الجمعة، 10 أكتوبر 2008

القسم السادس : الجامعة العربية واعداؤها ومقالات اخرى

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

جامعتنا العربية و ( اعداؤها ) . القسم الأول .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقابلة التي أجرتها صحيفة روز اليوسف ،المصرية شبه الرسمية مؤخرا ، مع السيد هاني خلاف رئيس بعثة جامعة الدول العربية الى العراق ، لاتخلو من اعتراف ضمني بإذلال متعمّد وإهانة للوعي وحتى السلوك العربي ، الميداني ، وغير الميداني ، في مضمار الحضور على مسرح السياسات الدولية والأقليمية ، وعلى جملة من الأدلة مأخوذة عن ذات المقابلة الطريفة في ( دبلوماسيتها ) ورقتها :

ذكر السيد خلاف أن : ( الولايات المتحدة وأطراف عراقية وأقليمية لاترغب في دور قوي للجامعة العربية في العراق ) . واذا كنا ( نستسيغ ) الرفض الأميركي ، بحكم تعوّدنا على سماعه والتعايش معه رافضا مستهينا بكل ماهو عربي واسلامي ، ومن قبيل تحصيل ماهو حاصل دائما ، ولكن السيد خلاف لم يشرح لنا : كيف تأكد أن هذه الأطراف الرافضة لدوره العربي ( عراقية ) ، اذا كان يعرف مسبقا ــ واذا كان لايعرف فالمصيبة أجل ّ وأعظم ــ ان من يتكلمون بلهجة العراق العربي في حكومة المالكي هم إمّا فرس إستعارتهم أميركا ديكورات طائفية لدباباتها الغازية ، أو ( كوند ) باعوا وطنهم علنا من الشمال ( فباعوا حقوق مواطنتهم ) العراقية علنا في آن ، وماعادوا تحت اي ظرف أخلاقي يمتلكون حق النطق باسم العراق !! .

يعرف السيد خلاف ان من يدعون انهم ( عرب شيعة ) في حكومة المالكي ، قدموا من حاضرة طهران ، ولاعلاقة لهم بعروبة العراق الإ من خلال إجادتهم للهجة العراقية بعد معايشتها مهاجرين الى العراق كخلايا نائمة للنفوذ الأيراني الفارسي ،عاشت على ( تقية ) فارسية وتربة عراقية ، ( متمسكنين ) حتى ( تمكنوا ) من الإستيلاء على العراق بقوات أجنبية غازية ،، وكان من اوائل واجبات الجامعة العربية القومية ان ترفض التعامل معهم ، لا أن تجاملهم تحت اي غطاء على حساب عرب العراق ،( 80% ) ، اولا ، وبقية مكونات الشعب العراقي من اكراد وتركمان ويزيديين وصابئة رافضين لهذه الإحتلالات المركبة .

ولكن الجامعة العربية تقف بإرادتها وحدها ، حتى دون رفض ( عراقي ) مسبق او لاحق ، مشلولة عاجزة عن نجدة ( 20 ) مليون عربي عراقي ،، وتقف أكثر من عاجزة إزاء إسعاف مالايقل عن ثلاثة ملايين مهاجر ، هربوا الى دول الجوار من بطش هذه ( الأطراف ) التي سماها السيد خلاف (عراقية ) زورا ، إمّا عن جهل مخجل ، أو تجاهل مدان ، خاصة وان بعض شظايا مهاجرينا العرب ، العرب ، وصلت حتى ابواب الجامعة نفسها دون ظهور رحمة بعروبتهم ، كما ان أكثر الدول ( العربية ) المالكة لجامعتنا العربية باتت تتطيّر من كل ماهو عراقي متخلّية ، وبإرادتها ايضا ، عن قدر الله في خلقها عربية .

اذن علام تجامل الجامعة العربية قوى إحتلال لشعب عربي ؟! .

وعلام تشكو اصلا ، اذا كانت تعرف انها تتعامل مع أجانب غير عرب و( كوند ) تخلّوا طوعا وإختيارا عن عراقيتهم ، ولااحد من الطرفين يمثل الشعب العراقي الحقيقي ، على دلالة ان العراقيين واينما حلت وجوه هذه الحكومة تقدم على صفعها بكل ماتيسر علنا وعلى رؤوس أشهاد جامعتنا ، التي أعلنت ضمنا تخليها عن قدر الله في جامعته لنا عربا بالولادة مذ رضيت بقبول دعوات من حكومة إحتلال مركّب : اميركي ، أيراني ، كوندي ؟! .

الا تبدو شكوى الجامعة من جهتنا نحن العرب كما لو انها ترجمة حرفية ساخرة لمثل عربي قديم :

( ضربني وبكى ، سبقني وإشتكى ) ؟! .

وثمة حقيقية تفرض نفسها بحق هذه الجامعة ، وهي انها لاتغادر حدود : منتدى سياسي إختياري غير ملزم للحكام العرب ، ومنهم من ساهم ( ميدانيا ) في إحتلال العراق ، ومازال يساهم في تمزيقه ، لتأمين سلامة ودوام قوى الإحتلالات المركبة فيه ، وان كنّا لانستطيع تسميتهم عراقيين يمثلون ( الطرف العراقي ) الذي عناه السيد خلاف فيمكن ان نسمّي هذا الطرف بأنه طرف عراقي ( وكيل ) لأطراف عربية لاتريد للعراق ان يتحرر ، ولاتريد له حضورا عربيا ، كما لاتريد حضورا فاعلا للعرب فيه وأولهم الجامعة العربية .

وكما ترى الجامعة العربية وتعلم مسبقا قبل ذهابها للعراق أن : ( قلّة ) أقل من قليلة ، أيرانية كوندية ، تسمّيها مع عميق الأسف جامعتنا العربية (عراقية ) ، ولكنها ، اي الجامعة ، رضيت بالتعامل معها نيابة عن عرب العراق ، وهي تعرف انهم من ألدّ اعداء عروبة العراق ، كما ان الجامعة تعرف انها لن تكون موجودة على ارض العراق لولا انها محمية بقوات أمريكية وأيرانية هي التي : ( لاترغب في دور قوي للجامعة العربية في العراق ) لحقيقتين توفرتا أصلا في هذه الجامعة هما :

أولا: ان حكومات عربية ( ؟! ) ساهمت بإحتلال العراق وزجّه في أتون أبشع حرب في مستهل هذا القرن ، كانت من نتائجها المباشرة ستة ملايين مهاجر ومهجر ( عربي ) ، وهي اكبر هجرة في تأريخ الإنسانية بعد تهجير ( عرب ) فلسطين ، فضلا عن مئات الألوف من الشهداء والأسرى والمفقودين في اقل من ست سنوات ، كما زرعت أكبر فتنة لطائفية سياسية معدية قابلة للإنتشار خلافا لما أمرت به المذاهب الإسلامية الصحيحة ، وخلافا لروح المواطنة الصحيحة في كل بلد ، وتحت أنف الجامعة العربية التي عجزت حتى عن تزويد مهاجريها عرب العراق ولو بخيام لاجئين في الدول ( العربية ) ، ولانقول مجرد تأشيرة دخول .

