشكو اصلا ، اذا كانت تعرف انها تتعامل مع أجانب غير عرب و( كوند ) تخلّوا طوعا وإختيارا عن عراقيتهم ، ولااحد من الطرفين يمثل الشعب العراقي الحقيقي ، على دلالة ان العراقيين واينما حلت وجوه هذه الحكومة تقدم على صفعها بكل ماتيسر علنا وعلى رؤوس أشهاد جامعتنا ، التي أعلنت ضمنا تخليها عن قدر الله في جامعته لنا عربا بالولادة مذ رضيت بقبول دعوات من حكومة إحتلال مركّب : اميركي ، أيراني ، كوندي ؟! .

الا تبدو شكوى الجامعة من جهتنا نحن العرب كما لو انها ترجمة حرفية ساخرة لمثل عربي قديم :

( ضربني وبكى ، سبقني وإشتكى ) ؟! .

وثمة حقيقية تفرض نفسها بحق هذه الجامعة ، وهي انها لاتغادر حدود : منتدى سياسي إختياري غير ملزم للحكام العرب ، ومنهم من ساهم ( ميدانيا ) في إحتلال العراق ، ومازال يساهم في تمزيقه ، لتأمين سلامة ودوام قوى الإحتلالات المركبة فيه ، وان كنّا لانستطيع تسميتهم عراقيين يمثلون ( الطرف العراقي ) الذي عناه السيد خلاف فيمكن ان نسمّي هذا الطرف بأنه طرف عراقي ( وكيل ) لأطراف عربية لاتريد للعراق ان يتحرر ، ولاتريد له حضورا عربيا ، كما لاتريد حضورا فاعلا للعرب فيه وأولهم الجامعة العربية .

وكما ترى الجامعة العربية وتعلم مسبقا قبل ذهابها للعراق أن : ( قلّة ) أقل من قليلة ، أيرانية كوندية ، تسمّيها مع عميق الأسف جامعتنا العربية (عراقية ) ، ولكنها ، اي الجامعة ، رضيت بالتعامل معها نيابة عن عرب العراق ، وهي تعرف انهم من ألدّ اعداء عروبة العراق ، كما ان الجامعة تعرف انها لن تكون موجودة على ارض العراق لولا انها محمية بقوات أمريكية وأيرانية هي التي : ( لاترغب في دور قوي للجامعة العربية في العراق ) لحقيقتين توفرتا أصلا في هذه الجامعة هما :

أولا: ان حكومات عربية ( ؟! ) ساهمت بإحتلال العراق وزجّه في أتون أبشع حرب في مستهل هذا القرن ، كانت من نتائجها المباشرة ستة ملايين مهاجر ومهجر ( عربي ) ، وهي اكبر هجرة في تأريخ الإنسانية بعد تهجير ( عرب ) فلسطين ، فضلا عن مئات الألوف من الشهداء والأسرى والمفقودين في اقل من ست سنوات ، كما زرعت أكبر فتنة لطائفية سياسية معدية قابلة للإنتشار خلافا لما أمرت به المذاهب الإسلامية الصحيحة ، وخلافا لروح المواطنة الصحيحة في كل بلد ، وتحت أنف الجامعة العربية التي عجزت حتى عن تزويد مهاجريها عرب العراق ولو بخيام لاجئين في الدول ( العربية ) ، ولانقول مجرد تأشيرة دخول .

ثانيا : يعرف السيد خلاف كما الطرف الأيراني الكوندي ، الذي سمّاه الأول ( عراقيا ) إمّا عن جهل أو تجاهل ، أن الجامعة العربية ، وبحكم عائديتها وملكيتها وأصول سلوكها أقليميا ودوليا ، أنها خاضعة تحت كل الأحوال والظروف لسياسات البيت ، الذي كان ( أبيض ) في واشنطن ، بشكل مباشرة وغير مباشر في آن ، ومن ثم ،علام تزعل الجامعة العربية ممّن هو قادر على لي ّ أذرعها وأرجلها في اي وقت يشاء ، وفي اي مكان شاء حتى لو كان يرتدي قناعا ( عراقيا ) ؟!.

أليس من الأفضل لها ان ترضى بدور ( فراشة ) ، بلا حول ولاقوة ، على تفاصيل مجزرة عرب العراق ؟! .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

الجامعة العربية و( أعداؤها ) .القسم الثاني .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقدت الجامعة العربية مصداقيتها عند الشعب العراقي ، و ( 80% ) منه خلقوا عربا ، على اكثر من صعيد ، وللأيجاز نذكر :

اولا : اعلنت الجامعة العربية انها ( ضد إحتلال العراق ) سنة ( 2003 ) ، ولكن كل الجيوش الغازية ومع اسلحتها مرّت من اراض عربية وسماءات عربية لتدمير العراق !! . بمعنى ان هذه الجامعة قول مالاتفعل ، او تقول ماتعجز عن فعله في أفضل التسميات حيادية ، وتلك حقيقة لاتستطيع جامعتنا إنكارها قطعا امام عرب العراق . ومن ثم فقد أثبتت لنا ، نحن عرب العراق ، نفاقا قوميا فريدا ، قد يسمّيه البعض ذلا ّ ، وقد يسمّيه البعض عجزا ، اذا ماقورن بموقف تركيا وشعبها نجد أن الأتراك كانوا أقرب الينا من عرب الجامعة ، واذا ماقورنت مواقف بعض الحكومات ( العربية ) من مواقف الحكومتين الروسية والفرنسية ، وحتى الشعوب الأوربية التي تظاهرت ضد الحرب ، نجد ان الشعوب الأجنبية والحكومة الروسية والفرنسية ، مثلا ، كانتا أرحم بنا وبما لايقاس من رحمة بعض ( عربنا ) . ومن هنا فقد العربي العراقي جزءا من ( صلة الرحم ) وكل الإتجاهات في بوصلة التوجهات في أمر مصيره ، وعلى دلالات منها وجود ملايين المهاجرين من عرب العراق باتوا يتمنون جحيم الغربة في الدول غير العربية على معاملتهم ( كشحاذين ) في الدول التي مازالت تدّعي انها ( عربية ) .

