الجمعة، 29 أغسطس 2008

القسم الخامس : صراع النفوذ في العراق ،ومقالات أخرى

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــ

صراع النفوذ في العراق ( 1-3 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من الواضح ، للعراقيين قبل غيرهم ، ان جون مكين ، مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة اميركا ، مع كثرة من السياسيين والصحفيين الأمريكان : ( لايفهمون الإ ّ القليل عن الدور الذي لعبته أيران في العراق خلال السنتين الأخيرتين ) ، و يرى الخبير السياسي البريطاني ( باتريك كوكبرن ) بهذا الشأن مايراه العراقيون تماما ، كما يرى ايضا ، و نرى نحن ، ان في الأمر ( مفارقة ) في : أن تدعم أيران وأميركا في آن حكومة المالكي ، وفي ذات الوقت تتنافسان معا على فرض النفوذ على هذه الحكومة وعلى الشعب العراقي .

وهذا التنافس بين أيران وأميركا ، على ( روح وقلب ) هذه الحكومة ، يفسر تذبذب مواقفها بين رغبة أيرانية في ترحيل القوات الأمريكية عن العراق بأسرع وقت ممكن للحلول بديلا مباشرا عنها لإستكمال الدور الأيراني مع دول ( الجوار ) العربي ، كما يفسر الردود المائعة المهادنة ، وحتى المتناقضة في بعض المرات ، من هذه الحكومة لاميركا الراغبة في عدم الإعلان عن هذه الجداول لأسباب عسكرية وسياسية وقرنتها بالمفتاح السحري الذي سمّته : ( تطورات الموقف على الأرض ) .

وجملة ( التطورات على الأرض العراقية ) تعني الكثير ، ومنه : نفوذ أيران المتنامي في العراق ، الذي يهدد إسرائيل عن مقربة من العراق ، كما أن هذا التنافس المثير للسخرية ، بكل تأكيد ، بين عدوّين ظاهرا ( وصديقين باطنا ) لمعظم العرب يفسر سرّ التطبيع العربي البراغماتي السريع مع حكومة المالكي ، من حيث ان الحكومات العربية ( تعلمت ) بعد درس إحتلال العراق وخرق عذرية الأمن العربي كلّه من جراء ذلك : ان أيران باقية ، ومن الأفضل كسب ودّها ( لامحال ) ، والقوات الأمريكية راحلة على أية حال .

و( عدم فهم ) مرشح الحزب الجمهوري جون مكين ، واكثرية القادة الجمهوريين ، ومعهم بعض الساسة الأمريكان ، للدور الأيراني في العراق سيوقعهم في مطب خطير ، كما يرى كوكبرن ونرى ، اذا فازوا برئاسة اميركا وتصرفوا على وهم ان : ( واشنطن هي صانعة القرار الوحيدة في العراق ) ، إذ سيواجهون ( بحرب جديدة ) نعرف انها أيرانية الطابع بإمتياز إقليمي هذه المرة ، وعلى الساحة العراقية فقط !! .

لأن أيران لن تسمح بأي ( تهميش ) أمريكي لدورها في صنع القرار بإسم المالكي المسنود بشخصيات أيرانية قيادية في حكومته التي إنتحلت صفة عراقيه ، ولن تسمح بضياع إمتيازها ( التأريخي ) ، الذي تراه ( معجزة ) ، من مجاورة مباشرة للكويت والسعودية والأردن من خلال حكومة المالكي ، ومن إحتلال مباشر لجزر الإمارات العربية الثلاث : طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ، فضلا عن البطش المستمر والتفرقة العنصرة بحق عرب الأحواز .

يرى كوكبرن في تقرير له نشرته شبكة ( كاونتر بنج ) الأمريكية ان السياسيين ، الجمهوريين بشكل خاص ، والصحفيين الأمريكان يهملون حقيقة : ( ان هناك ثلاثة حروب ، وليست حربا واحدة ، تجري في العراق منذ سنة 2003 ، أولها : حرب العرب السنة ضد الإحتلال ، وثانيها : الحرب بين الشيعة والسنة للإستيلاء على الحكم ، وثالثها : الحرب بالوكالة بين اميركا وأيران لتقرير من سيكون الأكثر نفوذا في العراق ) . وكما نرى كعراقيين ان هذه الحروب ، اذا سلمنا جدلا بصحتها حسب كوكبرن ، هي حروب طاحنة من أجل السلطة وفرض النفوذ بين كل هذه الأطراف .

والخلل واضح في التشخيص الثاني للخبير البريطاني كوكبرن الذي ذكرفيه وجود ( حرب بين الشيعة والسنة للإستيلاء على الحكم ) . وحدود هذا الخلل هي :

اولا : ثمة رفض شيعي عربي للإحتلال مغيّب ، وبشتى الوسائل ، عن الساحة الإعلامية والمسرح السياسي في العراق وخارجه مذ بدأ الإحتلال وحتى اليوم .

ثانيا : ثمة تغييب سياسي متعمد للمراجع الدينية والعشائرية والسياسية الشيعية العربية العراقية الرافضة للإحتلالين الأمريكي والأيراني وسلطوية تجار الحروب الأكراد المستمدة من هذين الإحتلالين .

ثالثا : خلق الإحتلالان فرق موت صنعت مسرحا زائفا لحرب طائفية بين الشيعة والسنة وفق مبدأ ( فرّق تسد ) الذي إلتزمت به كل الأطراف التي تؤسس للإحتلال طويل الأمد : الأمريكية ، البريطانية ، الأيرانية والكردية .

رابعا : أجمعت كل الشخصيات الشيعية والسنية ، الوطنية ، التي لم تلوث أياديها وجيوبها بدماء العراقيين وأموالهم المنهوبة ، الاّ حرب طائفية في العراق بين الشيعة والسنية منذ بداية الإحتلال وحتى كتابة هذا المقال ، ومازالت تؤكد ذلك في ادبياتها .

خامسا : هذا لاينفي ظهور طموحات شخصية لاترتقي الى مستوى روح المواطنة لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب من الحكم ، وربما بنى الخبير البريطاني إجتهاده في وجود مثل هذه الحرب على هذه الحقيقة التي لاتمثل الروح العراقية كما نعرفها ونفهمها .

صراع النفوذ في العراق ( 2-3 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيّ إستقراء هادئ ، وغير منحاز ، للوضع في العراق يشخّص ان النفوذ الأيراني قد تغلب وبوضوح على النفوذ الأمريكي وتبعاته ، وهذا مالم يشر اليه الخبير البريطاني السياسي كوكبرن في تقريره لشبكة ( كاونتر بنج ) الأمريكية ، كما يتحاشاه كل السياسيون والصحفيون الأمريكان ، ومعهم اكثرية السياسيين والصحفيين العرب ، عدا الجهات الوطنية العراقية ، لأسباب منها ماهو متعمد ومنها مايدرج على حماقة ، وعلى المؤشرات التالية :

اولا : تحول دور القوات الأمريكية من دور معيد عملاق القوة للإعمار في العراق وباني مشاريع الى دور حارس شخصي للحكومة وميليشياتها غير قادر على متابعة أي نوع من أنواع البناء ، بمعنييه المادي والمعنوي ، وبذلك نجح النفوذ الأيراني في تهميش دور القوات الأمريكية الى دور شرطي حماية جوية وارضية للنفوذ الأيراني المباشر المبرقع بوجه عراقي .

ثانيا : أيران لاتهدد عن فراغ بأن الجنود الأمريكان أسرى او ( رهائن ) لديها في العراق ، كما قال محمود أحمدي نجاد ذات مرّة ، لو لم تمتلك أيران قوة فعلية للأسر والإرتهان جاهزة لمعاضدتها حين الطلب في العراق ، لابل وان أيران إدعت انها حفرت اكثر من ( 300 ) الف قبر على حدودها للقوات الأمريكية اذا ماحاولت إسرائيل واميركا ضرب مفاعلاتها النووية . وقد خفتت حدّة حديث القادة الأمريكان والصحافة الأمريكية عن المدّ الأيراني في العراق مؤخرا لتمرر إنتخاب المرشح الجمهوري على جملة من زيف ( التطورات الأمنية على الأرض ) .

ثالثا : أعلنت أيران صراحة قبل سنتين انها تستطيع ان تساعد اميركا على الرحيل الآمن من خلال إستبدال قواتها بقوات ايرانية مباشرة ، وايران ليست متبرعة مجانا لهذه الخدمة العسكرية لو لم تكن متأكدة بأن معظم القوات المسلحة ( العراقية ) تحت إمرة المالكي هي من التبعية الأيرانية بإمتياز واضح المعالم من جهة ، ومن جهة ثانية لأنها علمت بطريقة أو أخرى ان اميركا مستعدة لقبول تبادل الأدوار في العراق .

ولكن اين دور المقاومة الوطنية العراقية في هذا الصراع ؟! .

وهنا مربط خيول كل الحروب المركبة في العراق ، من حيث ان كل الأطراف غير العراقية ، عربية وغير عربية ، قد أجمعت وعلنا على الوقوف ضد هذه المقاومة ولأسباب مختلفة :

أولا : تجارة الحرب ضد الإرهاب . بين خجل وخوف ورعاية مصالح أعلنت كل الدول العربية أنها ضد ( الإرهاب ) الذي يعني أمريكيا الحرب ضد المقاومات الوطنية العربية بشكل خاص ، ومنا أخطرها : المقاومة العراقية ، بل يقال ان بعض الدول العربية تشجّع قوات الصحوة السنية على تصفية هذه المقاومة تحت شعار الحرب على تنظيم ( القاعدة ) كما هو واضح ، فيما يقوم الجانب الأيراني بتخدير الشيعة بشعار المقاومة السلمية السياسية ، وهذا يوجز حقيقة ان المقاومة الوطنية العراقية بلا ظهر عربي رسمي وبلا ظهير إسلامي رسمي .