ثانيا : يعرف السيد خلاف كما الطرف الأيراني الكوندي ، الذي سمّاه الأول ( عراقيا ) إمّا عن جهل أو تجاهل ، أن الجامعة العربية ، وبحكم عائديتها وملكيتها وأصول سلوكها أقليميا ودوليا ، أنها خاضعة تحت كل الأحوال والظروف لسياسات البيت ، الذي كان ( أبيض ) في واشنطن ، بشكل مباشرة وغير مباشر في آن ، ومن ثم ،علام تزعل الجامعة العربية ممّن هو قادر على لي ّ أذرعها وأرجلها في اي وقت يشاء ، وفي اي مكان شاء حتى لو كان يرتدي قناعا ( عراقيا ) ؟!.

أليس من الأفضل لها ان ترضى بدور ( فراشة ) ، بلا حول ولاقوة ، على تفاصيل مجزرة عرب العراق ؟! .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

الجامعة العربية و( أعداؤها ) .القسم الثاني .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقدت الجامعة العربية مصداقيتها عند الشعب العراقي ، و ( 80% ) منه خلقوا عربا ، على اكثر من صعيد ، وللأيجاز نذكر :

اولا : اعلنت الجامعة العربية انها ( ضد إحتلال العراق ) سنة ( 2003 ) ، ولكن كل الجيوش الغازية ومع اسلحتها مرّت من اراض عربية وسماءات عربية لتدمير العراق !! . بمعنى ان هذه الجامعة قول مالاتفعل ، او تقول ماتعجز عن فعله في أفضل التسميات حيادية ، وتلك حقيقة لاتستطيع جامعتنا إنكارها قطعا امام عرب العراق . ومن ثم فقد أثبتت لنا ، نحن عرب العراق ، نفاقا قوميا فريدا ، قد يسمّيه البعض ذلا ّ ، وقد يسمّيه البعض عجزا ، اذا ماقورن بموقف تركيا وشعبها نجد أن الأتراك كانوا أقرب الينا من عرب الجامعة ، واذا ماقورنت مواقف بعض الحكومات ( العربية ) من مواقف الحكومتين الروسية والفرنسية ، وحتى الشعوب الأوربية التي تظاهرت ضد الحرب ، نجد ان الشعوب الأجنبية والحكومة الروسية والفرنسية ، مثلا ، كانتا أرحم بنا وبما لايقاس من رحمة بعض ( عربنا ) . ومن هنا فقد العربي العراقي جزءا من ( صلة الرحم ) وكل الإتجاهات في بوصلة التوجهات في أمر مصيره ، وعلى دلالات منها وجود ملايين المهاجرين من عرب العراق باتوا يتمنون جحيم الغربة في الدول غير العربية على معاملتهم ( كشحاذين ) في الدول التي مازالت تدّعي انها ( عربية ) .

ثانيا : جملة من مواقف الجامعة العربية ، بعد الإحتلال ، كانت ومازالت أكثر من مؤشر على عدم فاعليتها قوميا بدئا من سكوتها العجيب المريب عن إعدام رئيس عربي لدولة عربية ، وهو أسير حرب ، ايا كانت أخطاؤه ، سلّم لأعدائه المباشرين خلافا لكل القوانين والقيم الأخلاقية ، مرورا بسكوت الجامعة عن مصير مئات الألوف من الأسرى العرب في سجون قوات الإحتلال وسجون الحكومة الأيرانية الكوندية الحالية ، وإنتهاء بمجازر موثوقي الأيادي معصوبي العيون من جثث ليست ( مجهولة ) تعرف الجامعة أنها عربية ، فضلا عن ( سهوها ) الطريف الظريف عن ثلاثة ملايين مهاجر عربي عراقي تستجدي الأمم المتحدة لهم من دول العالم ( 200 ) مليون دولار دون جدوى ، في وقت يصرف فيه بعض ( عربنا ) مئات ملايين الدولارات على حفلات عهر صريح ، وتحت أنف وسمع وبصر الجامعة .

ثالثا : بذلت الجامعة جهدها للتطبيع مع وجوه غير عراقية تحكم العراق ،، ولعل إجتماع البرلمانات ( العربية ) في حاضرة الشرق الأوسخ الجديد ( كوندستان ) كان من أقوى الأدلة على ان جامعتنا العربية باعتنا عرب العراق جملة ومفردا هناك ،، وما أثار الشماتة عند بعضنا ، ان الأجانب الذين عقدت برلمانات العرب مؤتمرها في كنفهم صفعوا العرب مرتين ،

اولاهما :من خلال رفض برلمان الحكومة التي سماها السيد خلاف ( عراقية ) لتسمية جزر الإمارات الثلاث محتلة ،،

وثانيهما : رفض هذا البرلمان ( العراقي ؟! ) الإعتراف ان العراق محتل ،،

ولكن جامعتنا العتيدة مرّرت هذه الإهانات بيسر عجيب ، وسكتت عنها سكوت مهان مريب . ومن ثم وضعت الجامعة طوعا منها على سجلها العربي في العراق قطيعة رحم جديدة وذلاّ إشترته بجهدها ومالها .

رابعا : لم تجد الجامعة العربية ، إزاء تبعيتها غير المباشرة لأميركا والدول الأوربية وحتى ايران ، من دور ، اي دور ، في العراق بعد الإحتلال غير دور : وسيط ، خاطبة ودّ ، لجمع ( رأسين بالحلال ) ، في تطبيع رآه البعض مذلا ّ لكل ماهو عربي بين الأطراف الوطنية العراقية ، وبين ( نجوم ) الإحتلال التي إستعارت وجوها عراقية !! . أما كان الأجدى للجامعة ( قوميا ) ان تلتزم جانب ( عربها ) الذين إعترفت أميركا نفسها بأنها قد إحتلتهم ، بدلا من ان تقف الجامعة وسيطا بين أتباع إحتلال وبين من تبكي عليهم الجامعة عربا الآن ؟!. أم أن هذا الحرص ( غير المفاجئ ) من الجامعة العربية على عرب العراق هو إمتداد للتطبيع بين أجانب إحتلوا العراق وبين من تعدّهم الجامعة عربا من أهلها ؟! ؟

خامسا : في وقت تستعد فيه اميركا لسحب قواتها من العراق ، آجلا أم عاجلا ، أراهن كما غيري من عرب العراق ان جامعتنا العربية تستعد للإستمرار في دور ( خاطبة الودّ ) بين من ستستبقيه قوات الإحتلال الأمريكي حاكما للعراق وبين عربها العراقيين ،، وعلى أكثر من دلالة

أولها : التطبيع المجاني الحاصل من حكومات عربية مع عملاء الإحتلالين والثلاث ورقات كوندية ،،

وثانيها : إستعداد الجامعة غير القومي للذهاب إسوة بغيرها الى بغداد ، حيث لاتتجرأ هناك على وصف العراق ( محتلا ) ، لئلا تتهم بأنها جامعة ( إرهابية ) ، ( قومجية ) .