ثانيا : جملة من مواقف الجامعة العربية ، بعد الإحتلال ، كانت ومازالت أكثر من مؤشر على عدم فاعليتها قوميا بدئا من سكوتها العجيب المريب عن إعدام رئيس عربي لدولة عربية ، وهو أسير حرب ، ايا كانت أخطاؤه ، سلّم لأعدائه المباشرين خلافا لكل القوانين والقيم الأخلاقية ، مرورا بسكوت الجامعة عن مصير مئات الألوف من الأسرى العرب في سجون قوات الإحتلال وسجون الحكومة الأيرانية الكوندية الحالية ، وإنتهاء بمجازر موثوقي الأيادي معصوبي العيون من جثث ليست ( مجهولة ) تعرف الجامعة أنها عربية ، فضلا عن ( سهوها ) الطريف الظريف عن ثلاثة ملايين مهاجر عربي عراقي تستجدي الأمم المتحدة لهم من دول العالم ( 200 ) مليون دولار دون جدوى ، في وقت يصرف فيه بعض ( عربنا ) مئات ملايين الدولارات على حفلات عهر صريح ، وتحت أنف وسمع وبصر الجامعة .

ثالثا : بذلت الجامعة جهدها للتطبيع مع وجوه غير عراقية تحكم العراق ،، ولعل إجتماع البرلمانات ( العربية ) في حاضرة الشرق الأوسخ الجديد ( كوندستان ) كان من أقوى الأدلة على ان جامعتنا العربية باعتنا عرب العراق جملة ومفردا هناك ،، وما أثار الشماتة عند بعضنا ، ان الأجانب الذين عقدت برلمانات العرب مؤتمرها في كنفهم صفعوا العرب مرتين ،

اولاهما :من خلال رفض برلمان الحكومة التي سماها السيد خلاف ( عراقية ) لتسمية جزر الإمارات الثلاث محتلة ،،

وثانيهما : رفض هذا البرلمان ( العراقي ؟! ) الإعتراف ان العراق محتل ،،

ولكن جامعتنا العتيدة مرّرت هذه الإهانات بيسر عجيب ، وسكتت عنها سكوت مهان مريب . ومن ثم وضعت الجامعة طوعا منها على سجلها العربي في العراق قطيعة رحم جديدة وذلاّ إشترته بجهدها ومالها .

رابعا : لم تجد الجامعة العربية ، إزاء تبعيتها غير المباشرة لأميركا والدول الأوربية وحتى ايران ، من دور ، اي دور ، في العراق بعد الإحتلال غير دور : وسيط ، خاطبة ودّ ، لجمع ( رأسين بالحلال ) ، في تطبيع رآه البعض مذلا ّ لكل ماهو عربي بين الأطراف الوطنية العراقية ، وبين ( نجوم ) الإحتلال التي إستعارت وجوها عراقية !! . أما كان الأجدى للجامعة ( قوميا ) ان تلتزم جانب ( عربها ) الذين إعترفت أميركا نفسها بأنها قد إحتلتهم ، بدلا من ان تقف الجامعة وسيطا بين أتباع إحتلال وبين من تبكي عليهم الجامعة عربا الآن ؟!. أم أن هذا الحرص ( غير المفاجئ ) من الجامعة العربية على عرب العراق هو إمتداد للتطبيع بين أجانب إحتلوا العراق وبين من تعدّهم الجامعة عربا من أهلها ؟! ؟

خامسا : في وقت تستعد فيه اميركا لسحب قواتها من العراق ، آجلا أم عاجلا ، أراهن كما غيري من عرب العراق ان جامعتنا العربية تستعد للإستمرار في دور ( خاطبة الودّ ) بين من ستستبقيه قوات الإحتلال الأمريكي حاكما للعراق وبين عربها العراقيين ،، وعلى أكثر من دلالة

أولها : التطبيع المجاني الحاصل من حكومات عربية مع عملاء الإحتلالين والثلاث ورقات كوندية ،،

وثانيها : إستعداد الجامعة غير القومي للذهاب إسوة بغيرها الى بغداد ، حيث لاتتجرأ هناك على وصف العراق ( محتلا ) ، لئلا تتهم بأنها جامعة ( إرهابية ) ، ( قومجية ) .

ومن هذا يتضح ان عرب العراق ، الحقيقيين ، وهم ليس من عناهم السيد هاني خلاف ، والذين يمثلون اكثرية من الشعب العراقي ، قد غسلوا اياديهم من ( الإنجازا القومية ) لللجامعة العربية داخل وخارج العراق ،، وسيعدون مكتب الجامعة في بغداد ، ونتمنى له طيب الإقامة في المضبعة الخضراء ، ليس بأفضل من مكتب سياحات ( عربية ) دبلوماسية لاتحل ّ ولاتربط رجل دجاجة عراقية من تحت حذاء أي أجنبي أقام في العراق بقوة سلاحه . وهذا رهان يضاف الى جملة من رهانات المستقبل ( العربي ) في العراق المحتل .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجامعة العربية و ( أعداؤها ) . القسم الثالث

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ورثنا عن اجدادنا أمثالا ، بعضنا لم يفهمها وبعضنا تجاهلها عن حماقة ، واولها واهمها مثل يقول : ( من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ) ، وثانيها ( وقع في شرّ أعماله ) ، وثمة ثالث ورابع وغيره ، والجامعة العربية كواجهة للحكومات العربية التي تموّلها موظفا ناطقا بإسم العرب ، بلا حول ولاقوة ، وقعت بشكل غير مباشر في ( الحفرة ) التي حفرتها بعض الحكومات العربية لأختها العراقية قبل الإحتلال ،،

وهاهو اليوم السيد هاني خلاف ممثل الجامعة يشكو من ( أطراف أقليمية ) لاتريد حضورا فاعلا لجامعته العتيدة ، ثم يسمّيها ضمنا بأنها أيران من بين تركيا وسوريا والسعودية والكويت والأردن من دول الجوار العراقي ، وكلّها اعلنت عبر الجامعة انها ( ضد إحتلال العراق ) ، ولكن بعضها سهّله برّا وبحرا وجوا ، فكيف صارت لأيران مثل هذه السطوة في العراق بعد الإحتلال ؟! . أهي غفلة من الدول العربية أم تغافل متعمّد عما جرى ويجري في دولة مؤسسة لجامعة العربية ؟! .