ثانيا : عدم إستقرار المقاومة الوطنية العراقية ، بشقها الأكبر السني وشقها الخجول الشيعي ، على قيادات فاعلة سياسيا وعسكريا . البعض يرى ان لهذه الميزة فضائل أمنية ، ويرى البعض الآخر انها بوادر منافسة على السلطة أدّت الى عدم التساوق والتناغم بين عملياتها العسكرية والمستجدات السياسية في العراق ودول الجوار وغيرها، لذا قدمت موقفا مقاوما مترهل الأداء ، يصعد مرة ويخفت مرة أخرى ، مع كثرة ، بعضها ممل ، من البيانات السياسية ، وحتى بيانات تشويه أطراف مقاومة أخرى .

ثالثا : التشويه المستمر ، من قبل قوى الإحتلالات المركبة في العراق ، وبالتعاون مع بعض القنوات العربية ومعظم القنوات الأجنبية ، للمقاومة الوطنية العراقية لوأد حركات التحرر الحالية والمستقبلية في العالم العربي ، النفطي بشكل خاص ، وهذا يذكر المرء بصانع سلسلة أحجار الدومينو الحريص على توازن حجرة العراق خوفا على بقية الحجارات من الإنهيار .

ولكن هل يعني ان الجهود المضادة للمقاومة الوطنية العراقية ستنجح حقا ؟! .

الجواب الأكيد : لا !! . وعلى دلالة بسيطة جدا ، لاتحتاج الى ذكاء كبير لسبر أغوارها ، وهي ان أجيالا من العراقيين ، من مختلف الطوائف والقوميات ، بدأت تفهم اسرار العاب الحرب : من مفاهيمها وغاياتها السياسية الى تقنيات القتال في الشوارع وغيرها . وهؤلاء أخطر ممّن حيّدتهم الظروف من المقاومين في الفترة الأخيرة ولأسباب مختلفة ، لأن هذه الأجيال تمثل ديمومة كامنة قابلة للإنفجار في اي ظرف مناسب ضد من شاركوا في قتل وإهانة آبائهم وأجدادهم أيا كانوا .

وهذا مالم يتطرق إليه المحلل السياسي البريطاني كوكبرن ، إما لجهلة بأيمان العرب بحق الثأر ممّن إعتدى عليهم ، والذي يدوم عقودا كما هو معروف ومتعارف عليه ، ولنا في إستعمار فرنسا للجزائر لمدة ( 130 ) عاما اكثر من عبرة ، أو لأنه تجاهل هذه الحقيقة متعمدا لسبب خاص به ، وهذه واحدة من الحقائق الفاعلة والمؤثرة الآجلة بكل تأكيد ليس على موقف أميركا المستقبلي في العراق ، بل وعلى موقف كل من ساند هذا الإحتلال وأيا كان .

صراع النفوذ في العراق ( 3- 3 )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في تقريره لشبكة ( كاونتر بنج ) الأمريكية يقول المحلل السياسي البريطاني : ( عندما يسأل المواطن العراقي عن الحالة الأمنية ، غالبا ما يقول : إنها تمضي نحو الأحسن ،، ولكن الناس يعنون بكلامهم أن الوضع أفضل مما كان عليه في السنتين الأخيرتين ) ، وتلك حقيقة لاخلاف عليها مبطنة بجملة من الألغام التي يمكن تشخيصها كما يلي :

اولا : ان هذا ( الأحسن ) من الوضع الأمني ، متغير ، قد ينقلب الى عكسه في اية لحظة ، وعلى دلالة ماقاله كوكبرن نفسه في ان المراسلين الأجانب يوجهون كاميرات مصوريهم نحو العراقيين المارة فقط ، ولكنهم لايوجهونها لفرق الحماية العسكرية المسلحة التي ترافقهم خوفا عليهم ، واغلبها اميركي كالعادة التي شاءها النفوذ الأيراني في العراق على حماقة امريكية . أي أن ( أحسن ) الأحوال الأمنية للإعلام الأجنبي ، وحتى العربي ، هي في وجود قوات إحتلال تحمل سلاحها ضد الشعب العراقي ، وعلى دلالة ان بغداد مازالت تصنف عالميا ( كأخطر عاصمة ) .

ثانيا : أحياء بغداد مازالت أسوار الفصل العنصري الطائفي تزداد فيها بأمر من قوات الإحتلال المركب ، وبتغطية تامة من حكومة المضبعة الخضراء عراقية الوجه أيرانية كردية الولاء . وثمة ( 2.4 ) مليون عراقي مهاجر في سوريا والأردن ، ومالايقل عن ثلاثة ملايين من المهجرين داخل العراق من جراء الإحتلال ، وهؤلاء قنبلة موقوتة دائمة الخطر ضد كل قوى الإحتلالات وحلفائها ، تمثل ثقلا حجمه لايقل عن : واحد من كل خمسة عراقيين ، واذا إستثنينا شمال العراق ، فقد يمثل هذا الثقل : ربع الشعب العراقي الذي تضرر وبشكل مباشر من الإحتلال وحلفائه عربا وغير عرب ، وكل هذا الجزء المتضرر فطن الى حقيقة انه الخاسر الوحيد من كل مايجري في وطنه اذا بقيت الأحوال على ماهي عليه الآن ، حتى لو وصفت بأنها ( أحسن ) مما كانت عليه قبل سنتين ، كما تلمس وبما لايقبل الشك بأن التفرقة الطائفية والقومية العنصرية التي ورّدها الإحتلال هي مقتل للجميع لابد من الخلاص منه حالما تؤاتي الظروف .

ثالثا : ظهور ميليشيات أعلنت ان مصيرها يرتبط بمصير قوات الإحتلال هو لغم مستقبلي آخر ، ففي الوقت الذي تهيئ فيه أميركا نفسها لترحيل معظم قواتها من العراق ، لأنها تدعي ان الوضع الأمني ( مطمئن ) ، يبدو وضع الصحوات السنية ، غير المرحب بها أيرانيا ، متأرجحا بين العمل السياسي كأحزاب تظاهر العملية السياسية الحالية واسباب فشلها اكثر من اسباب نجاحها ، وبين العودة لحمل السلاح ضد قوات الإحتلال كما كانت تفعل ، فيما تستعيد البيشمركة الكردية علاقاتها ( التأريخية ) مع أيران بديلا عسكريا للقوات الأمريكية في العراق ، وعلى دلالة تحالفها المباشر مع جماعة عبد العزيز احكيم الأيراني حسبا ونسبا ، ودلالة الزيارات الكردية المكوكية المكثفة مؤخرا لطهران ، وهذا التحالف المصيري ، السني والشيعي والكردي ، مرفوض من قبل الأكثرية العربية الكردية التركمانية في العراق .

رابعا : وضوح العجز الأمريكي عن مواجهة ايران نووية على جملة من الدلالات :

اولها ، علم اميركا الأكيد ان مايسمى بالقوات العسكرية العراقية ملغومة بقادة ايرانيين ، وسبق وان اكدت وسائل الإعلام الأمريكية نفسها ذلك ، وان هذه القوات يمكن ان تنقلب ضدها عند حصول أية مواجهة بين اميركا وايران ، وهذا يفسر مصطلح ( الرهائن الأمريكان ) في العراق حسب الإعلام الأيراني ،،

ثانيها : علم اميركا الأكيد ، والمتأخر جدا ، بأنها مرفوضة من قبل اكثرية عراقية ساحقة غيّبتها وسائل الإعلام حسب ، ولكنها حاضرة تنتظر أية فرصة للخلاص من الإحتلال ،،

وثالثها ، أن القوات الأمريكية المتعبة في العراق غير قادرة على مواجهة أرضية مباشرة للجيش الأيراني في حال حصول اي حرب بين الطرفين ،،

ورابعها ، تهديد ايران باستعمال النفط سلاحا من خلال غلق مضيق هرمز ، وهي قادرة على ذلك ، وهذا ماقد يشعل حروبا أخرى من نوع آخر كلها ستكون ضد اميركا وحلفائها ، وهذا ما تستقتل اميركا لتحاشيه ، لأنه قد يكون الضربة القاضية لقطبها الأوحد ،،

وخامسها ، التهديد الايراني المباشر لمصالح اميركا في كل دول الخليج العربي التي قتلها ترهل الإتكال على اميركا وحدها دون دول العالم .

ومن هذا يتضح أن الخيال الذي هيأ لصانع الحروب الأمريكي انه قادر على شراء اتباع ايران الذين إدعوا أنهم عراقيين ، بأموال عراقية منهوبة ، قد أثبت حماقة تأريخية فريدة ، سمّتها أيران ( معجزة أيرانية ) ، ونسمّيها نفوذا ايرانيا نجح في الوصول الى حدود الكويت والسعودية والأردن وسوريا ، كما نجح وبإمتياز في إستعمال النفط سلاحا لتدمير شامل أقليميا ودوليا ، على حساب أميركا التي مازال بعض قادتها ينامون على وسائد غرورهم ونفاق حلفائهم .

الصراع القادم على النفوذ في العراق ، بعد زوال الصراع بين اميركا وايران ، سيكون واضحا بين مقاومة وطنية عراقية ، سنية وشيعية ، ضد أيران وحلفائها في المنطقة فقط .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــ

خلبيات كوندستانية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يبدو ان التحالف ( الكوندستاني ) المختار من قبل ( هدية الله ) لتجارة الحروب في شمال العراق مصرّ على إتحافنا بالمضحكات المثيرة للرثاء !! . فقبل التهديد بإنشاء حائط مبكى نفطي في كركوك بقوّة السلاح هدد منكود البرزاني بتقسيم العراق اذا لم ينل ( قدس اقداسه ) ، وزحفت قواته الى هناك ، ولكنها مرّت هواء في شبك ، متزلجة على رفض اهل المدينة للمباكي الكوندية .