ومن هذا يتضح ان عرب العراق ، الحقيقيين ، وهم ليس من عناهم السيد هاني خلاف ، والذين يمثلون اكثرية من الشعب العراقي ، قد غسلوا اياديهم من ( الإنجازا القومية ) لللجامعة العربية داخل وخارج العراق ،، وسيعدون مكتب الجامعة في بغداد ، ونتمنى له طيب الإقامة في المضبعة الخضراء ، ليس بأفضل من مكتب سياحات ( عربية ) دبلوماسية لاتحل ّ ولاتربط رجل دجاجة عراقية من تحت حذاء أي أجنبي أقام في العراق بقوة سلاحه . وهذا رهان يضاف الى جملة من رهانات المستقبل ( العربي ) في العراق المحتل .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجامعة العربية و ( أعداؤها ) . القسم الثالث

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ورثنا عن اجدادنا أمثالا ، بعضنا لم يفهمها وبعضنا تجاهلها عن حماقة ، واولها واهمها مثل يقول : ( من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ) ، وثانيها ( وقع في شرّ أعماله ) ، وثمة ثالث ورابع وغيره ، والجامعة العربية كواجهة للحكومات العربية التي تموّلها موظفا ناطقا بإسم العرب ، بلا حول ولاقوة ، وقعت بشكل غير مباشر في ( الحفرة ) التي حفرتها بعض الحكومات العربية لأختها العراقية قبل الإحتلال ،،

وهاهو اليوم السيد هاني خلاف ممثل الجامعة يشكو من ( أطراف أقليمية ) لاتريد حضورا فاعلا لجامعته العتيدة ، ثم يسمّيها ضمنا بأنها أيران من بين تركيا وسوريا والسعودية والكويت والأردن من دول الجوار العراقي ، وكلّها اعلنت عبر الجامعة انها ( ضد إحتلال العراق ) ، ولكن بعضها سهّله برّا وبحرا وجوا ، فكيف صارت لأيران مثل هذه السطوة في العراق بعد الإحتلال ؟! . أهي غفلة من الدول العربية أم تغافل متعمّد عما جرى ويجري في دولة مؤسسة لجامعة العربية ؟! .

الإجابة بحد ذاتها ستكون إهانة صريحة لوعي عرب العراق ، وعرب الدول العربية من اقصى شرقها الى اقصى غربها ، إزاء بحث الجامعة العربية عن دور لها يدعم العملية السياسية الحالية في العراق ، بشكل مباشر وغير مباشر ، وهو دعم للوجود الأمريكي والأيراني في العراق في آن ، ودعم لمشاريع التقسيم التي يقودها أكراد كوندي من الشمال الحالمين بدولة من جنوب بغداد حتى جنوب ارمينيا على حساب العراق وسوريا وتركيا وايران في آن ، اي على حساب دولتين عربيتين كما تعرف الجامعة الموقرة !! .

يقول السيد خلاف أنه : ( يعتزم العمل على تحقيق مقاربة عربية أيرانية تبدأ بحوار عربي أيراني ) . ولكن على ماذا ؟! أعلى تقاسم النفوذ في العراق بين الجامعة وايران واميركا على حساب عرب العراق ، لتحقيق أمان لبعض الدول العربية التي أرعبها ان تقع في ( الحفرة ) الأيرانية التي مست حدودها ، كما مسّت مواطنيها بسرطان الطائفية السياسية المنتجة لفرق الموت التي لم تتحسب لها هذه الدول ،أم أنها استمرار للحفر حتى يهلك جميع عرب العراق ليظهر ( مهدي ) الثورة الإسلامية الأيرانية على آثار من مضوا ؟!.

ويدعو السيد خلاف مشكورا : ( لتحقيق توازن في الأدوار بين العرب والقوى الأقليمية في الساحة العربية ) ، وهو يعني الساحة العراقية اولا والخليجية ثانية مع لبنان ، كما يعني ، ويالبؤس التوازنات ، ان ايران ب ( 70 ) مليون نسمة ( توازن ) في القوى الدول العربية ذات ال ( 320 ) مليون عربي !! . وكأن هذا صعودا من الأكبر نحو ( علياء ) الأصغر ، بالمقاييس المادية ،أو هبوطا بالأعلى نحو الأسفل بالمقاييس المعنوية ، لمن أدمنوا تفاسير كتب الأحلام على الطريقة الأمريكية . طريف هذا ( العزم ) وهذا ( التوازن ) هو طرافة البصير العربي الذي يقوده أعمى امريكي في متاهة العرب الأيرانية .

ايران تقايض نوويها مع اميركا علنا : ( أمن العراق ) المقيّد بقوة تهديدها باستعمال النفط سلاحا شامل التدمير من مضيق هرمز الى عمق اوربا واميركا ، وبتسهيل مطلق من عملاء المضبعة الخضراء ، فيما الجامعة العربية تتمنى على هذه الأطراف ان تمنحها دور ( مراقب ) محايد ، بلا حول ولاقوة ، في افضل الحالات ، يقف على مسافة واحدة من عرب العراق ومن الأطراف الأجنبية التي إحتلتهم ،، فعلام تقتبع الجامعة وصف ( عربية ) اذا كان حضورها طرفا على مثل هذا الموقع أكثر ضررا لعرب العراق من غيابها ؟! .

مايشكر عنه السيد خلاف انه شخص ، في مقابلته مع جريدة ( روز اليوسف ) ، العلّة في الجامعة العربية في قوله انها : ( لاتمتلك حتى الآن صلاحيات وآليات كافية للعمل الميداني على غرار الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي ) . واذا كانت هذه العلّة طوعية إرادية مخطط لها من المعلول: الحكومات العربية التي تدير هذه الجامعة ، ( فتلك مصيبة ) ، أما اذا كانت هذه العلّة غير طوعية ، ولا مخطط لها ، وليست قسرية ( فالمصيبة أعظم ) بكل تأكيد ، لأنها توثق ( حالة فريدة ) من الوعي ، يعجر قلمي ولساني في آن عن توصيفها بإسمها الصريح إحتراما للمخلصين لقدر الله في عروبتهم من موظفي الجامعة ، وهي من أعرق المنظمات العربية التي لاتعوزها الآن غير: ( الصلاحيات والآليات ) !!.