الإجابة بحد ذاتها ستكون إهانة صريحة لوعي عرب العراق ، وعرب الدول العربية من اقصى شرقها الى اقصى غربها ، إزاء بحث الجامعة العربية عن دور لها يدعم العملية السياسية الحالية في العراق ، بشكل مباشر وغير مباشر ، وهو دعم للوجود الأمريكي والأيراني في العراق في آن ، ودعم لمشاريع التقسيم التي يقودها أكراد كوندي من الشمال الحالمين بدولة من جنوب بغداد حتى جنوب ارمينيا على حساب العراق وسوريا وتركيا وايران في آن ، اي على حساب دولتين عربيتين كما تعرف الجامعة الموقرة !! .

يقول السيد خلاف أنه : ( يعتزم العمل على تحقيق مقاربة عربية أيرانية تبدأ بحوار عربي أيراني ) . ولكن على ماذا ؟! أعلى تقاسم النفوذ في العراق بين الجامعة وايران واميركا على حساب عرب العراق ، لتحقيق أمان لبعض الدول العربية التي أرعبها ان تقع في ( الحفرة ) الأيرانية التي مست حدودها ، كما مسّت مواطنيها بسرطان الطائفية السياسية المنتجة لفرق الموت التي لم تتحسب لها هذه الدول ،أم أنها استمرار للحفر حتى يهلك جميع عرب العراق ليظهر ( مهدي ) الثورة الإسلامية الأيرانية على آثار من مضوا ؟!.

ويدعو السيد خلاف مشكورا : ( لتحقيق توازن في الأدوار بين العرب والقوى الأقليمية في الساحة العربية ) ، وهو يعني الساحة العراقية اولا والخليجية ثانية مع لبنان ، كما يعني ، ويالبؤس التوازنات ، ان ايران ب ( 70 ) مليون نسمة ( توازن ) في القوى الدول العربية ذات ال ( 320 ) مليون عربي !! . وكأن هذا صعودا من الأكبر نحو ( علياء ) الأصغر ، بالمقاييس المادية ،أو هبوطا بالأعلى نحو الأسفل بالمقاييس المعنوية ، لمن أدمنوا تفاسير كتب الأحلام على الطريقة الأمريكية . طريف هذا ( العزم ) وهذا ( التوازن ) هو طرافة البصير العربي الذي يقوده أعمى امريكي في متاهة العرب الأيرانية .

ايران تقايض نوويها مع اميركا علنا : ( أمن العراق ) المقيّد بقوة تهديدها باستعمال النفط سلاحا شامل التدمير من مضيق هرمز الى عمق اوربا واميركا ، وبتسهيل مطلق من عملاء المضبعة الخضراء ، فيما الجامعة العربية تتمنى على هذه الأطراف ان تمنحها دور ( مراقب ) محايد ، بلا حول ولاقوة ، في افضل الحالات ، يقف على مسافة واحدة من عرب العراق ومن الأطراف الأجنبية التي إحتلتهم ،، فعلام تقتبع الجامعة وصف ( عربية ) اذا كان حضورها طرفا على مثل هذا الموقع أكثر ضررا لعرب العراق من غيابها ؟! .

مايشكر عنه السيد خلاف انه شخص ، في مقابلته مع جريدة ( روز اليوسف ) ، العلّة في الجامعة العربية في قوله انها : ( لاتمتلك حتى الآن صلاحيات وآليات كافية للعمل الميداني على غرار الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي ) . واذا كانت هذه العلّة طوعية إرادية مخطط لها من المعلول: الحكومات العربية التي تدير هذه الجامعة ، ( فتلك مصيبة ) ، أما اذا كانت هذه العلّة غير طوعية ، ولا مخطط لها ، وليست قسرية ( فالمصيبة أعظم ) بكل تأكيد ، لأنها توثق ( حالة فريدة ) من الوعي ، يعجر قلمي ولساني في آن عن توصيفها بإسمها الصريح إحتراما للمخلصين لقدر الله في عروبتهم من موظفي الجامعة ، وهي من أعرق المنظمات العربية التي لاتعوزها الآن غير: ( الصلاحيات والآليات ) !!.

وفيما تؤثث الجامعة مكتبها في بغداد المحتلة ، لها ان تتذكر ان حكومة المضبعة الخضراء التي سمتها عن جهل او تجاهل ( عراقية ) تعرف انها ستأتي كما يأتي ( الأيتام مأدبة لئام ) ، اذ لاهي تطيق مناطحة الوالي الأوّل للعراق السفير الأميركي في بغداد ، ولاتستطيع مناطحة الوالي الثاني سفير أيران ، كما لن يمسح لها بأي دور قطعا في أقليم كوندستان بوصفها منظمة عربية ( قومجية شوفينية ) !! .

هل الجامعة زعلانة من تهميشها الآن في العراق المحتل ممّن تفترضهم أعداء لدورها هناك ، أم زعلانة لأنها ( نسيت ) عرب العراق منذ ماقبل الإحتلال ؟!. سؤالين برسم عدم الإجابة طبعا وطبعا ، مع نصيحة أخوية لأولاد العم الذاهبين الى بغداد المحتلة : إشتروا ا تيسر من خوذ ودروع حربية لأن المضبعة تنال حصتها من ( الحب ّ ) العراقي بالقذائف يوميا على غير ماتتجاهله وسائل الإعلام .

و ( سالمه ياسلاّمة .. رحتي وجيتي بالسلامه ) .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــ

خطوط الحرب العنصرية في العراق . القسم الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كعادتهما ، وخلافا لكل القوانين الدولية ، ومناهضة لكل القيم الأخلاقية ، رسمت اميركا وبريطانيا في آن خطوط فصل عنصري ، يمنع فيها الطيران الوطني ، في العراق عام ( 1991 ) ، اشهرها خط عرض ( 36 ) ، محميّة لجواسيسها المنتخبين من ( اكراد ) العراق ، زجّت فيه بكل الجواسيس الذين تعاونوا معهما ومع غرهما من الدول الغربية وقد اعلن واحد منهم ، على سبيل المثال : أياد علاّوي ، أنه تعامل مع ( 16 ) وكالة مخابرات أجنبية لإسقاط الحكومة العراقية ، واعلن اكبر لص ّ دولي : احمد الجلبي حربه ، كما فعل علاّوي ، ضد الحكومة من شمال ( كوندي ) ثم طبق الجلبي واياد علاّوي نظريات الحرب العنصرية في إجتثاث عرب العراق ، ونجحا ، بالتعاون مع الحكيم والطالباني والبرزاني والهاشمي والدليمي والجعفري ، في قتل مئات الألوف وتهجير ستة ملايين من عرب العراق في الداخل والخارج .