ما يثير الرثاء حقا ان تجار الحروب الذين يؤثثون واجهة المضبعة الخضراء اليوم ، تحلق بهم رياح جشعهم الى ابعد مما يستطيعون تحمل مسؤوليته ، وابعد مما يستطيعون السيطرة عليه كشاري بلاءات لغيره ، تتضخم فتنقلب عليه بلاءات بلا حل ّ ولاربط ولا فل ّ ، فلا يدري تاجر الحرب اي جشع يتبع ، واي جشع يؤجل ، وقد حل جشع جديد من الجشع الموروث القديم كما يحصل اليوم في شمال العراق ، وجنوبه ، ووسطه .

ولأننا نتحدث عن الشمال ، فمثالنا هو ابن العم ( بككا ) التركي المقيم على حساب كرامة اهلنا الأكراد ، وعلى نفقة الشعب العراقي من جهة منكود البرزاني ، وابن العم ( تككا ) الأيراني الذي يتمتع بذات الخدمات من ضلع العراقيين الدسم من جهة شحاذ السليمانية الأعمى أجلال الطالباني ، حيث إختلطت تجارة الحرب بتجارة الكرامة الإنسانية لكل من شاء حظه السئ اذا لم يكن مؤيدا للزعيمين ان يقع تحت طائلة قوات الكوند التي تسظل القوات الأمريكية غطاء وجشع الزعيمين فراشا على حساب اكراد العراق الذين تناهبتهم المنافي .

واذا كان من الحقوق المسلّم بها ان الدول تمتلك حق ردّ الفعل والدفاع عن نفسها إزاء من يخترق حرمة حدودها فقد ركب جناحا الكوند هذا الحق موهومين بأنهما قادرين على لعب الثلاث ورقات ( السي بندي ) ضد تركيا وايران وسوريا في آن ، بعد ان إستوطنا المضبعة الخضراء ملاذا من ( عيون الحساد ) الأكراد والعرب والتركمان واليزيدية ، وابناء الديانات العراقية ، ممن لم يجيروا كناهم العراقية على عمالات مزدوجة كما يفعل هؤلاء .

وشاءت تركيا مؤخرا ، وبلباقة حربية ، ان تتعامل مع كل النوايا ( الحسنة ) الكوندية دفعة واحدة ، وبضربة واحدة ، فإستعملت حقها الدولي الطبيعي ، على حقيقة عدم وجود دولة عراقية وطنية ، ضدّ الأذى الكوندي الذي إقتبع ( البككا ) مشكلة تركية ، فقصفت تركيا تلك النوايا في مغاراتها . والمضحك المثير للرثاء الذي حصل هو ان ابطال الكوند إبتلعوا لساناتهم كلها ، ونسوا تهديداتهم بإحتلال كركوك ، وولى التهديد بتقسيم العراق مع اوّل قنبرة .

سارعوا كعادتهم الى حلفائهم في المضبعة . وما يثير الرثاء ، بعد القهقهة ، انهم دعوا حلفاءهمالعاجزين اصلا عن حماية انفسهم بأنفسهم هناك : ( للتصدي لملف القصف التركي للأراضي .. " العراقية " !! .. في اقليم كردستان ) ، والعراقية هنا لاتظهر إلا ّ عندما تقوم ايران او تركيا بتلقين تجار الحروب الكوند بعضا من الدروس التجارية في طول اللسان ومحدودية الجشع ضمن حدود العراق الذي قاموا ببيعه جملة ومفردا .

عجيب هؤلاء هو زوال الخجل ، الوطني والشخصي ، من أجنداتهم ، فهم في ايام الرخاء طلاّب إنفصال عن العراق على خارطة كوندستان من جنوب بغداد الى جنوب ارمينيا ومن اروميا الأيرانية الى البحر المتوسط ، ولكنهم عندما يواجهون قوات الدول التي يريدون تقسيمها علنا يتذكرون انهم محسوبين على العراق !!. وغريبهم انهم يعرفون ان من يستنجدون به من ( قواد ) المضبعة الخضراء هم الصنف الأول من متعددي الجنسيات الذين يحتقرهم العراقيون ، وكأن المسألة تشبه تيه أعمى يستنجد ببصير !! .

عادل برواري عضو برلمان المضبعة ، عضو لجنة ( الأمن والدفاع ) الكوندية ، العاجز عن حفظ الأمن في مملكة كوندستان الصغرى ، والعاجز نهائيا عن الدفاع طبعا وطبعا عنها ، إستنجد بحكومة المالكي من القصف التركي ، مشكورا مرتين :

مرة لأنه إضطر للإقرار بأن تلك الأراضي الشمالية ( عراقية ) ، ومن ثم فقد أقر ضمنا للكمخة التركية المليون بأنها ملك للعراقيين جميعا وبدون إستثناء ، ومرة لأنه أعلن وبدون لف ولادوران أن خلبيات قادته عن الإحتلالات والتقسيمات هي مجرد عنتريات زائفة في زمن كوندي زائف !!.

ولله في أمر الكوند العراقيين على اراضينا حكمة ، اولها موالاتهم للأجانب ورعبهم منهم في آن ، وثانيها بطولاتهم الخلبية ضد العراقيين وغيرهم .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــ

مجسّات الزلازل العراقية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على ذمّة علماء الزلازل الأرضية أن : الفئران والجرذان والأرانب والكلاب ، وغيرها من الحيوانات ، تعمل بغريزتها كمجسّات هزّات أرضية وزلازل وبراكين ، فتهرب قبل الإنسان الغافل ، كالعادة عمّا يجري حوله ، من خطرها مصابة بذعر قد يوصّف أحيانا بجنون أو مايشبه الجنون .

+ + +

تشابكت ، حبلى ، مكوكيات المضبعة الخضراء في شقها الكوندستاني ، في ايام العدّ التنازلي لرحيل القوات الأمريكية عن العراق ، وبشكل لافت لنظر حتى عميان التحليل والتحلل السياسي . نيجرفان يبحث مع المسؤولين الأيرانيين موضوع حائط مبكاه : كركوك !! وكأن نفط كركوك صار شأنا ايرانيا !! لاعجب !! وعباس البياتي عضو المجلس الأعلى للثورة الإسكلامية الأيرانية يبحث مع شخصيات تركمانية في اسطنبول ذات حائط المبكى . عرب العراق ( 80% ) من الشعب العراقي في الأقل مغيبون لاوجود لهم . برهم صالح بإمتياز حقه الكوندستاني في نيابة رئيس الوزراء المحاصر في بغداد سيطير ايضا الى طهران .

ملاّ منكود إختفى من مسرح العرض في شمال العراق في سفرة وصفت بأنها مفاجئة . يقول المراقبون ان وجهته ليست الولايات المتحدة التي نصبته رئيسا لمناكيد كوندستان ، ويقول المقربون أنها (سفرة علاجية ) ربما الى دولة أوربية ، بعد إصابته بمرض نفط بابا كركر وماحوله كما يبدو ، فيما يفلسف هوش يار زي باري وجهة نظر المضبعة الخضراء في مستقبل العراق المحتل مطالبا اميركا بجدول واضح ، بالأيام والساعات ، لسحب قواتها ، وقواته المحلية مازالت تمارس لعبتها المفضلة ( عسكر وحرامية ) مع المقاومة العراقية ، وقائد قوات حرس ملالي الثورة الإسلامية الأيرانية يهدد بغلق مضيق هرمز !! .

ولكن لماذا كل هذه المكوكيات ، المتسارعة ، المضطربة ، القلقة ، الخالية على طول خطوطها من عرب العراق ( الشوفينيين القومجيين ) ؟! .

إنها نذر زلزال يقترب !! .

أولا : المفاوضات السلمية بين اميركا واوربا مع ايران حول ملفها النووي وصلت الى طريق أكثر إنسدادا من اي وقت مضى ، وتضاءلت فرص الحل السلمي لصالح الحل الحربي .

ثانيا : ثمة علاقة مباشرة بين كثافة وجود القوات الأمريكية في العراق وإقتراب الحل الحربي لملف ايران النووي ، لتجنب أية مواجهة برية مع ايران في العراق .

ثالثا : حالما تصل كثافة القوات الأمريكية في العراق حدّها الأدنى تكون حكومة المضبعة الخضراء ، بقضها وقضيضها ، من الشمال الكوندي الى الجنوب الجيمس بوندي ، أمام خيارين لاثالث لهما على الإطلاق :

إمّا :ان تعود المضبعة الى اصلها الأيراني فتستقدم قوات عسكرية أيرانية لتساندها مع بيشمركة كوندستان ضد الشعب العراقي ،،

أو : أن تواجه وحدها المصير الحتمي المعروف تأريخيا لكل الحكومات التي نصبها إحتلال أجنبي في كل دول العالم ، وهذا يعني ببساطة إنتحارا جماعيا للعملاء متهددي الجنسيات .

رابعا : في حالة نجاح ايران في غلق مضيق هرمز ، سينقطع رزق حرامية المضبعة الخضراء ، ولهذا إزدادت مكوكياتهم الى الأردن وسوريا لفتح منافذ نفط بديلة عن الخليج فضلا عن منفذ تركيا ، وإستباقا لأي زلزال في الخليج .