وفيما تؤثث الجامعة مكتبها في بغداد المحتلة ، لها ان تتذكر ان حكومة المضبعة الخضراء التي سمتها عن جهل او تجاهل ( عراقية ) تعرف انها ستأتي كما يأتي ( الأيتام مأدبة لئام ) ، اذ لاهي تطيق مناطحة الوالي الأوّل للعراق السفير الأميركي في بغداد ، ولاتستطيع مناطحة الوالي الثاني سفير أيران ، كما لن يمسح لها بأي دور قطعا في أقليم كوندستان بوصفها منظمة عربية ( قومجية شوفينية ) !! .

هل الجامعة زعلانة من تهميشها الآن في العراق المحتل ممّن تفترضهم أعداء لدورها هناك ، أم زعلانة لأنها ( نسيت ) عرب العراق منذ ماقبل الإحتلال ؟!. سؤالين برسم عدم الإجابة طبعا وطبعا ، مع نصيحة أخوية لأولاد العم الذاهبين الى بغداد المحتلة : إشتروا ا تيسر من خوذ ودروع حربية لأن المضبعة تنال حصتها من ( الحب ّ ) العراقي بالقذائف يوميا على غير ماتتجاهله وسائل الإعلام .

و ( سالمه ياسلاّمة .. رحتي وجيتي بالسلامه ) .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــ

خطوط الحرب العنصرية في العراق . القسم الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كعادتهما ، وخلافا لكل القوانين الدولية ، ومناهضة لكل القيم الأخلاقية ، رسمت اميركا وبريطانيا في آن خطوط فصل عنصري ، يمنع فيها الطيران الوطني ، في العراق عام ( 1991 ) ، اشهرها خط عرض ( 36 ) ، محميّة لجواسيسها المنتخبين من ( اكراد ) العراق ، زجّت فيه بكل الجواسيس الذين تعاونوا معهما ومع غرهما من الدول الغربية وقد اعلن واحد منهم ، على سبيل المثال : أياد علاّوي ، أنه تعامل مع ( 16 ) وكالة مخابرات أجنبية لإسقاط الحكومة العراقية ، واعلن اكبر لص ّ دولي : احمد الجلبي حربه ، كما فعل علاّوي ، ضد الحكومة من شمال ( كوندي ) ثم طبق الجلبي واياد علاّوي نظريات الحرب العنصرية في إجتثاث عرب العراق ، ونجحا ، بالتعاون مع الحكيم والطالباني والبرزاني والهاشمي والدليمي والجعفري ، في قتل مئات الألوف وتهجير ستة ملايين من عرب العراق في الداخل والخارج .

كما أنشأت الدولتان ( الأعظم في الإستهانة بالعرب والمسلمين ) خطا يفصل جنوب العراق النفطي لتحمي فيه من توسمت بهم عمالة من ( شيعة ) العراق ( المظلومين !؟ ) منذ ( 80 ) عاما من قبل حكومات نصبتها بريطانيا اصلا ، تحت شعار حماية الأقليات ، التي كبرت بقدرة كذابين ، حسب خرائط الحروب العنصرية التي خططت لها الدولتان ، وصارت هذه المحميات ، وبالتعاون مع دول عربية ، مضبعة خضراء عام ( 2003 ) مازالت محاصرة ، وعارا مرفوضا من شرفاء العرب الشيعة والأكراد الذين لم تغرهم أموال الدولتين لبيع وطنهم ، ولم تظهر منهم قوات ( غفوة ) ولا قوات ( صحوة ) تؤازر الإحتلال الأمريكي الذي إنسابت من تحت حماقاته اذرع إحتلال ايراني صاحبته سطوة ( كوندية ) إستنزفت الكثير من دماء العرب وغيرهم في شمال العراق .

واذا كانت مسألة الحصار الدولي الذي فرض على العراق مبنية على ( خرق ) للقوانين الدولية ، كما سمّي ومازال يسمّى عن تزوير ، كالعادة ، للحقائق التأريخية التي رافقته ، وقد زاملته ورافقته حصارات عربية ، وثقها تأريخ ( عدنان ) و ( قحطان ) الى ( يعرب ) لأول مرة في تأريخنا العربي المعاصر ، الذي شهد مقتل ملايين من عرب العراق ، بين حرب وحرب على حرب ،، فقد وثقت الدوائر الأميركية المحايدة نفسها ، كشاهد من أهلها على أهلها ، ما يقارب الألف كذبة وحالة تزوير للحقائق إرتكبتها إدارة ( بوش الإبن ) ، بالتعاون مع بعض ( عربنا ) ، لإحتلال العراق لغرض تقسيمه وفقا لأجندة ( بوش الأب ) الى دويلات تقع جغرافيتها على تلك الخطوط العنصرية التي قصدتها نظرية ( الفوضى الخلاقة ) وعناها شعار ( الشرق الأوسخ الجديد ) .

وبعيدا عن :

إجترار ، قد يطول شرحه والتذكير به ، للأجندات السياسية وحتى الحربية لمافيا النفط الأميركية البريطانية الخاصة بالشرق النفطي الأوسط ،، لأننا نرى ونسمع ونعاني من نتائجها السرطانية اليوم ، وبالألوان ( الديجتال ) ، في العراق بشكل خاص ، وحتى لدى بعض الطوائف في دول الخليج العربي النفطية التي كانت مرشحة لجغرافيا ( الشرق الأوسخ الجديد ) ، لولا رحمة الله بظهور مقاومة وطنية عراقية قضت على هذه الفتنة في اوكارها وخلال اقل من ست سنوات من القتال غير المتكافئ بالقوة والسلاح ، اثبت فيها عرب عراقيون ، اشباه حفاة عراة الآ ّ من غيرتهم على قدر الله ، أنهم أقوى واعظم من الدولتين الأعظم إستهتارا بالقيم ،،

قريبا من :

واقع خطوط الطول وخطوط العرض العنصرية ، التي رسمتها مافيا النفط الأميركية البريطانية ،، نجد انها إعتمدت بشكل كبير على التفرقة العنصرية ، سواء أكانت مذهبية اسلامية أم قومية ، ميراثا بريطانيا وتقليدا اميركا لنظرية : ( فرق تسد ) . فسمعنا علنا ، ولأول مرة في تأريخنا ، الإسلامي والعربي المعاصر من رجال مازالوا يوصفون في نفاق وسائل الإعلام بأنهم رجال ( دين !! ) عن مصطلحي : ( الروافض ) و ( النواصب ) ، لتبرير جرائم الحرب في العراق وجرائم اخرى في عموم الدول الاسلامية ، ومنها العربية النفطية بشكل خاص ،،