كما أنشأت الدولتان ( الأعظم في الإستهانة بالعرب والمسلمين ) خطا يفصل جنوب العراق النفطي لتحمي فيه من توسمت بهم عمالة من ( شيعة ) العراق ( المظلومين !؟ ) منذ ( 80 ) عاما من قبل حكومات نصبتها بريطانيا اصلا ، تحت شعار حماية الأقليات ، التي كبرت بقدرة كذابين ، حسب خرائط الحروب العنصرية التي خططت لها الدولتان ، وصارت هذه المحميات ، وبالتعاون مع دول عربية ، مضبعة خضراء عام ( 2003 ) مازالت محاصرة ، وعارا مرفوضا من شرفاء العرب الشيعة والأكراد الذين لم تغرهم أموال الدولتين لبيع وطنهم ، ولم تظهر منهم قوات ( غفوة ) ولا قوات ( صحوة ) تؤازر الإحتلال الأمريكي الذي إنسابت من تحت حماقاته اذرع إحتلال ايراني صاحبته سطوة ( كوندية ) إستنزفت الكثير من دماء العرب وغيرهم في شمال العراق .

واذا كانت مسألة الحصار الدولي الذي فرض على العراق مبنية على ( خرق ) للقوانين الدولية ، كما سمّي ومازال يسمّى عن تزوير ، كالعادة ، للحقائق التأريخية التي رافقته ، وقد زاملته ورافقته حصارات عربية ، وثقها تأريخ ( عدنان ) و ( قحطان ) الى ( يعرب ) لأول مرة في تأريخنا العربي المعاصر ، الذي شهد مقتل ملايين من عرب العراق ، بين حرب وحرب على حرب ،، فقد وثقت الدوائر الأميركية المحايدة نفسها ، كشاهد من أهلها على أهلها ، ما يقارب الألف كذبة وحالة تزوير للحقائق إرتكبتها إدارة ( بوش الإبن ) ، بالتعاون مع بعض ( عربنا ) ، لإحتلال العراق لغرض تقسيمه وفقا لأجندة ( بوش الأب ) الى دويلات تقع جغرافيتها على تلك الخطوط العنصرية التي قصدتها نظرية ( الفوضى الخلاقة ) وعناها شعار ( الشرق الأوسخ الجديد ) .

وبعيدا عن :

إجترار ، قد يطول شرحه والتذكير به ، للأجندات السياسية وحتى الحربية لمافيا النفط الأميركية البريطانية الخاصة بالشرق النفطي الأوسط ،، لأننا نرى ونسمع ونعاني من نتائجها السرطانية اليوم ، وبالألوان ( الديجتال ) ، في العراق بشكل خاص ، وحتى لدى بعض الطوائف في دول الخليج العربي النفطية التي كانت مرشحة لجغرافيا ( الشرق الأوسخ الجديد ) ، لولا رحمة الله بظهور مقاومة وطنية عراقية قضت على هذه الفتنة في اوكارها وخلال اقل من ست سنوات من القتال غير المتكافئ بالقوة والسلاح ، اثبت فيها عرب عراقيون ، اشباه حفاة عراة الآ ّ من غيرتهم على قدر الله ، أنهم أقوى واعظم من الدولتين الأعظم إستهتارا بالقيم ،،

قريبا من :

واقع خطوط الطول وخطوط العرض العنصرية ، التي رسمتها مافيا النفط الأميركية البريطانية ،، نجد انها إعتمدت بشكل كبير على التفرقة العنصرية ، سواء أكانت مذهبية اسلامية أم قومية ، ميراثا بريطانيا وتقليدا اميركا لنظرية : ( فرق تسد ) . فسمعنا علنا ، ولأول مرة في تأريخنا ، الإسلامي والعربي المعاصر من رجال مازالوا يوصفون في نفاق وسائل الإعلام بأنهم رجال ( دين !! ) عن مصطلحي : ( الروافض ) و ( النواصب ) ، لتبرير جرائم الحرب في العراق وجرائم اخرى في عموم الدول الاسلامية ، ومنها العربية النفطية بشكل خاص ،،

وقد تبدو العلاقة بين النفط والمذاهب الاسلامية ( مضحكة ) لأول وهلة ، ولكنها باتت من اكثر حقائق اليوم في طموحات الطوائف السياسية المرتبطة بمافيا النفط الأمريكية البريطانية ، وبعضها يبرر ظهوره بعدم العدالة في تقسيم عائدات الثروة النفطية ، فيما يبرر بعضها الآخر ( بمظلوميات ) نيل كراسي الحكم والسطوة على .. النفط !! الذي صار سلاحا بحدّين ، قد يقتل من إمتلكه وإستأثر به ، وقد يقتل من طمع في نيله بحق او دون حق سيان ، في هذا العصر الملعون بالنفط الذي صارت أكاذيبه حقائق وحقائقه أكاذيب حسب القوة والإقتدار على التزوير ،،

كما سمعنا ولأول مرة من ( سياسيين ) يسمّون العرب جميعا ، واولهم عرب العراق ، ( شوفينيين ) و( قومجيين ) ، بل يبدو بعضهم مستاء حتى من إسمه ذي الدلالة الإسلامية ، لأن القرآن جاء عربيا ، فغيروا اسماء حتى الجوامع الت استولوا عليها لأنها ذات دلالة عربية ، وكأن هؤلاء يتمنون لو نزل القرآن بلغة أخرى ، او حتى لم ينزل ، لتمر أكاذيبهم في تجارة الحروب على قياسات وموازين حسب أهواؤهم ، مع انهم عاشوا بين العرب أخوة منذ مئات ، إن لم نقل آلاف ، السنين !! وكأن هؤلاء يريدون القول ان كل من رزقه الله بنفط في ارضه لابد ان يقتل بتهمة ( الشوفينية ) و( القومجية ) ، كما يحصل الآن في معظم شمال العراق، ليس ضد العرب حسب بل وضد من شاء لهم الله ان يولدوا من القومية التركمانية او اليزيدية في ( كركوك ) بشكل خاص وفي الموصل وديالى .