خامسا : التقارب الحاصل بين ( عرب ) ايران في العراق وبين بيشمركة كوندستان حول نفط كركوك ، هو صفقة نفطية إستباقية لغلق مضيق هرمز ، او اي زلزال له علاقة بالنفط ، وتحت حراسة ايرانية تجمع ( رأسين بالحلال ) المضبعي .

الرابح الوحيد ، نظريا ، من زلازل الأيام القادمة هم تجار الحروب العراقيين ، لأنهم كما تلك المجسات التي تعمل بالغريزة ، منشار ( طالع ) يأكل مع اميركا ، ( نازل ) يأكل مع أيران !! . واذا كان الجائع الوحيد من هذه الصفقات الإستباقية هو: الشعب العراقي كالعادة، فالخاسر الأكبر ، بذنب ودون ذنب ، هم : تجار النفط العرب ، لأن عرض الممر البحري لمضيق هرمز ، الصالح لمرور ناقلات النفط لايتجاوز ( 7 ) كيلومترات ، وهي مسافة ضيقة ( ساقطة بالنار ) ، كما يقول خبراء العسكر والحروب ، وبقية عرض المضيق ساقطة بطولها إذا ما لغّمت بالغام بحرية ، وبحماقة من فضلوا مجاورة تجار حروب متعددي الجنسيات في العراق على أصالة شعب ( 80% ) منه من المغدورين من اولاد ( عمّنا ) رحمه ورحمهم الله على طول وعرض كل المضائق !! .

+ + +

عساكم عرفتم الآن لماذا هي طهران عامرة بتجار الحروب الآن !! .

إنهم مجسّات الزلازل يا اولاد العم !! .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــ

الأمراض الرسمية للمضبعة الخضراء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما اراد الله سبحانه تعالى ان يقضي على الفرعون أذلّه ببعوضة قضت عليه ، وعندما أراد ان يغربل الشعب العراقي أذل ّ تجار الحروب المختفين بين صفوفه قبل الإحتلال بتوثيق ظهورهم على دبابات امريكية تغزو العراق دون سبب معقول واحد غير :

الإستيلاء على ثرواته وطرد أهله منه .

وماكان يعدّ من أعاجيب الشعوب وغرائبها ماعاد عجيبا ولاغريبا في عراقنا الجديد ، لأننا وحدنا من دون شعوب الأرض نخضع في يوم العراق الجديد بقوة سلاح الإحتلالين وذيلهما الكوندي لقادة ومسؤولين تعددت جنسياتهم كما تعددت ولاءاتهم ، جاءوا على دبابات أمريكية وبغال ايرانية وحمير كوندية ، ونجحوا حقا في تشريد ستة ملايين منا وقتل اكثر من مليون واعتقال عشرات الألوف دون ذنب غير ولادتهم في العراق ، وحولوا العراق الى واحد من أفسد الدول في العالم .

وها ربّك يذلّهم ، ولا شماتة ، بما هو أصغر وأدق من بعوضة فرعون ، فسرطن عبد العزيز الحكيم ، ولكنه ( حرمنا ) من مرأى خواتمه اللمّاعة ( طاردة عين الحسد ) ، ( جلاّبة الحظ السعيد ) ، كما ( حرمنا ) ، والحمدلله ، من بريق نظارتيه الأنيقتين ، و( بهجة ) إدعائه بأنه ( عراقي ! ) جاء مع دبابة أمريكية ، وحرمنا من ( مسرّة ) رؤاه الفارسية لتقسيم العراق الى هدايا لتجار الحروب من رفاقه واشباهه في سلاح فرقة حصان ( طروادة ) العراقي .

وأظرف ماجادت به قريحة إبنه ، كأسوأ خلف لأردأ سلف ، انه يحلم بجعل العرب ( يقبلون يديه )، بعد تقسيم العراق الى فدراليات ، من أجل دخول ( جنات الحكيم ) التي ستنصب على آبار نفط الجنوب ، وأطرف ماقاله مؤخرا ، بعد غياب أبيه ، ان العراق ماعاد عربيا ، مع ان مالايقل عن ( 80 % ) من شعبه مازالوا يعتزون بقدر الله هذا في خلقهم عربا ، وكأن الولد يصارع بالوراثة نيابة عن أبيه مرض الرؤى الفارسية المسرطنة .

وسرعان ماتلوث دم الطالباني ، القادم من ربوع كوندستان ، فنقل بسرعة الى الأردن ، وتحت حمّاه وخراب رؤاه تبارى مع باقر جبر صولاخ في فقع التبجحات هناك ، فقال الأول ان بيشمركة كوندستان قادرين على إجتياح محافظة نينوى خلال ( 6 ) ساعات ، ولكنهم مازالوا منذ ( 6 ) سنين تقريبا محاصرين في المخيمات التي إستولوا عليها تحت حماية القوات الأمريكية ، فيما أنكر الثاني أنه يحمل ( ثقافة البعير العربي ) ولكن حكومة المضبعة الخضراء كانت ومازالت تقبل كل ما يعرض عليها ، وبدون إستثناء ، من أجل مجرد زيارة من مسؤول عربي ، حتى ليقال ان المعزوفة المفضلة لكل وفد متعدد الجنسيات والولاءات قادم من المضبعة الخضراء الى أية دولة عربية يستهل اللقاء بأغنية :

( زورونا بالسنة مرّة حرام ) !! .

واذا كان لاأحد يؤكد أو ينفي أسباب زيارة ملاّ منكود لإسرائيل ، إذ قال بعضهم أنه ( حجّ ) الى هناك من جراء طلقات نارية أصابته من قريب غاضب من سوء توزيع حصص اللصوص الكوند ، وبعضهم يقول أنه : ( ذاك المرض ) حسب الشفرة العراقية التي تصنف الأمراض الخطيرة القاتلة التي لايتسيغ اللسان حتى لفظ إسمها ، فهاهو يختفي عن مسرح الكوند فجأة ، ويقال أنه في طهران ، حسب العلاقات الوراثية منذ عهد الشاه ، وربما في أوربا للعلاج من ( ذاك المرض ) .

وحالما تأزمت مشكلة كركوك في البرلمان العراقي الجديد ( بالكاغد ) الأمريكي الأيراني الكوندي ، تأزمت صحة طارق الهاشمي فطار فورا الى تركيا ، من جراء ( ذاك المرض ) ، حسب إدعاء محبّيه الكتومين ، وربما لإصلاح ذات البين بين نور وحبيبها مهند التركي على الطريقة الإسلامية المحسنة في معامل كوندي حسب غير المحبّين ، أوربما لغرض الشفاعة لتركيا عند اوربا لقبولها عضوا في الإتحاد بوصفه ( قائدا عالميا كبيرا ) ، ولم يعد ( المجاهد ) حتى هدأت نيران حقل باباكركر، من قبل حلفائه الكوند وعرب وتركمان كركوك ، الواقعين تحت شعار حزبه ( الإسلامي ) .

وباغتنا محمود الشمهداني بسفرة مفاجئة الى الأردن ، مريضا بإرتفاع ضغط الدم ، من كثرة تناول اللحوم الدسمة كما ترجح التقارير ، وإنخفاض السكر !! وهذا ماحيرني حقا ، وأدهشني وأثار إستغرابي على غير العادة ، لعلمي بأن ( المؤمنين حلويين ) يصابون عادة بإرتفاع السكر ، ولكن عراقيا خبيثا طمأنني الى أن الشعور بالخسارات الكبيرة قد يخفض السكر ايضا ، ففهمت أمر القصرالهدية الكوندية للمشهداني الذي إستعاده ملاّ منكود من صاحبه غاضبا منه لأنه لم يمنحه حائط مبكاه في كركوك .

كل هؤلاء ( الأبطال !؟ ) مصابون بأمراض سريرية ، والعياذ بالله ، ويتعالجون من ثروات العراق المنهوبة ببذخ وسخاء مصحوب بدعاءات العراقيين المنكوبين في ( تعجيل الأجل ) ، مع ان هذه الأمراض قد تشفع لهم في المحاكم القادمة تحت عذر ( وليس على المريض من حرج ) حتى لو صار عميلا يعين أجنبيا على غزو بلده . ولكن لاشفاعة لهم قطعا ، مادامت أحوال العراق ( بخير) كما يدعون ، من تلبية دعوة بريئة لشرب قدح شاي في أقرب المقاهي الشعبية ، وفي أية مدينة عراقية ، دون حماية من متعددي الجنسيات .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــــ

حكمة ( الملالي ) لإستيطان الدوالي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد يذهب بنا الرثاء احيانا الى جرف من لايستحقون الرثاء ، ولكنه في الأغلب الأعم رثاء ساخر مر ّ عندما يجد المرء نفسه إزاء من عرض نفسه شقيا خطيرا لايقهر ، ثم يكتشف المتابع ( للعيّار حتى باب الدار ) انه مجرد شحّاذ موهوم بقوة خنجره ، تحوّل وفقا لخلّبياته الى مكمخة ثابتة في مكانها عاجزة عن الدفاع عن نفسها قبل الدفاع عمّن إدّعت انهم وقعوا ضمن حماها .

مستقويا بمن أعطاه خنجرا يطعن به أهله ووطنه ، يشحذ ملاّ منكود كركوك ، وخلفه ( دي مستورا ) ممثلا عن الأمم المتحدة على إهانة العرب والمسلمين في كل مكان ، ويحرك الجميع السيّد كرّين ، ( كروكر ) سفير اميركا ، المحاصر في حي التشريع ببغداد ، ومن ابعد الزوايا يلقنهم سفير بريطانيا بربّانية ( فرّق تسد ) التي لقنها العراقيون درسا في مستهل القرن الماضي وثنّوا على الدرس في مستهل هذا القرن ايضا .