وقد تبدو العلاقة بين النفط والمذاهب الاسلامية ( مضحكة ) لأول وهلة ، ولكنها باتت من اكثر حقائق اليوم في طموحات الطوائف السياسية المرتبطة بمافيا النفط الأمريكية البريطانية ، وبعضها يبرر ظهوره بعدم العدالة في تقسيم عائدات الثروة النفطية ، فيما يبرر بعضها الآخر ( بمظلوميات ) نيل كراسي الحكم والسطوة على .. النفط !! الذي صار سلاحا بحدّين ، قد يقتل من إمتلكه وإستأثر به ، وقد يقتل من طمع في نيله بحق او دون حق سيان ، في هذا العصر الملعون بالنفط الذي صارت أكاذيبه حقائق وحقائقه أكاذيب حسب القوة والإقتدار على التزوير ،،

كما سمعنا ولأول مرة من ( سياسيين ) يسمّون العرب جميعا ، واولهم عرب العراق ، ( شوفينيين ) و( قومجيين ) ، بل يبدو بعضهم مستاء حتى من إسمه ذي الدلالة الإسلامية ، لأن القرآن جاء عربيا ، فغيروا اسماء حتى الجوامع الت استولوا عليها لأنها ذات دلالة عربية ، وكأن هؤلاء يتمنون لو نزل القرآن بلغة أخرى ، او حتى لم ينزل ، لتمر أكاذيبهم في تجارة الحروب على قياسات وموازين حسب أهواؤهم ، مع انهم عاشوا بين العرب أخوة منذ مئات ، إن لم نقل آلاف ، السنين !! وكأن هؤلاء يريدون القول ان كل من رزقه الله بنفط في ارضه لابد ان يقتل بتهمة ( الشوفينية ) و( القومجية ) ، كما يحصل الآن في معظم شمال العراق، ليس ضد العرب حسب بل وضد من شاء لهم الله ان يولدوا من القومية التركمانية او اليزيدية في ( كركوك ) بشكل خاص وفي الموصل وديالى .

اذن !! .

فإحتلال العراق كانت غايته خلق حروب عنصرية لإستيلاد ( الشرق الأوسخ الجديد ) ، وهذا ما ساهم به عرب ، إمّا عن ( مصيبة ) جهل أكيد بما خطط لمصيرهم لاحقا ، او عن تجاهل ، والمصيبة هنا أعظم ، من حيث ان أحطّ انواع الحروب في تأريخ البشرية هي الحروب التي تتخذ طابعا عنصريا خلافا لإرادة الله سبحانه تعالى في خلقنا من اقوام شتى تتآخى في إنسانيتها على قدر شاءه الخالق وحده ، وأبرز الأدلة على هذا ماسمّي : ( بالحرب الأهلية ) ، او حروب ( فرق الموت ) ، في العراق التي إقتبعت زورا شعارات سنة وشيعة ، وحروب ميليشيات ( الكوند ) ضد عرب وتركمان ويزيدية العراق القريبين من حاضنتهم في خط عرض ( 36 ) الذي فرضته الدولتان الأعظم في إجراميتهما ضد البشرية .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــ

خطوط الحرب العنصرية في العراق ( 2- 2 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من الواضح ، وبمعزل عن المظاهر المزورة الخدّاعة التي تصنعها وسائل إعلام الإحتلالين والثلاث ورقات كوندية ، وتساهم فيها وسائل إعلام عربية ، بلا أسف منا ولا إنسانية منها ، لأنها توثق وتكشف في آن أجندات من يمولها ويديرها في المنطقة ،، أن أميركا وبريطانيا خسرتا الحرب بصيغتها العسكرية ، وانهما ماعادتا قادرتين على تحمل ( حرب الإستنزاف ) التي شنتها المقاومة الوطنية العراقية ، فلجأتا الى إعتماد الحرب النفسية الإعلامية بصورة مكثفة جدا في الأشهر الأخيرة كخطّ دفاع أخير ، حتى ان بعض وسائل الإعلام العربية تكاد تقول ان العراق صار : ( جنة ) تتوافد جموع الدبلوماسيين العرب اليها .

وقد يلمس بعض المتابعين ( نجاحا ) لحروب الإحتلال النفسية والإعلامية صاغته في الأصل فخاخ حروب محلية تجيدها الدولتان ( الأعظم في حقدهما على المسلمين والعرب ) من خلال :

اولا : تفجير مرقد سامراء ، عندما نالت المقاومة الوطنية درجة الذروة في عملياتها ، واتهام العرب السنة بذلك ، مع ان المرقد عاش بحمايتهم مئات السنين ، وصلوا به مئات السنين ، ولم يفكر احد بمسّه بأي سوء طائفي ، وحتى سياسي مجرد ، وفي كل العهود ومنها عهد الزرقاوي الذي سيطر على سامراء عدة مرات وتحت انف الإحتلال .

وكان اوّل ردّ فعل على التفجير ، موثق ، مدبر مرسوم ، من مقتدى الصدر ، الذي كان في جولة عربية ، ومحطته الأخيرة لبنان ، فاذا به يتهم ( النواصب ) فور سماعه الخبر ( !! ؟ ) بشناعة هذه الجريمة ، ودلالة مفردة ( النواصب ) في ثقافة مقتدى واتباعه تعني : العرب السنة ، ثم تلت ذلك فتاوى من حازم الأعرجي أباح بها علنا دماء العرب السنة في بغداد والعراق ، ولم يتورع عن تسمية الأحياء البغدادية ذات الأكثرية السنية التي لابد ان تذبح وتحرق ليظهر ( مهدي ) الإحتلالين الأمريكي والأيراني .

ثانيا : صمّم بعد ذلك ظهور قوات ( الصحوات ) السنية لتظهر ( كضد نوعي ) تحت السيطرة الامريكية ، يدافع عن الأحياء السنية ضد إجرامية فرق الموت التي ولدتها عباءة مقتدى الصدر ، فإرتكبت ( الصحوات ) جرائم فاقت جرائم فرق مقتدى الطائفية العنصرية ، اذ تعدتها الى محاربة قوى المقاومة الوطنية السنية بكل اشكالها ، علنا ودون لف ولا دوران ،،

من خلال التجسس لصالح قوات الإحتلال ، ومن خلال حمل السلاح ضد المقاومين الوطنيين مقابل ( 300 ) دولار شهريا لكل فرد ،، ثم ضخ فيها الإحتلال نزعة التسلط الوظيفي المرضي ، كما ضخ هذا المرض في ميليشيات مقتدى من قبل ، فصارت ( الصحوات ) السنية مثل ( الغفوات ) الشيعية تسعى لتاسيس احزاب سياسية تؤازر الإحتلال في حكومة المضبعة الخضراء ، وعلى دلالات آخرها صفقات التطبيع في ما اعلنته قوات الإحتلال بأنها ستسلم قيادة ميليشيات الصحوة لحكومة بغداد في الأيام القادمة .