اذن !! .

فإحتلال العراق كانت غايته خلق حروب عنصرية لإستيلاد ( الشرق الأوسخ الجديد ) ، وهذا ما ساهم به عرب ، إمّا عن ( مصيبة ) جهل أكيد بما خطط لمصيرهم لاحقا ، او عن تجاهل ، والمصيبة هنا أعظم ، من حيث ان أحطّ انواع الحروب في تأريخ البشرية هي الحروب التي تتخذ طابعا عنصريا خلافا لإرادة الله سبحانه تعالى في خلقنا من اقوام شتى تتآخى في إنسانيتها على قدر شاءه الخالق وحده ، وأبرز الأدلة على هذا ماسمّي : ( بالحرب الأهلية ) ، او حروب ( فرق الموت ) ، في العراق التي إقتبعت زورا شعارات سنة وشيعة ، وحروب ميليشيات ( الكوند ) ضد عرب وتركمان ويزيدية العراق القريبين من حاضنتهم في خط عرض ( 36 ) الذي فرضته الدولتان الأعظم في إجراميتهما ضد البشرية .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــ

خطوط الحرب العنصرية في العراق ( 2- 2 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من الواضح ، وبمعزل عن المظاهر المزورة الخدّاعة التي تصنعها وسائل إعلام الإحتلالين والثلاث ورقات كوندية ، وتساهم فيها وسائل إعلام عربية ، بلا أسف منا ولا إنسانية منها ، لأنها توثق وتكشف في آن أجندات من يمولها ويديرها في المنطقة ،، أن أميركا وبريطانيا خسرتا الحرب بصيغتها العسكرية ، وانهما ماعادتا قادرتين على تحمل ( حرب الإستنزاف ) التي شنتها المقاومة الوطنية العراقية ، فلجأتا الى إعتماد الحرب النفسية الإعلامية بصورة مكثفة جدا في الأشهر الأخيرة كخطّ دفاع أخير ، حتى ان بعض وسائل الإعلام العربية تكاد تقول ان العراق صار : ( جنة ) تتوافد جموع الدبلوماسيين العرب اليها .

وقد يلمس بعض المتابعين ( نجاحا ) لحروب الإحتلال النفسية والإعلامية صاغته في الأصل فخاخ حروب محلية تجيدها الدولتان ( الأعظم في حقدهما على المسلمين والعرب ) من خلال :

اولا : تفجير مرقد سامراء ، عندما نالت المقاومة الوطنية درجة الذروة في عملياتها ، واتهام العرب السنة بذلك ، مع ان المرقد عاش بحمايتهم مئات السنين ، وصلوا به مئات السنين ، ولم يفكر احد بمسّه بأي سوء طائفي ، وحتى سياسي مجرد ، وفي كل العهود ومنها عهد الزرقاوي الذي سيطر على سامراء عدة مرات وتحت انف الإحتلال .

وكان اوّل ردّ فعل على التفجير ، موثق ، مدبر مرسوم ، من مقتدى الصدر ، الذي كان في جولة عربية ، ومحطته الأخيرة لبنان ، فاذا به يتهم ( النواصب ) فور سماعه الخبر ( !! ؟ ) بشناعة هذه الجريمة ، ودلالة مفردة ( النواصب ) في ثقافة مقتدى واتباعه تعني : العرب السنة ، ثم تلت ذلك فتاوى من حازم الأعرجي أباح بها علنا دماء العرب السنة في بغداد والعراق ، ولم يتورع عن تسمية الأحياء البغدادية ذات الأكثرية السنية التي لابد ان تذبح وتحرق ليظهر ( مهدي ) الإحتلالين الأمريكي والأيراني .

ثانيا : صمّم بعد ذلك ظهور قوات ( الصحوات ) السنية لتظهر ( كضد نوعي ) تحت السيطرة الامريكية ، يدافع عن الأحياء السنية ضد إجرامية فرق الموت التي ولدتها عباءة مقتدى الصدر ، فإرتكبت ( الصحوات ) جرائم فاقت جرائم فرق مقتدى الطائفية العنصرية ، اذ تعدتها الى محاربة قوى المقاومة الوطنية السنية بكل اشكالها ، علنا ودون لف ولا دوران ،،

من خلال التجسس لصالح قوات الإحتلال ، ومن خلال حمل السلاح ضد المقاومين الوطنيين مقابل ( 300 ) دولار شهريا لكل فرد ،، ثم ضخ فيها الإحتلال نزعة التسلط الوظيفي المرضي ، كما ضخ هذا المرض في ميليشيات مقتدى من قبل ، فصارت ( الصحوات ) السنية مثل ( الغفوات ) الشيعية تسعى لتاسيس احزاب سياسية تؤازر الإحتلال في حكومة المضبعة الخضراء ، وعلى دلالات آخرها صفقات التطبيع في ما اعلنته قوات الإحتلال بأنها ستسلم قيادة ميليشيات الصحوة لحكومة بغداد في الأيام القادمة .

ثالثا : كل ماتقدم ، في حرب مفتعلة مخطط لها بين عرب شيعة وعرب سنة ، أختتم ( بمعجزة ) زج ّ قوات إضافية امريكية الى العراق حصدت ( مجد ) تحسن الأمن في العراق ، تمهيدا لظهور رئيس جمهوري جديد في اميركا يواصل مابدأه بوش الأب في ( 1991 ) ثم بوش الإبن في ( 2003 ) ، ولكن على حساب استشهاد مئات الألوف من ( الجثث مجهولة الهوية ) من عرب العراق ، شيعة وسنة ، وبأياد ( عراقية ) وظفت كفرق موت أجيرة لهذا الغرض من قبل اميركا وبريطانيا وايران واسرائيل واكراد كوندي ،،

ولكن ، هل هذا يعني أن الإحتلالات المركبة في العراق قد ( نجحت !! ) ، كما تدّعي ، في فرض الأمن الذي تريده لنفسها ولحكومة المضبعة الخضراء وحواضن تجار الحروب المحليين ، وفي تمرير خطوط حرب عنصرية تمهيدا لتقسيم العراق ، ثم تقسيم دول الشرق الأوسط بعده ؟! .