وبعد ان طردوا على إصرار آخر نقطة حياء ، وذرّة غيرة ، وطنية من قبل ( 127 ) نائبا عراقيا ، رفضوا تأسيس حائط مبكى لقادة الكوند عند آبار نفط كركوك ، وهي كمخة عراقية بإمتياز جعلت ملاّ منكود يصف بأنهم بأنهم ( حقراء ) لأنهم لم يستسلموا لإغرائاته السخية وسم ّعطاياه ،، جاءت الكمخة الثانية ، وقد تكررت من قبل ، من ايران وتركيا في آن ، على توقيت يمكن ان يوصف نكتة أقليمية من دولتين سبق وان هددهما ملاّ منكود بالتقسيم ، فقصفا كل ريشات بطولاته ، واذا هو يستنجد مرعوبا بحكومة المضبعة الخضراء العاجزة عن نجدة نفسها !! .

تلقى ملاّ منكود وشريكه ملوّث الدم الطالباني صفعة في بغداد وركلتين من الشمال اذن وخلال اقل من شهر عراقي واحد ، واثبتت الأيام انهما ليسا بالشقيين الخطرين قدرما هما ذلك ( الشحاذ الأعمى الواقف في باب جامع السليمانية ) وذلك الشحاذ الذي يضرب به المثل للسخرية والرثاء في الأمثال العراقية ( شحاذ كركوك يطرق الأبواب مستجديا وخنجره في حزامه ) ،، كما اثبتت الأيام انهما ليسا ( ببطلين ) قوميين للأكراد الذين إنحدروا بهم على منزلق تجارة حرب دموية أهدرت كرامة الأكراد في عموم الشرق الأوسط .

وإزاء ما حصل لم يجد ملاّ منكود غير ان يقف على المسرح ( بالزلط ) ليغري عرب وتركمان كركوك ، لعله ينال حائط مبكاه ، فقال مستعطيا : ( أعطونا كركوك ونعدكم بمكاسب كبيرة جدا ) !! . وأي وعد هذا ، ومن أي منكود !! . واراهن أنه أضحك يوم وعده كل عرب وتركمان كركوك الذين جربوا وعودا من أسلافه مازالت مسجلة في تأريخ تجار الحروب الكوند الجدد والتي ورثوها على سلوك تجدد ضد الشعب العراقي في كل مكان .

إزاء كمخات من ايران وتركيا يصرخ شحاذو السليمانية وكركوك بأن الشمال : عراقي !! . وإزاء حائط المبكى الكوندي في كركوك يستعينون بالأجنبي الذي وظفهم مسامير أحذية لجنوده الغزاة ضد الشعب العراقي ، وكأنها شيزوفرينا مجانين ، او حشاشين ، ماعادوا يعرفون يمينهم من يسارهم ، ومقدماتهم من ظهورهم ، غير إتجاه واحد هو ان : يمتلكوا حرية التصرف بكامل تراب العراق ، وحتى تراب دول الجوار ، ولاضير عندهم من إستعباد الآخرين حتى لو كانوا الأكثرية المطلقة من هذا الشعوب .

ولأن الخبيث يظن ان خباثته غير مكشوفة فقد قال ملاّ منكود ، وارجو التركيز على معاني ماقال : ( نحن مستعدون للتوقيع على أية " ورقة " ضمانات يريدونها وبإشراف الأمم المتحدة وحضور السفارة الأمريكية وأية سفارة أخرى يقترحونها " بشرط " : أن لاتكون قانونا ــ !! ــ وتكون " ورقة " رسمية ) فقط !! .

أولا : جعل هذا الإمّعة قضية حائط المبكى الكوندي في كركوك قضية ( دولية ) ، كما لو أنه حكومة مستقلة تفاوض حكومة اجنبية مستقلة اخرى .

ثانيا : ينظر ، لخباثة ولؤم في جيناته الوراثية ، الى ان هذا الإتفاق لايمكن ان يكون قبولا من ( سيادته ) الإ اذا جاء على مجرد ( ورقة ) قابلة للأكل من قوارض تأريخه الشخصي .

ثالثا : يستعين بمن عيّنه قائدا للكوند عن وظيفة عميل وخائن : السفارة الأمريكية !! ولا أدري لماذا لم يطلب حضور السفارة الإسرائيلية الحاضرة في مقره .

رابعا : يعلن وهمه بان العراقيين ( يثقون ) بسفارة اميركا والأمم المتحدة على إهانتنا .

خامسا : يعلن إفلاسه المطلق في العراق وفي دول الجوار في آن ، لأنه إلتهم تهديداته بضم كركوك بالقوّة حالما تلقى دغدغة بسيطة بالمدافع التركية والأيرانية ، تزامنت مع رفض عرب وتركمان كركوك لحائط مبكاه عند حقل بابا كركر .

سادسا : تورّط ملا ّ منكود وشريكه ملوّث الدم بإستيراد نصف مليون كوندي من دول الجوار وعدوهم ( بمكاسب كبيرة جدا ) من عملية إستيطان كركوك الكوندية ، وربما وعدوهم برواتب تدفع على وفق براميل نفط مقطوعة ، ولكنهم فوجئوا بأن لامكان لهؤلاء في حسابات المستقبل العراقي إزاء الرفض العراقي الصارم لهم .

سابعا : اثبت ملا منكود ان نكتة ( عصفور يكفل زرزور وإثنينهم طيّارة ) التي يتداولها العراقيون سخرية من كافل لص ّومكفول حرامي هي واقع كوندي بإمتياز .

ولله في أمر ( ملالينا ) وورثتهم حكمة !!

أولها : أنهم لايشبعون من دماء الأبرياء ولا من أموالهم التي ينهبونها ،،

وآخرها : أن العمالة يمكن ان تكون وراثية حقا ، ولكن علماء الوراثة عنها غافلون .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

القانون العراقي بين الحكاية والنكتة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمرها غائم ، بين خرافات عجائز ونكات مخمورين ، تلك الأخبار التي ( يتحفنا ) بها إحتلالان وثلاث ورقات كوندية ، فما أن يقبض على رافض لهذه الخبطة الإحتلالية متعددة الجنسيات حتى يختتم خبرالقاء القبض بوصف بات اكثر من مضحك : ( قائد ، او عضو ، في تنظيم القاعدة ) او ( خارج على القانون ) ، وفي الأغلب الأعم للتعتيم ( إرهابي ) ، فيفهم المتابع فورا ، ودون ان يضطر لسماع تفاصيل الخبر ، جغرافيا الإنتماء للختم الأول : أن المقبوض عليه عربي سني ، فيما يوصّف الختم الثاني : شيعيا من خارج التبعية الأيرانية لحكومة المالكي ، ويوصف الثالث عموم العراقيين .

قوائم تضم عشرات الألوف من العراقيين ، في المحافظات العربية بشكل خاص ، تمتلكها المضبعة متعددة الجنسيات نقلا عن جواسيسها ، وطريفها أن بعض الأسماء قضى نحبا قبل ان تناله ( بركات ) الإحتلال ، او هجّر مرغما خوفا من فرق الموت ( الديمقراطية ) ، واذا كان قد هاجر على حظ ( حسن !؟ ) الى بلدان الجوار الحسن وحتى غير الحسن فقد ( نجا بجلده وماله . وجلّ الاسماء في تلك القوائم كاد ويكيد لها جواسيس المضبعة مقابل ثمن معلوم ، حتى صار وصف ( مشتبه به ) القي القبض عليه بموجب قوائم المضبعة مناسبة للإحتفال ، وربما السعادة ، عند ذوي من يقبض عليه على هذا الوصف المخفف ( الرقيق ) .

وهذا مامرّت ، وتمرّ ، به عشرات الألوف من العوائل العراقية ، في شمال وجنوب وشرق وغرب العراق ، وفقا لإحداثيات الصولات المكّوكية لجيوش ( ملاّ فسيفس ) ضد ( الإرهابيين ) من شعب العراق ، والتي صارت عوائله تفضل ان تؤجل خيمة العزاء اذا ما إستشهد لها واحد من ذويها لئلا ّ يقبض على بقية افراد العائلة صباحا ، ولا احد يدري في اي من الوف السجون صارت البقية في المساء ، فيما إنتقل البعض الآخر متخفيا الى أماكن أخرى اذا كان فرد من العائلة قد شغل وظيفة ضابط في الجيش القديم او شخصية وطنية معروفة او رافض متزمت للإحتلالين وورقتهما الكوندية ، حتى ماعاد احد يعرف اين صار ذلك ( الأحد ) في مدلهمّات العراق ( الجديد ) .

+ + +

( القانون ) حسب عرف الإحتلال هو :

تحويل الشعب العراقي بكامله ، من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ، الى مجموعة من السواتر الحربية الترابية ، تلوذ خلفها مجموعات من اللصوص وتجار الحروب تحت إسم ( الحكومة ) ، فيرى المرء اكرادا بسطاء في الشمال تهان كراماتهم الوطنية والشخصية من جرّاء الجشع المحلي والأقليمي لعصابات ( الكوند ) التابعة للطالباني والبرزاني ، ويجد المتابع اكرادا يفضلون ( جحيم ) الغربة على ( نعيم ) تجار الحروب الذي استقووا على ابناء قوميتهم بقوات احتلال ، طريفها انها راحلة ، وظريفها ان عملائها يحلمون بالبقاء .