ثالثا : كل ماتقدم ، في حرب مفتعلة مخطط لها بين عرب شيعة وعرب سنة ، أختتم ( بمعجزة ) زج ّ قوات إضافية امريكية الى العراق حصدت ( مجد ) تحسن الأمن في العراق ، تمهيدا لظهور رئيس جمهوري جديد في اميركا يواصل مابدأه بوش الأب في ( 1991 ) ثم بوش الإبن في ( 2003 ) ، ولكن على حساب استشهاد مئات الألوف من ( الجثث مجهولة الهوية ) من عرب العراق ، شيعة وسنة ، وبأياد ( عراقية ) وظفت كفرق موت أجيرة لهذا الغرض من قبل اميركا وبريطانيا وايران واسرائيل واكراد كوندي ،،

ولكن ، هل هذا يعني أن الإحتلالات المركبة في العراق قد ( نجحت !! ) ، كما تدّعي ، في فرض الأمن الذي تريده لنفسها ولحكومة المضبعة الخضراء وحواضن تجار الحروب المحليين ، وفي تمرير خطوط حرب عنصرية تمهيدا لتقسيم العراق ، ثم تقسيم دول الشرق الأوسط بعده ؟! .

لاتصعب الإجابة بكلمة ( لا !! ) عن هذا السؤال الذي يفرض نفسه اليوم وعلى جملة من الدلالات :

اولا : مازالت المقاومة الوطنية ، السنية بشكل خاص ، تتقاذف قوات المضبعة الخضراء من محافظة الى اخرى ، مع ان ظروف عملها صارت اكثر صعوبة بوجود مرتزقة ( صحوات ) سنية و( غفوات ) شيعية تفضل عطايا الإحتلال السخية على تحرير العراق ،، ولا احد قطعا من قوات الإحتلالات المركبة جميعا يستطيع القول :

ان المقاومة العراقية قد ( إنتهت ) .

ثانيا : تحييد ، وحتى تطويق ، نشاط المقاومة الوطنية العراقية لفترة ما ، لايعني بالمطلق انه سيستمر ،، وعلى دلالات تأريخية تفيد ان معظم حركات المقاومة الوطنية في العالم مرت بفترات تخفيف نشاط ، إما للظهور بمظهر أكثر فاعلية بعد إعادة تنظيم ، او لظروف عمل غير ملائمة حرصا على الشعب وافراد المقاومة في آن ، ولنا في المقاومة العربية الفلسطينية والجزائرية اكثر من عبرة .

ثالثا : ثمة حقيقة صارت من ثوابت العيش في العراق ، ولها أعمق الدلالات واكثرها وضوحا في ان المقاومة الوطنية العراقية حاضرة في كل مكان ، وكل زمان عراقي ، وهي : ان مامن مسؤول اميركي او بريطاني او مرتزق عراقي يستطيع التجوال في مدن وقرى العراق دون حماية مباشرة من الجيش الأمريكي او غير مباشرة من قبل قوات المرتزقة في شركات الأمن الأجنبية .

رابعا : كل المؤشرات تفيد ان المقاومة الوطنية تعمل على ( تنظيف بيتها ) من المحسوبين على ( بيتها ) من قوات الصحوة والغفوة ، سنية وشيعية ، دون ان تغفل عن الفرص الآمنة السانحة لها للتعامل المباشر مع قوات الإحتلال بكل صورها : اميركية وبريطانية وايرانية واسرائيلية وكوندية ، وهذا ما تضطر وسائل الإعلام لإعلانه مرغمة على شكل خسائر ( حرب إستنزاف ) في اخبارها يوميا .

وفي العودة الى مابدأناه عن خطوط الحروب العنصرية التي خططت لها مافيات النفط الأمريكية البريطانية منذ عام ( 1991 ) ، وربما قبل ذلك حتى ، نجد ان القوى الوطنية العراقية ، من عرب العراق ، شيعة وسنة ، واطراف وطنية تركمانية وكردية ويزيدية ، قد اجمعت على رفض اي حرب عنصرية في العراق تمهّد لتمزيقه ، ومن ثم فإن هذه القوى حمت ، دون شكر ولا منّة ، دول الجوار العربي بشكل خاص من سرطان فرق الموت العنصرية لأنها نجحت ، وخلافا لما تدعيه قوات الإحتلال ، في إسقاط كل الخطوط جحيما على رؤوس من رسموها .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

( مثالهم ) ومثالنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المتابعة الغريبة ، والضجة الإعلامية العجيبة ، لمثال الألوسي مضحكة ،، مضحكة على اكثر من جانب ، واكثر من رؤية لما يجري في العراق . لاغرابة يا ناس في نهج حكومة المضبعة الخضراء ، ان يقوم ( مثالهم ) بهذه الزيارة ، ولن تكون مفاجأة اذا زار جلال الطالباني نفسه ، او مسعود البرزاني ، اسرائيل علنا في هذه المرة ، ولابأس يا ناس اذا ( حج ) نوري او جواد المالكي الى تل ّ أبيب ، ولن تكون صاعقة ان يزور طارق الهاشمي القدس المحتلة ،، لأننا تعلمنا من هذه الحياة حقيقة تفيد أنه :

اذا كان ( سين ) يساوي الضبع ، و( صاد ) يساوي نفس الضبع ، فان ( سين ) و ( صاد ) متساويان ويساويان الضبع ذاته في القيمة والمضمون ،، ولايحتاج هذا الأمر الى عبقرية لإقراره !! .

معادلة عراق اليوم هي :

اميركا = اسرائيل = حكومة المضبعة الخضراء والذيل الكوندي في شمال العراق ،،

وكلها قوى مؤتلفة متحدة على مصير واحد ، تسعى لتأسيس ( شرق أوسخ جديدا ) بدأ : بإحتلال العراق من خارج الشرعية الدولية ، لتفتيت والغاء قدر الله في خلق اكثرية عربية فيه ، ومسح كل القوميات العراقية غير العربية الرافضة للإحتلال ،، ثم مرّ مشروع استيلاد هذا ( الشرق الأوسخ ) بوضع ( 3500 ) عالم وباحث عراقي على قائمة الإغتيالات معروفة الأحداث ، لأنهم : ( يشكلون خطرا على الأمن والسلام العالميين ) حسب كبير مفتشي اسلحة التدمير الشامل الذي ارسلته الأمم المتحدة على إهانتنا ،، فضلا عن قتل واغتيال كبار ضباط الجيش العراقي الوطني والشخصيات الوطنية والمسرحية الدموية التي سمّيت ( جثث مجهولة ) ،، وانتهاء بتهجير ستة ملايين عراقي ، اغلبهم من العرب شيعة وسنة ، داخل وخارج البلد .