لاتصعب الإجابة بكلمة ( لا !! ) عن هذا السؤال الذي يفرض نفسه اليوم وعلى جملة من الدلالات :

اولا : مازالت المقاومة الوطنية ، السنية بشكل خاص ، تتقاذف قوات المضبعة الخضراء من محافظة الى اخرى ، مع ان ظروف عملها صارت اكثر صعوبة بوجود مرتزقة ( صحوات ) سنية و( غفوات ) شيعية تفضل عطايا الإحتلال السخية على تحرير العراق ،، ولا احد قطعا من قوات الإحتلالات المركبة جميعا يستطيع القول :

ان المقاومة العراقية قد ( إنتهت ) .

ثانيا : تحييد ، وحتى تطويق ، نشاط المقاومة الوطنية العراقية لفترة ما ، لايعني بالمطلق انه سيستمر ،، وعلى دلالات تأريخية تفيد ان معظم حركات المقاومة الوطنية في العالم مرت بفترات تخفيف نشاط ، إما للظهور بمظهر أكثر فاعلية بعد إعادة تنظيم ، او لظروف عمل غير ملائمة حرصا على الشعب وافراد المقاومة في آن ، ولنا في المقاومة العربية الفلسطينية والجزائرية اكثر من عبرة .

ثالثا : ثمة حقيقة صارت من ثوابت العيش في العراق ، ولها أعمق الدلالات واكثرها وضوحا في ان المقاومة الوطنية العراقية حاضرة في كل مكان ، وكل زمان عراقي ، وهي : ان مامن مسؤول اميركي او بريطاني او مرتزق عراقي يستطيع التجوال في مدن وقرى العراق دون حماية مباشرة من الجيش الأمريكي او غير مباشرة من قبل قوات المرتزقة في شركات الأمن الأجنبية .

رابعا : كل المؤشرات تفيد ان المقاومة الوطنية تعمل على ( تنظيف بيتها ) من المحسوبين على ( بيتها ) من قوات الصحوة والغفوة ، سنية وشيعية ، دون ان تغفل عن الفرص الآمنة السانحة لها للتعامل المباشر مع قوات الإحتلال بكل صورها : اميركية وبريطانية وايرانية واسرائيلية وكوندية ، وهذا ما تضطر وسائل الإعلام لإعلانه مرغمة على شكل خسائر ( حرب إستنزاف ) في اخبارها يوميا .

وفي العودة الى مابدأناه عن خطوط الحروب العنصرية التي خططت لها مافيات النفط الأمريكية البريطانية منذ عام ( 1991 ) ، وربما قبل ذلك حتى ، نجد ان القوى الوطنية العراقية ، من عرب العراق ، شيعة وسنة ، واطراف وطنية تركمانية وكردية ويزيدية ، قد اجمعت على رفض اي حرب عنصرية في العراق تمهّد لتمزيقه ، ومن ثم فإن هذه القوى حمت ، دون شكر ولا منّة ، دول الجوار العربي بشكل خاص من سرطان فرق الموت العنصرية لأنها نجحت ، وخلافا لما تدعيه قوات الإحتلال ، في إسقاط كل الخطوط جحيما على رؤوس من رسموها .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

( مثالهم ) ومثالنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المتابعة الغريبة ، والضجة الإعلامية العجيبة ، لمثال الألوسي مضحكة ،، مضحكة على اكثر من جانب ، واكثر من رؤية لما يجري في العراق . لاغرابة يا ناس في نهج حكومة المضبعة الخضراء ، ان يقوم ( مثالهم ) بهذه الزيارة ، ولن تكون مفاجأة اذا زار جلال الطالباني نفسه ، او مسعود البرزاني ، اسرائيل علنا في هذه المرة ، ولابأس يا ناس اذا ( حج ) نوري او جواد المالكي الى تل ّ أبيب ، ولن تكون صاعقة ان يزور طارق الهاشمي القدس المحتلة ،، لأننا تعلمنا من هذه الحياة حقيقة تفيد أنه :

اذا كان ( سين ) يساوي الضبع ، و( صاد ) يساوي نفس الضبع ، فان ( سين ) و ( صاد ) متساويان ويساويان الضبع ذاته في القيمة والمضمون ،، ولايحتاج هذا الأمر الى عبقرية لإقراره !! .

معادلة عراق اليوم هي :

اميركا = اسرائيل = حكومة المضبعة الخضراء والذيل الكوندي في شمال العراق ،،

وكلها قوى مؤتلفة متحدة على مصير واحد ، تسعى لتأسيس ( شرق أوسخ جديدا ) بدأ : بإحتلال العراق من خارج الشرعية الدولية ، لتفتيت والغاء قدر الله في خلق اكثرية عربية فيه ، ومسح كل القوميات العراقية غير العربية الرافضة للإحتلال ،، ثم مرّ مشروع استيلاد هذا ( الشرق الأوسخ ) بوضع ( 3500 ) عالم وباحث عراقي على قائمة الإغتيالات معروفة الأحداث ، لأنهم : ( يشكلون خطرا على الأمن والسلام العالميين ) حسب كبير مفتشي اسلحة التدمير الشامل الذي ارسلته الأمم المتحدة على إهانتنا ،، فضلا عن قتل واغتيال كبار ضباط الجيش العراقي الوطني والشخصيات الوطنية والمسرحية الدموية التي سمّيت ( جثث مجهولة ) ،، وانتهاء بتهجير ستة ملايين عراقي ، اغلبهم من العرب شيعة وسنة ، داخل وخارج البلد .