وفي شمال العراق ووسطه وغربة وشرقه وجنوبه تحول العراقيون الأبرياء الى مجرد اكياس رمل متنقلة ، لايعرفون في اية لحظة يقتلون ومن قبل من ، حتى ان بعضهم صار يكتب اسمه وعنوانه على كفه ، وربما على قدمه ، خوفا من رصاصة طائشة او متفجرة لاتفرق بين وطني وإرهابي الإ ّ بحجم الشظية القاتلة ، مادامت عشرات الجهات تدّعي ( حب ّ ) هذا الشعب الذي ظلمته الحروب وآبار النفط ولكنها تستخدمه مجرد اكياس رمل تحتمي بها من أعدائها ، وصار المشهد الثابت ان العراقي في هذه الأيام لا يعرف ان كان من يركض نحوه قد جاء محبّا ام قاتلا .

( القانون ) في مستعمرة العراق هو :

حرمة غنائم تجار الحروب : اموال العراق وثرواته الطبيعية المستولى عليها من قبل عصابات واضحة المعالم ربطت مصرها بمصير قوات الإحتلال ، وحرمة معسكرات الإحتلال ، وحرمة الميليشيات التي تطيع قادتها من تجار الحروب وحدهم ، ولا وطن ، ولا عراق ، غير طاعة متعددي الجنسيات ، من الأجانب وممّن يدعون انهم عراقيين ، الذين يحكمون بلاد ما بين الإحتلالين . فلا ميليشيات الكوند تطيع ميليشيات ملا ّ فسيفس ، ولا ميليشيات ملا ّ فسيفس تعير حياة الآخرين أهمية ، الإ حسب قربها وبعدها عن البيتين الأبيض والأسود المتنافسين على اوسع مساحة من ارض العراق واغناها نفطا ، وكأن القانون مجرد نكتة او خرافة نفوذ نفطي .

و( القانون ) في عراق العمائم :

لايشمل غير من وقعت كناهم وكناياتهم خارج التبعية للإحتلالين وذيلهما الكوندي ، حتى لو كانوا من غير القاعدة ، ولا من القمّة ، ولامن اطرافهما البعيدة او القريبة ، ولايعرفون عن الإرهاب اكثر من إرهاب فرق الموت التي نبعت من تحت عمّات الإحتلالين وذيلهما . وصار القانون وحده في العراق يمثل : الّلاقانونية في كل منحى . وكأن الحياة تمشي اليوم في عراق ما بين المستعمرتين على رأسها رافعة رجليها المستسلمتين لكل من هب ّ ودب ّ من متعددي الجنسيات !! .

الجمعة، 1 أغسطس 2008

القسم الرابع : الشرق الأوسط الأيراني الجديد ومقالات اخرى

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرق الأوسط الأيراني الجديد !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الكلمة الإذاعية الأسبوعية للحزب الديمقراطي الأمريكي رأى السيناتور جاك ريد ان الديمقراطيين لن يتوافقوا مع استرتيجية الجمهوريين التي تعودت ان تكتب ( صكوكا على بياض ) لتمويل الحرب في العراق ، وتلك من الحقائق التي يتداولها الشارع الأمريكي ، ومن الحقائق شبه القاتلة لمستقبل الحزب الجمهوري في البيت الأبيض ، من حيث ان مصدر هذه ( الصكوك على بياض ) هو دافعو الضرائب الأمريكان الذين ملّت و قرفت نسبة ( 70% ) منهم في الأقل من هذه الحرب وكذّابيها في البيت الأبيض والمضبعة الخضراء .

جاك ريد قال في كلمته تلك : ( في الوقت الذي تكلف فيه الحرب عشرة مليارات دولار شهريا ، يدفع الأمريكان اربعة دولارات لكل غالون من وقود السيارات ، واقتصادنا يعاني بشدّة ، ولذلك لايمكن ان نستمر في السير على الطريق الذي يريده لنا الرئيس جورج بوش ومرشح حزبه للرئاسة جون ماكين ، وان نكتب صكوكا على بياض بعد صكوك على بياض لتمويل هذه الحرب ) !! . كلام واضح جدا ، وصريح جدا ، يوصّف طريقين متناقضين تماما في رؤى الحزبين الأمريكيين المتنافسين على كرسي الرئاسة .

وعلى الجبهة التي لم يتطرق لها جون ريد ، ربما لتكتيكات إنتخابية ، لم يحن موعدها ، حيث توظف مشكلة إحتلال العراق على أجندات ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) في كل دول الشرق الأوسط ، قال اللواء محمد علي جعفري ، قائد الحرس الثوري الأيراني ، مشكورا مرتين :

مرة ، لتأكيد حقيقة يعرف العراقيون تفاصيلها واسرارها ، وتتجاهلها دول الجوار العراق عن عمد ، وربما عن حماقة كما تفعل إدارة بوش حاليا لأسباب مختلفة ، وهي ان ايران صارت : من دول الجوار المباشر لتركيا وسوريا والأردن والسعودية والكويت ،،

ومرة ، لأنه اعلنها ( معجزة ايرانية ) على ركامات الإحتلالات المركبة الموجهة ضد الشعب العراقي وهي معجزة سرطانية القابلة للإمتداد ببساطة الى هذه الدول .

قال قائد الحرس الثوري الأيراني : ( الأمريكان رغبوا في تشكيل حكومة مناهضة لأيران ولكنهم فشلوا ) !! . ولم تنته الصفعة الأيرانية لأميركا وحلفائها عند هذا الحدّ . سر ( الفشل ) الأمريكي هنا معروف للعراقيين ولكل شعوب دول الجوار ، ولكنه فشل يعد من اخطر الفضائح الإنتخابية لإدارة بوش وحزبه الجمهوري ، من حيث ان نسبة لاتقل عن ( 95% ) من الشعب الأمريكي لاتستسيغ فكرة ان تحقق العمّات الأيرانية ارباحا مثل : الإستيلاء على العراق ، بأموال دافعي الضرائب الأمريكان وعن حماقة ارتكبها الجمهوريون وحلفائهم هناك .

من المعروف ان ادارة بوش المؤمنة ايمانا دموية بأن ( الغاية تبرر الوسيلة ) قد إستعانت بميليشيات عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة ، وهما ايرانيتان اصلا وفصلا ، على أمل ان صانع المعجزات الأمريكي قادر على ترويضهما في اقفاص التقية الأمريكية لاحقا بحرارة الدولارات المنهوبة من ثروات العراق ، ولكن أيران كانت أفطن ، وهذا يحسب لها بكل تأكيد ، من حمقى اميركا والشرق الأوسط ، فربحت الدولارات مع كل المفاصل العسكرية والأمنية في حكومة المضبعة الخضراء ، وبقيت تحمل السلاح ( مهادنة ) في ذات الفندق تحت راية الولي الفقيه الأيراني .

تقارير عسكرية وأمنية أمريكية كثيرة نشرت قبل سنين عن هذا النفوذ الأيراني في العراق ، ولكن خلت وسائل الإعلام الأمريكية من كل هذه التقارير في هذه الأيام ، بشكل خاص ، لئلا تكون سببا مباشرا لفضيحة جمهورية امريكية بإمتياز أيراني تطيح من خلال صناديق الإنتخابات بصناع الحروب الخاسرة من الحزب الجمهوري المولع بالأكاذيب الحربية ولصوص ما بين النهرين . وقد تكون وسائل اعلام الحزب الديمقراطي قد أعدّت لهذه الفضيحة ما يناسب ظرفها الإنتخابي ، على حقيقة ان القوات الأمريكية تواجه في العراق الآن نارا أيرانية مباشرة مهادنة حب توصية الولي الفقيه ، فضلا عن نار مقاومة عراقية مفتوحة منذ اليوم الأول للإحتلال .

دافع الضرائب الأمريكي الذي قيّم ( المعجزة التي لاسابق لها في التأريخ ) ، التي تحدث عنها قائد الحرس الثوري الأيراني واصفا حكومة المالكي الحالية ، لايستاء من صنع معجزات أيرانية في العراق على نفقة الشعب الأمريكي حسب ، بل سيوجّه صفعة قوية جدا ، كما يروج في شوارع اميركا ، للحمقى الأمريكان الذين ساهموا في صنع هذه المعجزة الأيرانية من ( الصكوك المكتوبة على بياض ) الدفوعة من جيوب دافعي الضرائب الأمريكان ، وعندها ستتوقف ( صكوك ) الحمقى لمنح صناع المعجزات في العراق فرصة الظهور العلني في شوارع بغداد وتخوم مابين النهرين المحتلين.

حسنا !! .

جون ريد على حق .

وقائد الحرس الثوري الأيراني في معجزته الأيرانية في العراق على حق !! .

ولكن هنيئا لمن يأكل ( حصرم ) الإحتلال المركب في العراق بدلا من ( عنب ) معجزات الرؤى الشخصية القاصرة في عموم ..

الشرق الأوسط الأيراني الجديد .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

فنتازيا الكوند في كركوك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المتابع ، لقضية ( حائط المبكى ) الكوندي في كركوك ، لايدري أيضحك من أسطورة الأقداس التي اطلقها منكود البرزاني ، أم يضحك من ( ديمقراطية ) الإستيطان الكوندي ، التي يؤسس لها الطالباني بقوة السلاح الأمريكي ، تظاهره قوة السلاح الأيراني بالتقية والوراثة . عجيب الكوند المضحك هذا ، وهم غير الأكراد الشرفاء الذين نعرفهم ، أنهم تجار حروب توارثوا خطايا الحروب في كل عهودهم ، حتى وجد الأكراد العراقيون الشرفاء أنفسهم إما لاجئين تحت كل نجوم هذه الدنيا أو مواطنين مغلوبين على أمرهم مقيدي الأيادي والأرجل معصوبي الأفواه والعيون عمّا يجري حولهم وبإسمهم .