وفي نظرة عاجلة نحو علاقات ما كان يدعى ( بالمعارضة العراقية ) سابقا ، ومنها نجم صغير مثل مثال الألوسي ونجوم اكبر مثل احمد الجلبي واياد علاّوي وابراهيم الجعفري وعبد العزيز الحكيم ، وغيرهم من ركّاب الدبابات الأمريكية المستوردين ، الذين شكلوا حكومة المضبعة الخضراء حاليا ، نجد ان معظم هؤلاء ، بمن فيهم من اسلاميين من الضلع الأيمن الأيراني الى الضلع الإسلامي الأيسر الأمريكي ، يقعون على ذات المعادلة الرياضية التي تفيد ان : اميركا = اسرائيل ، وان اميركا = حكومة المضبعة الخضراء في بغداد ، ومن ثم فمضبعة المالكي = اسرائيل ، دون لف ولا دوران ،،

وعلى عشرات الدلالات التأريخية القديمة لمكونات هذه المضبعة ، بدئا ممّن ورثوا ابا عن جد خيانة الشعب العراقي مع كل اجنبي يدفع لهم في سوق تجارة الحرب ، وجاءوا مع دبابات الإحتلال ، ومرورا بالدلالات الأحدث ، ومنها تدريب اسرائيل للبيشمركة الكوندية لتهجير العرب والتركمان وابعادهم عن مملكة كوندستان ، وكثافة وجود الشركات التجارية الإسرائيلية الموجودة في كل مكان ، والخبراء الأميركان = الإسرائيليين الذين يعينون المالكي على تصريف شؤون النهيبة والإبتزاز ، وآخر الدلالات العلنية : مقتل ثلاثة من عناصر الموساد في منزل محروس بقوات حكومية في كركوك قبل ايام .

اي ان العلاقة ( العراقية !؟ ) باسرائيل ليست حدثا ( جديدا !! ) على ساحة مكونات ، المضبعة الخضراء وبرلمانها ( الوطني ) كما تحاول حكومة المالكي ان تخادعنا عن غباء، خاصة واننا رأينا مصافحات ودّية علنية وحضورا مشتركا لأقطاب المضبعة مع مسؤولين اسرائيليين وفي مناسبات دولية حصلت تحت الأضواء ، عدا ما يرشح من اخبار عن ( قبلات ) وقبولات لم تقع تحت اضواء الحقيقة الأكيدة في ان التطبيع ( العراقي ) مع اسرائيل حاصل فعلا على اقدام ( اسلامية ) ، شيعية وسنية ، وكوندية تراقص اقداما اسرائيلية في مضاجع اميركية ،،

ولكن جاءت زيارة مثال الألوسي لتفقع ( من يدري ولايدري ) على احتمالين لاثالث لهما :

إمّا :

ان الرجل حاول سرقة الأضواء من رفاقه في العمالة مستبقا حدثا هاما تتاجر به المضبعة الخضراء واميركا منذ اشهر وهو : إتفاقية القواعد العسكرية بين الطرفين ، التي مازال كثير من بنودها مجهولا ، وقد كشف عن تعجّل منه مثال الألوسي سرا من اسرارها فاستحق ان يعاقب من جرائه ، عندما اقترح : اقامة علاقات علنية بين اسرائيل والعراق والكويت وتركيا لمواجهة ايران ،،

أو:

انه عرف بأن اوراق نوري او جواد المالكي قد سقطت اميركيا ، بعد سقوطها عراقيا ، لذا طرح نفسه قائدا بديلا امام اميركا ، من خلال اسرائيل بوصفها اقوى خط تماس امريكي مواز لخطوط اميركا في الشرق الأوسط مع العرب ، ( الإرهابيين بالضرورة !؟ ) ، حسب كل اجندات الإحتلالين الأمريكي والإسرائيلي ، فاستحق الأولوسي نقمة المالكي واعوانه الأيرانيين والكوند .

المضحك الآخرعلى وجه العمالة الآخر في ( حج ّ ) قادة المضبعة الخضراء ، السرية والعلنية لإسرائيل ، هو إحتمال ان يكون مثال الألوسي : كبش فداء امريكيا اسرائيليا كونديا دون علمه ، مثل عن غباء دور ناسخ فج ّ في مقايضة عرب دول الجوار ( بالتصدي للنفوذ الأيراني في العراق والمنطقة ) من خلال القبول بإحتلال اميركي طويل المدى في العراق واحتلال ابدي لفلسطين ،، والنسخة مأخوذة عن نجاح تجربة امريكية اسرائيلية كوندية طبّقت في العراق على شكل : فرق الموت ( الشيعية ) التي قابلتها فرق الصحوة ( السنية ) ، حيث انتهت كل الأطراف المتحاربة الى ( حمامات سلام ) في عش شركة سياسية تجارية للنهب المنظم لثروات العراق الخاضع اولا وآخيرا لأميركا = اسرائيل .

بمعنى آخر ، يقول المنطق الأميركي الإسرائيلي الكوندي للعرب من خلال ( مثالهم ) الألوسي هذا وغيره :

إما عراق ايراني ينشر فرق موت وصحوات شبيهة بما يجري في العراق في كل دول الخليج العربي ، او احتلال ابدي لبلدين عربيين !! .

ويقول مثالنا الوطني :

سنحرر بلادنا حتى لو جيّشتم ملايين من ( مثالاتكم ) الغبية .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــ

( أخطر مدينة في أخطر بلد )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا هو الوصف الذي إنتقاه جوناثان ستيل مراسل صحيفة الغارديان البريطانية لمدينة الموصل ، عاصمة محافظة نينوى ، بعد ان اضطر لتغيير السيارات التي تنقل بها عدّة مرات ، كما غيّر السوّاق في آن ، واضطر حرّاسه المسلحون لإخفاء اسلحتهم تحت مقاعد السيارات التي تنقل بها لسبب مازالت معظم وسائل الإعلام ، ومنها عربية ، تتجاهله وتتغاضى عنه تغاضي المتواطئ على حرب نفسية ضد الشعب العراقي ، والسبب هو ببساطة وحسب مراسل الغارديان : ( العمليات العسكرية اليومية ضد الجيش العراقي والبيشمركة الكردية والقوات الأمريكية يقع عددها مابين 60- 70 عملية يوميا ) !! .