وفي نظرة عاجلة نحو علاقات ما كان يدعى ( بالمعارضة العراقية ) سابقا ، ومنها نجم صغير مثل مثال الألوسي ونجوم اكبر مثل احمد الجلبي واياد علاّوي وابراهيم الجعفري وعبد العزيز الحكيم ، وغيرهم من ركّاب الدبابات الأمريكية المستوردين ، الذين شكلوا حكومة المضبعة الخضراء حاليا ، نجد ان معظم هؤلاء ، بمن فيهم من اسلاميين من الضلع الأيمن الأيراني الى الضلع الإسلامي الأيسر الأمريكي ، يقعون على ذات المعادلة الرياضية التي تفيد ان : اميركا = اسرائيل ، وان اميركا = حكومة المضبعة الخضراء في بغداد ، ومن ثم فمضبعة المالكي = اسرائيل ، دون لف ولا دوران ،،

وعلى عشرات الدلالات التأريخية القديمة لمكونات هذه المضبعة ، بدئا ممّن ورثوا ابا عن جد خيانة الشعب العراقي مع كل اجنبي يدفع لهم في سوق تجارة الحرب ، وجاءوا مع دبابات الإحتلال ، ومرورا بالدلالات الأحدث ، ومنها تدريب اسرائيل للبيشمركة الكوندية لتهجير العرب والتركمان وابعادهم عن مملكة كوندستان ، وكثافة وجود الشركات التجارية الإسرائيلية الموجودة في كل مكان ، والخبراء الأميركان = الإسرائيليين الذين يعينون المالكي على تصريف شؤون النهيبة والإبتزاز ، وآخر الدلالات العلنية : مقتل ثلاثة من عناصر الموساد في منزل محروس بقوات حكومية في كركوك قبل ايام .

اي ان العلاقة ( العراقية !؟ ) باسرائيل ليست حدثا ( جديدا !! ) على ساحة مكونات ، المضبعة الخضراء وبرلمانها ( الوطني ) كما تحاول حكومة المالكي ان تخادعنا عن غباء، خاصة واننا رأينا مصافحات ودّية علنية وحضورا مشتركا لأقطاب المضبعة مع مسؤولين اسرائيليين وفي مناسبات دولية حصلت تحت الأضواء ، عدا ما يرشح من اخبار عن ( قبلات ) وقبولات لم تقع تحت اضواء الحقيقة الأكيدة في ان التطبيع ( العراقي ) مع اسرائيل حاصل فعلا على اقدام ( اسلامية ) ، شيعية وسنية ، وكوندية تراقص اقداما اسرائيلية في مضاجع اميركية ،،

ولكن جاءت زيارة مثال الألوسي لتفقع ( من يدري ولايدري ) على احتمالين لاثالث لهما :

إمّا :

ان الرجل حاول سرقة الأضواء من رفاقه في العمالة مستبقا حدثا هاما تتاجر به المضبعة الخضراء واميركا منذ اشهر وهو : إتفاقية القواعد العسكرية بين الطرفين ، التي مازال كثير من بنودها مجهولا ، وقد كشف عن تعجّل منه مثال الألوسي سرا من اسرارها فاستحق ان يعاقب من جرائه ، عندما اقترح : اقامة علاقات علنية بين اسرائيل والعراق والكويت وتركيا لمواجهة ايران ،،

أو:

انه عرف بأن اوراق نوري او جواد المالكي قد سقطت اميركيا ، بعد سقوطها عراقيا ، لذا طرح نفسه قائدا بديلا امام اميركا ، من خلال اسرائيل بوصفها اقوى خط تماس امريكي مواز لخطوط اميركا في الشرق الأوسط مع العرب ، ( الإرهابيين بالضرورة !؟ ) ، حسب كل اجندات الإحتلالين الأمريكي والإسرائيلي ، فاستحق الأولوسي نقمة المالكي واعوانه الأيرانيين والكوند .

المضحك الآخرعلى وجه العمالة الآخر في ( حج ّ ) قادة المضبعة الخضراء ، السرية والعلنية لإسرائيل ، هو إحتمال ان يكون مثال الألوسي : كبش فداء امريكيا اسرائيليا كونديا دون علمه ، مثل عن غباء دور ناسخ فج ّ في مقايضة عرب دول الجوار ( بالتصدي للنفوذ الأيراني في العراق والمنطقة ) من خلال القبول بإحتلال اميركي طويل المدى في العراق واحتلال ابدي لفلسطين ،، والنسخة مأخوذة عن نجاح تجربة امريكية اسرائيلية كوندية طبّقت في العراق على شكل : فرق الموت ( الشيعية ) التي قابلتها فرق الصحوة ( السنية ) ، حيث انتهت كل الأطراف المتحاربة الى ( حمامات سلام ) في عش شركة سياسية تجارية للنهب المنظم لثروات العراق الخاضع اولا وآخيرا لأميركا = اسرائيل .

بمعنى آخر ، يقول المنطق الأميركي الإسرائيلي الكوندي للعرب من خلال ( مثالهم ) الألوسي هذا وغيره :

إما عراق ايراني ينشر فرق موت وصحوات شبيهة بما يجري في العراق في كل دول الخليج العربي ، او احتلال ابدي لبلدين عربيين !! .

ويقول مثالنا الوطني :

سنحرر بلادنا حتى لو جيّشتم ملايين من ( مثالاتكم ) الغبية .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــ

( أخطر مدينة في أخطر بلد )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا هو الوصف الذي إنتقاه جوناثان ستيل مراسل صحيفة الغارديان البريطانية لمدينة الموصل ، عاصمة محافظة نينوى ، بعد ان اضطر لتغيير السيارات التي تنقل بها عدّة مرات ، كما غيّر السوّاق في آن ، واضطر حرّاسه المسلحون لإخفاء اسلحتهم تحت مقاعد السيارات التي تنقل بها لسبب مازالت معظم وسائل الإعلام ، ومنها عربية ، تتجاهله وتتغاضى عنه تغاضي المتواطئ على حرب نفسية ضد الشعب العراقي ، والسبب هو ببساطة وحسب مراسل الغارديان : ( العمليات العسكرية اليومية ضد الجيش العراقي والبيشمركة الكردية والقوات الأمريكية يقع عددها مابين 60- 70 عملية يوميا ) !! .