قائد المناكيد الكوند هدّد قبل أيام بتقسيم العراق ، اذا لم يحصلّ على ( حائط مبكاه ) النفطي في كركوك خالية من اهلها العرب والتركمان والأسرى من الأكراد ! . ولأن لسان حاله بلا كوابح ، كالعادة ، لأسباب وراثية ، وبموجب العقد الذي وقعه لإشغال وظيفة وطيئة رسمية للإحتلالين ، فهو مضطر للدفاع عن مصيره بالهجوم على أهالي كركوك ، مندفعا بوعي خلا من كل كابح من ( علياء ) غروره متسابقا مع زوابع جشعه في خضم ريح الإنسحابات الأمريكية ، لعله ينال حائط مبكاه ( قبل فوات الأوان ) .

جيّش ( الشحاذ الأعمى ) من ابواب جوامع السليمانية وجوامع اربيل كل وسائل اعلامه العمياء للبكاء والنواح الجماعي على ( قدس الأقداس ) الكوندية ، وإدلهمّت خطوب تجار الحروب الكوند ، حتى ان رجلا عجوزا من عميانهم القدامى مثل فؤاد معصوم وصف هذا السباق بأنه ( كسر عظم ) لعميان الكوند الراكضين نحو حائط المبكى النفطي ، وكاد الرجل يقتبع قلنسوة ( اليامكا ) بدلا من عمّته الحمراء رمزا لتجارة الحرب !! . وردّدت كل الطبول الكوندية هذه البكائية ( الحولاء ) لإضحاك العراقيين .

أمّا فاضل عمر ، رئيس مجلس محافظة دهوك ، التي كانت قضاء تابعا لمحافظة نينوى ، فقد فقعنا بتنظير فلسفي دخل تأريخ الكوند من أعرض ابوابه المسرحية ، ولم يخرج من المشهد المضحك الأول ، فقد أشار ( مشكورا ) الى ان : ( الحقوق القومية لاتحتاج الى تصويت ) !! . وبذلك فقد أعلن هذا إنتحاره على مذبح الغباء بسلاح ذي حدّين من : ( السليمانية ) تسمية تركية الى إسم النبي إبراهيم الخليل في مستوطنة دهوك التي لايشير أي مصدر تأريخي الى ان هذا النبي كان : كونديا .

وأرسل منكود من علياء غروره بضعة آلاف من مرتزقته ( للتظاهر) في شوارع حائط مبكاه ، حاملين رايات تجار الحروب محروسة بأسلحتهم الموجهة نحو أهالي كركوك ، وطريفها انها كتبت بلغة إنجليزية لايفقه جل ّ من حملها معناها ولا مبناها !! ولم تنته نكتة ( التظاهرة ) السلمية المعززة بالأسلحة العلنية لقوات المرتزقة الكوند عند هذا الحدّ ، بل إنتهت بحرق مقر للتركمان العراقيين ، على الظن والوهم أنهم أضعف حلقات الرفض للإستيطان الكوندي ، وعلى الوهم أنهم يخيفون عرب كركوك الذين أعلنوا إستعدادهم لمواجهة هذا الإستيطان بكل اشكال المقاومة المتاحة .

ولأن كوند الطالباني والبرزاني مسكونين بمرض ( المؤامرة والمؤامرة المضادة ) لكثرة ودموية مؤامراتهم ضد قوميات الشعب العراقي الأخرى ، فقد عدّو رفض أهالي كركوك لمحاولاتهم الإستيطانية : ( إنقلابا عسكريا لإحتلال كركوك ) !! . وكأن ( كيركوك ) ، كما يلفظها هؤلاء ، ( كانت ) منذ الأزل كوندية فقط ، وكأن هذه الآبار النفطية ( كانت ) ملكا لهم وحدهم ولكن أقواما من بلد آخر ، يدعى : العراق ، إغتصبتها منهم حسب ما يدعون ! . لذا قام القادة الكوند بتبليغ قوات المرتزقة التابعة لهم بالإستعداد للهجوم المضاد ..

( إحتلال كركوك ) !! .

أرتال من مرتزقة كوند الطالباني والبرزاني دخلت ضواحي كركوك ، حائط المبكى ، يوم السابع والعشرين ، من شهر الباذنجان العراقي الباعث على الجنون في تموز العراق ، تحت ( أغطية ) فرق طبية تساند متظاهرين يحملون أسلحة الإستيطان علنا ، و( فرش ) قوات أمريكية وايرانية على الأرض تعزز زحفهم المقدس نحو حائط المبكى ، وعلى الجهة الأخرى يطبخ أهالي كركوك ، من العرب والتركمان ، وجبات طعام المواجهة الأسخن ضد هذا الإستيطان المفروض بقوة الغباء والحماقة الكوندية .

حسنا !! .

وضع تجار الحروب الكوند قدرا كبيرا من الفنتازيا العنصرية المضحكة في سوق العمالة على أثاف مأخوذة من نيران العراق الأزلية في كركوك :

أولها :ان حرية الكوند تتحقق بعبودية العرب والتركمان في العراق .

ثانيها : ان ديمقراطية الكوند اكلت أخضر القضية الكردية في العراق وفي كل دول الجوار .

وثالثها وأخيرها : ان الكوند قد إقتلعوا كل جذورهم العراقية ، طائعين راغبين وعن سابق تصور وتصميم ، من تربة العراق .

وبذلك ( حق ) لهم ، وحق للشعب العراقي في آن ، ان يعاملوا معاملة غزاة أجانب ، لاطعم ولا لون ولا رائحة لهم قطعا في العراق ، الإ ما سجّل لهم وعليهم من جرائم في تأريخ سجل جرائم الحروب .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــ

يوم الريح غير المريح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حرب اميركا في العراق ، يصفها الأمريكان بالكارثة ، والورطة ، والهزيمة ، وغير ذلك ، ويصفها العراقيون اكبر مجزرة ضد البشرية سوّدت وجه هذا القرن ، واكبر جريمة حرب لطخت بياض البيت الذي سكنه بوش . وكان كل من يستخدم هذه التوصيفات في السنتين الأولى والثانية في اميركا يتهم بعار الخيانة الوطنية والتخلي عن القيم الأمريكية ، ولكن هذه المفردات صارت لوازم يومية لوصف ما يجري في العراق على ألسنة اغلبية امريكية لاتقل عن ( 70% ) من الأمريكان ، وهم ليسوا عربا ( قومجيين ) ولا اسلاميين متطرفين ، لأن نيران جرائم اصحاب العمّات ، كردية وعربية ( سنية شيعية ) ، الذين ورطوا اميركا بحربها ضد العراق وفقا لأكاذيبهم ، نالت دافعي الضرائب الأمريكان في عمق حياتهم اليومية ، بعد ان ضربت الشعب العراقي في صميم وحدته ومعيشته وأمنه في آن .

( التغيير ) الذي رفعه اوباما شعارا يستند الى الحقيقة المذكورة ، وعلى ارضية صرح عنها الرجل في قوله ( لن اثق بمن صنعوا هذه الحرب ) ، اخذ فعله ينعكس حتى على أداء محافظي الحزب الجمهوري المتزمتين ، فراحوا يرقّقون قواتهم المسلحة في العراق باضطراد ، لتقليل الخسائر البشرية التي ماعاد يتحملها الشارع الأمريكي ، فضلا عن الخسائر المادية التي قدرت بثلاثة ترليونات دولار رافقت ركودا إقتصاديا سحق كاهل ذوي الدخل المحدود ، ويذهب البعض الى أبعد من هذا فيقول ان هذا الترقيق العسكري يمهد لحالة إنسحاب آمن مفاجئ من العراق يوم لاتبقى فيه معدات عسكرية ثقيلة غير الطائرات ، كما انه يمهد لضربة إسرائيلية امريكية لأيران .

واذا كان من ابرز معالم إطار الترقيق العسكري هذا هو اضطراد سحب القوات النظامية ، فمن المستجدات التي تؤيد هذه التحليلات وتعززها ما نشرته صحيفة الغارديان اللندنية عن شركات الأمن الخاصة ، او قوات المرتزقة الأجانب العاملة في العراق ، وابرزها شركة بلاك ووتر التي اعلنت انها ( تستعد للرحيل ) ايضا . ومع ان صحيفة الغارديان بوّبت رحيل قوات المرتزقة هذه على سجل إنتهاكاتها الإجرامية لإنسانية العراقيين ، من خلال عملها في حراسة السفارة الأمريكية و ( حماية المسؤولين الحكوميين الموالين للإحتلال ) ، إلا ّ ان الأمر يبدو أبعد من هذه التعمية بكثير اذا ما تساءل المرء عن علاقة الظرف الزمني بين إنسحاب القوات النظامية مع إنسحاب القوات غير النظامية .

وأول المؤشرات التي تسوّغ الإنسحاب ، وتعتم على حيثياته في آن ، هو إدعاء قوات الإحتلال وقوات المرتزقة المحليين في آن على أن الوضع الأمني قد تحسن في العراق ، مع ان قوات الحكومة مازالت تمارس لعبة ( عسكر وحرامية ) بين المحافظات ، وثانيها : مسح جرائم فرق الموت التي أسس لها الإحتلال الأميركي الأيراني المركب بياقة مقتدى الصدر الذي إختفى من المشهد الأمني في توقيت عجيب غريب صادف الإنتخابات الأمريكية ومشهد الإنسحاب الأمريكي ، وتحولت قوات الصدر من مقاتلة الإحتلال الى الإستقتال من اجل كراس في الحكومة التي نصبها الإحتلال ذاته ، وثالثها : مدّ نفوذ ميليشيات الصحوة السنية بالمال المنهوب من ثروات العراق ثم مطّها الى تشكيلات سياسية تحت خيمة الإحتلال ، وبذلك تحاشت القوات الأمريكية كل المخاطر القاتلة لها في حالة إنسحاب غير آمن .