والعمليات العسكرية التي قصدها مراسل صحيفة الغارديان ، وللتذكير هو ليس عربيا ( قومجيا ) ولا اسلاميا ( متطرفا ) ، هي : عمليات المقاومة الوطنية ، التي تعني ان ثمة أكذوبة تمرّر الآن ، بالتعاون مع وسائل اعلام عربية ، على ان العراق صار : ( جنّة !؟ ) امريكية ايرانية كردية ،، ولكن هذه الأكذوبة لم تمر على العراقيين الذين يشاهدون واقع الحال من خلال هذه العمليات العسكرية التي تشنها المقاومة الوطنية ، التي نجحت وبإمتياز واضح في إفشال واحدة من اكبر الحملات العسكرية المشتركة لقوات الإحتلالات المركبة ضدها في شهر أيار / مايو من هذا العام ، والتي سمّيت في حينها ( أم الربيعين ) التي صارت توصف اليوم :

( أخطر مدينة في أخطر بلد ) .

ومع ان مراسل الغارديان ينضم ، بقصد او غير قصد ، الى جوقة الكذابين من فيلق الإحتلالات المركبة في تلطيخ المقاومة الوطنية بأوصاف : ( عمليات القتل والإختطاف والعمليات الإنتحارية والقنابل المزروعة في الطرقات ) ، الاّ ان المتابع يكتشف ان لارابط حقيقيا بين عدّ ماوصفه ( جريمة ارهابية ) اذا جاءت ضد قوات الإحتلال وبين محاولة تسويقها على انها جرائم ضد ( المدنيين ) كما يحلو لقوات الإحتلال ان تسوّق اعلامها ، خاصة وان فيلق الإحتلال الإعلامي يسوّق المقاومة الوطنية ضدّه زورا على انها من اعمال تنظيم القاعدة ، خلافا لما يعرفه المتابعون ويتعايش معه اهالي ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) .

من بين ماذكره مراسل الغارديان تفلت تفاصيل قد تمر ( بسلام ) على بعض القراء ، ولكنها حقائق وإدانات توثق جرائم حرب ضد الإنسانية تتحملها قوات الإحتلالات الأمريكية الأيرانية الكوندية ، تذكر الغارديان : ( هناك أحياء فارغة تسكنها الأشباح ) ، ومراسل الغارديان لايذكر ، إمّا عن قصد او عن جهل وقلّة دراية منه ، من هم البشر الذين كانوا يسكنون هذه الأحياء ولكنهم تخلوا عنها لسكن ( الأشباح ) ؟! . فهل يعقل ان تخلوا أحياء بكاملها من سكانها وبدون سبب ؟! .

والجواب معروف عند اهالي ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) وهو ان هذه الأحياء كانت تسكنها اغلبية من ضباط الجيش العراقي ، الذي سمّي ( قديما ) ونسميه ، حتى يوم الدين ، وطنيا ، والذين كانوا يشكلون نسبة قد تزيد عن ( 60 % ) من نسبة ضباط الجيش العراقي القديم ، الذي كان خامس اقوى جيش في العالم . وهي الأحياء التي خصصت في حينها ( للكفاءات العلمية الوطنية المتقدمة ) في الجامعات ومراكز البحوث العراقية ،، ولكن هؤلاء تخلوا مجبرين عن بيوتهم امام زحف الإغتيالات ( الديمقراطية ) التي نالتهم من قوات الإحتلالات الأمريكية الأيرانية الكوندية .

ويذكر مراسل الغادريان ان : ( مسؤولا في الحزب الإسلامي ــ المشارك في العملية السياسية الحالية ــ لم يستطع زيارة أهله في حي ّ آخر منذ أشهر ، لأنه خطير !! ) ،، والخطورة هنا على هذا المسؤول ، وغيره من المسؤولين المشاركين في العملية السياسية ، تأتي من وجود مقاومة وطنية رافضة للإحتلال وشركائه في عملياته بمختلف انواعها ، كما انها تعني ان المقاومة الوطنية تعدّ هؤلاء الذين يشاركون الإحتلال عملياته خطرين على القيم الوطنية ، فتتعامل معهم كما تتعامل مع شركائهم الأجانب في كل حي ّ من أحياء مدينة الموصل ، وبدون هوادة من خلال ( 60- 70 ) عملية يوميا .

كما تفلت تفصيلة اخرى في تقرير مراسل الغارديان الذي يذكر ان ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) تخلو مما دعاه بمسلحي ( الصحوة ) السنية ، وكأنه يستغرب هذا الأمر ، ولكن العارفين ببواطن الأمور يوثقون ان جميع اهالي المدينة ، و ( 80 % ) منهم عرب سنة ، قد صحوا منذ اليوم الأول للإحتلال على رفض كل وال أجنبي ، وكل من والى اجنبيا على إحتلال البلد ، وهم احق من غيرهم باسم الصحوة الوطنية الصحيحة والسليمة التي مازالت ترفض الإحتلالات الأمريكية الأيرانية الكوندية ، لذا خلت ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) ممن يحملون السلاح جنبا الى جنب مع قوات الإحتلال ، وهذا مالم يفهمه ايضا مراسل الغارديان بكل تأكيد .

ثمة فضيلة للغارديان في تقرير مراسلها جوناثان ستيل هي : انه وثق وأقر ّ بأن الموصل تعاني من ( إحتلالين ) أمريكي وكردي في آن . يقول : ( الأكراد وسعوا مناطق نفوذهم لتشمل 300 ميلا مربعا خارج اقليمهم ) ، بفضل حماية القوات الأمريكية طبعا ، وهذا مالم تذكره الغارديان ،، وهذا ما أدّى الى : ( تهجير مئات الألوف من السكان ، وينظر اليه متحرك خطير ومصدر لعدم الإستقرار ) ،، ومرة أخرى نذكّر بأن جوناثان ستيل ليس عربيا ( قومجيا ) ولا اسلاميا ( شوفينيا ) ، ولكنه يشخص معايشته ل ( 34 ) نقطة تفنيش كوندية ترفع العلم الكوندي وتقع مواقعها على بعد ( 75 ) ميلا عن حدود اقليم كوندستان الذي نبع منه ( الإحتلال الكردي ) لمدينة الموصل ، كواحد من اهم اسباب خطورتها ، وواحد من أهم اسباب عدم الإستقرار الذي تريده وتستقتل على استمراريته قوات الإحتلالات واولها في المدينة قوات البيشمركة الكوند .

وهنا يفرض السؤال نفسه :

لماذا لاتكون الموصل ( أخطر مدينة في أخطر بلد ) مادامت تعاني من كل هذه الإحتلالات ؟! .