والعمليات العسكرية التي قصدها مراسل صحيفة الغارديان ، وللتذكير هو ليس عربيا ( قومجيا ) ولا اسلاميا ( متطرفا ) ، هي : عمليات المقاومة الوطنية ، التي تعني ان ثمة أكذوبة تمرّر الآن ، بالتعاون مع وسائل اعلام عربية ، على ان العراق صار : ( جنّة !؟ ) امريكية ايرانية كردية ،، ولكن هذه الأكذوبة لم تمر على العراقيين الذين يشاهدون واقع الحال من خلال هذه العمليات العسكرية التي تشنها المقاومة الوطنية ، التي نجحت وبإمتياز واضح في إفشال واحدة من اكبر الحملات العسكرية المشتركة لقوات الإحتلالات المركبة ضدها في شهر أيار / مايو من هذا العام ، والتي سمّيت في حينها ( أم الربيعين ) التي صارت توصف اليوم :

( أخطر مدينة في أخطر بلد ) .

ومع ان مراسل الغارديان ينضم ، بقصد او غير قصد ، الى جوقة الكذابين من فيلق الإحتلالات المركبة في تلطيخ المقاومة الوطنية بأوصاف : ( عمليات القتل والإختطاف والعمليات الإنتحارية والقنابل المزروعة في الطرقات ) ، الاّ ان المتابع يكتشف ان لارابط حقيقيا بين عدّ ماوصفه ( جريمة ارهابية ) اذا جاءت ضد قوات الإحتلال وبين محاولة تسويقها على انها جرائم ضد ( المدنيين ) كما يحلو لقوات الإحتلال ان تسوّق اعلامها ، خاصة وان فيلق الإحتلال الإعلامي يسوّق المقاومة الوطنية ضدّه زورا على انها من اعمال تنظيم القاعدة ، خلافا لما يعرفه المتابعون ويتعايش معه اهالي ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) .

من بين ماذكره مراسل الغارديان تفلت تفاصيل قد تمر ( بسلام ) على بعض القراء ، ولكنها حقائق وإدانات توثق جرائم حرب ضد الإنسانية تتحملها قوات الإحتلالات الأمريكية الأيرانية الكوندية ، تذكر الغارديان : ( هناك أحياء فارغة تسكنها الأشباح ) ، ومراسل الغارديان لايذكر ، إمّا عن قصد او عن جهل وقلّة دراية منه ، من هم البشر الذين كانوا يسكنون هذه الأحياء ولكنهم تخلوا عنها لسكن ( الأشباح ) ؟! . فهل يعقل ان تخلوا أحياء بكاملها من سكانها وبدون سبب ؟! .

والجواب معروف عند اهالي ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) وهو ان هذه الأحياء كانت تسكنها اغلبية من ضباط الجيش العراقي ، الذي سمّي ( قديما ) ونسميه ، حتى يوم الدين ، وطنيا ، والذين كانوا يشكلون نسبة قد تزيد عن ( 60 % ) من نسبة ضباط الجيش العراقي القديم ، الذي كان خامس اقوى جيش في العالم . وهي الأحياء التي خصصت في حينها ( للكفاءات العلمية الوطنية المتقدمة ) في الجامعات ومراكز البحوث العراقية ،، ولكن هؤلاء تخلوا مجبرين عن بيوتهم امام زحف الإغتيالات ( الديمقراطية ) التي نالتهم من قوات الإحتلالات الأمريكية الأيرانية الكوندية .

ويذكر مراسل الغادريان ان : ( مسؤولا في الحزب الإسلامي ــ المشارك في العملية السياسية الحالية ــ لم يستطع زيارة أهله في حي ّ آخر منذ أشهر ، لأنه خطير !! ) ،، والخطورة هنا على هذا المسؤول ، وغيره من المسؤولين المشاركين في العملية السياسية ، تأتي من وجود مقاومة وطنية رافضة للإحتلال وشركائه في عملياته بمختلف انواعها ، كما انها تعني ان المقاومة الوطنية تعدّ هؤلاء الذين يشاركون الإحتلال عملياته خطرين على القيم الوطنية ، فتتعامل معهم كما تتعامل مع شركائهم الأجانب في كل حي ّ من أحياء مدينة الموصل ، وبدون هوادة من خلال ( 60- 70 ) عملية يوميا .

كما تفلت تفصيلة اخرى في تقرير مراسل الغارديان الذي يذكر ان ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) تخلو مما دعاه بمسلحي ( الصحوة ) السنية ، وكأنه يستغرب هذا الأمر ، ولكن العارفين ببواطن الأمور يوثقون ان جميع اهالي المدينة ، و ( 80 % ) منهم عرب سنة ، قد صحوا منذ اليوم الأول للإحتلال على رفض كل وال أجنبي ، وكل من والى اجنبيا على إحتلال البلد ، وهم احق من غيرهم باسم الصحوة الوطنية الصحيحة والسليمة التي مازالت ترفض الإحتلالات الأمريكية الأيرانية الكوندية ، لذا خلت ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) ممن يحملون السلاح جنبا الى جنب مع قوات الإحتلال ، وهذا مالم يفهمه ايضا مراسل الغارديان بكل تأكيد .

ثمة فضيلة للغارديان في تقرير مراسلها جوناثان ستيل هي : انه وثق وأقر ّ بأن الموصل تعاني من ( إحتلالين ) أمريكي وكردي في آن . يقول : ( الأكراد وسعوا مناطق نفوذهم لتشمل 300 ميلا مربعا خارج اقليمهم ) ، بفضل حماية القوات الأمريكية طبعا ، وهذا مالم تذكره الغارديان ،، وهذا ما أدّى الى : ( تهجير مئات الألوف من السكان ، وينظر اليه متحرك خطير ومصدر لعدم الإستقرار ) ،، ومرة أخرى نذكّر بأن جوناثان ستيل ليس عربيا ( قومجيا ) ولا اسلاميا ( شوفينيا ) ، ولكنه يشخص معايشته ل ( 34 ) نقطة تفنيش كوندية ترفع العلم الكوندي وتقع مواقعها على بعد ( 75 ) ميلا عن حدود اقليم كوندستان الذي نبع منه ( الإحتلال الكردي ) لمدينة الموصل ، كواحد من اهم اسباب خطورتها ، وواحد من أهم اسباب عدم الإستقرار الذي تريده وتستقتل على استمراريته قوات الإحتلالات واولها في المدينة قوات البيشمركة الكوند .

وهنا يفرض السؤال نفسه :

لماذا لاتكون الموصل ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) مادامت تعاني من كل هذه الإحتلالات ؟! .