ولعل سؤالا كبيرا يطرح نفسه بصدد إنسحاب قوات المرتزقة غير النظامية : من سيحمي السفارة الأمريكية إذن ؟! ومن سيحمي ( المسؤولين العراقيين الموالين للإحتلال ) ؟! وقد يجيب أحمق : القوات العراقية !! . فنذكر ونذكّر بأن هذه القوات هي مربط الفرس في التغطية لإنسحاب امريكي آمن ، لأنها موالية كليا لأميركا ولأيران ــ التي تريد لأميركا ان تنسحب لتمد أيران أطرافها من خلال هذه الحكومة مباشرة الى حدود السعودية والكويت والأرن وسوريا وتركيا ــ ولأن هذه القوات لاتعدّ بأي حال من الأحوال خطيرة على الأميركان اذا ماحاولت اللعب بذيلها من حيث انها بلا دروع وبلا طائرات حربية ولاقوات بحرية تحميها، كما انها ملغومة بمئات ، ان لم نقل بألوف ، من العملاء الأميركان .

( استراتيجية بلاك ووتر للخروج من العراق ) هو عنوان التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية ، والتي لم تستبعد وجود رابط فعلي بين عزم اوباما على سحب القوات الأمريكية من العراق ، وهي أصل قوات المرتزقة هذه ، خلال ( 16 ) شهرا من توليه الرئاسة ، اذا فاز ، ولكن المؤكد ان إنسحاب هؤلاء جاء بقرار من الحزب الجمهوري الحاكم حاليا ، على حقيقة ان ال ( 16 ) شهرا هي تقديرات خبراء عسكريون اعلنوها قبل ان يرشح اوباما نفسه للرئاسة ، فيعد ما يجري في هذا الإطار إقرارا من ادارة بوش بأنها في حالة إنسحاب رسمي ، ربما قبل فوات الأوان ، وضياع فرصة الإنسحاب الآمن ، في ظل ظروف عراقية مؤاتية على غفوة من كل الأطراف ، وظروف امريكية تعين على إنسحاب مشرّف تحت راية تحسن الأوضاع في المستعمرة الأمريكية الأيرانية الكوندية .

ولكن يمكن للمرء ان يستقرئ من كل هذا معالم المسألة الأكثر أهمية للعراقيين وهي ان : يوما غير مريح ، ستتم فيه مواجهة ( المسؤولين الحكوميين الموالين للإحتلال ) ، يقترب في ظل إنسحاب امريكي مريح .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــ

( فيتو ) الطالباني ضد من ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لو اقرّينا جدلا بشرعية البرلمان العراق ، الفاقد اصلا لكل شرعية على حقيقة انه : برلمان شكل في ظرف احتلال مركب : امريكي ، ايراني ، كوندي ، وجئنا لأخطر المشاكل الوطنية وأكثرها تأجيلا : ما سمّي بمشكلة كركوك ، لوجدنا جملة من الحقائق ، كلها تؤسس لرغبة إنفصالية عن العراق ، واضحة المعالم رغم كل مجهودات التعتيم ، للحزبين الكونديين اللذين اعلنا ان الإحتلال هو ( تحرير ) للكوند وحدهم دون قوميات العراق الأخرى ، كما اعلنا ان مصيرهما يرتبط بمصير القوات الغازية التي استقبلوها وحدهم بالورود ، فيما استقبلتها بقية القوميات بطلاق واطلاقات الثلاث البائنات .

اولا : حزبا الطالباني والبرزاني تودّدا لك المكونات العراقية ، التي كانت تحترم حقوق القومية الكردية حقا ، ولكن هذا التودّد مستعار عن التقية الأيرانية التي ربّوا عليها بالوراثة ، من مقولة ملاّ مصطفى البرزاني الذي وصف قادة القضية الكردية ب ( شحاذ اعمى في باب جامع السليمانية ) ، مرورا بقاعدة ( تمسكن حتى تتمكن ) في التعايش مع الحكومة قبل الإحتلال والإحتفاظ بعلاقات جيدة مع ما كان يدعى بمعارضة عراقية متعددة الجنسيات والولاءات ، حتى وصل الشحاذ الأول الى منصب رئيس للعراق والشحاذ الثاني الى منصب رئيس لمملكة كوندستان في معركة تحرير العراق من اهله .

ثانيا : اضطر الحزبان الكونديان بعد احتلال العراق ، وبعد ان رضيا بدور وطيئة شمالية متقدمة لقوات الغزو للكشف الصريح والواضح عن جشعهما المكتوم ، بعد ان صارت المواجهة بين قوات احتلال ومرتزقتها ضد عراقيين رافضين للإحتلال وإمّعاته ، فقلدا اتباعهما خارطة لمملكة كوندستان ــ على غرار مفاتيح الجنة الأيرانية ــ حدودها من جنوب بغداد حتى جنوب ارمينيا شمالا ، ومن بحيرة ارومية الأيرانية الى تخوم البحر الأبيض المتوسط غربا ، وكأنهما يراهنان رهان عميان حقيقيين على بقاء قوات الإحتلال الأمريكية حارسا ابديا لهما ، هانت بوجوده كل دول الجوار ، وصار من ( حق ! ) الطالباني والبرزاني ان يأخذا منها مايشاءان دون حساب ولا عتاب ، فضيعا قومية كاملة في وحل الخيانة وتعدد الولاءات ، مع ان هذه القومية تضم اشرافا اعلنوا رفضهم لهذه التجارة الدموية العمياء البائرة .

ثالثا :ولأن كركوك هي ثاني اكبر احتياطي نفطي في العراق بعد الجنوب ، فقد سمتها قادات احزاب الكوند ( قدس الأقداس ) ، وعاصمة كوندستان ، التي لابد لكل القوميات العراقية ان تتخلى وتبتعد عنها امام الأستيطان الكوندي ، بحضور ما لايقل عن نصف مليون كوندي مستورد من دول الجوار الحسن وغير الحسن ، ولكن الأحزاب الكوندية إصطدمت بجدار رفض قوي من العرب والتركمان والمسيحيين الرافضين ( للكوندايتي ) الإجبارية التي يقودها تاجرا الحرب الطالباني والبرزاني ، لذا عادا لممارسة عادة التقية الأيرانية القديمة لنيل كركوك من خلال ما يدعى زورا ببرلمان ( عراقي ) ، مالايقل عن نصفه من حملة الجنسيات غير العراقية عكس كل برلمانات العالم التي تحترم شعوبها حقا وتحترم مفردة وطن .

رابعا : في معظم لقاءاته مع اهل كركوك وافق الطالباني وأكد ان السلطة في كركوك لابد ان تتوزع بواقع ( 32% ) على المكونات الرئيسية للمواطنين في كركوك : العرب ، والتركمان ، والأكراد ، و ( 4% ) لغيرهم ، وهذا تقسيم ( عادل ) نظريا ، ولكن العدالة الكوندية في التنظيرات أمر وفي الفعل على الأرض أمر آخر ، لأن الطالباني عندما ووجه من قبل البرلمان بإقرار قانون الإنتخابات لمجالس المحافظات استعمل ( حقه !؟ ) في الفيتو !! . وصف فؤاد معصوم من فعل الخير ان ماجرى هو : ( كسر عظم للكوند ) ، وجن البرزاني فهدد ، كعادته الخرقاء حينما يغضب ، شريكة الطالباني باستعمال ( حقه الكوندي ! ) في الفيتو ،،

ولكن ضد من ؟! .

من اصل ( 140) نائبا صوّت لصالح القرار ( 127 ) من مختلف الأحزاب والتشكيلات المشاركة في حكومة الإحتلال الحالية ، التي تعمل من على مقعد للمعوقين في معظم المحافظات ، وبالأخص في مستوطنات الكوند الثلاث ، ولمّا كانت هذه الحكومة تدّعي انها ( منتخبة ) ، وان مجلس نوابها ( منتخب ) من الشعب العراقي ، فهذا يعني ان ( 127 ) حصة ــ ولنسمّها كذلك لتفهمها كواسر الحصص العنصرية ــ قد أيدت القرار عدا ( 13 ) حصة ترفضه او تحفظت عليه .

وبمعنى آخر فإن الأكثرية الساحقة من ( الشعب ) الذي يفترض انه ( إنتخب ) هؤلاء وحكومتهم قد أقرت قانون الإنتخابات الخاص بمجالس المحافظات ، ولكن الطالباني وتأكيدا منه على أنه ( كوندي ) من قمقوم الرأس حتى فردتي الحذاء الأمريكية والأيرانية استعمل حقه ضد .. الأكثرية التي وافقت على تنصيبه رئيسا !! . فأي رئيس هذا الذي يضرب شعبه عرض وطول حائط مبكاه :

كركوك ؟! .

الجشع وحده صار( الوطن ) ، والخيانة وحدها صارت ( المرجعية ) في العراق المحتل ، ومازالت معركة ( تكسير العظام ) النظرية مستمرة في كركوك ، فيما تقترب معركة تكسير العظام فعليا على الأرض عكس عدادات انسحاب قوات الغزو الأمريكي من العراق .

إنتبهوا لعظامكم ياقوم كوندي !! .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

مهزلة التعايش الأمريكي الأيراني في العراق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل ايام قال السيناتور الديمقراطي الأمريكي جون كيري ، المرشح السابق للرئاسة في اميركا ، تعقيبا عن زيارة له الى الدول العربية قائلا : ( عدت للتو من الشرق الأوسط ، حيث التقيت بالعاهل السعودي والرئيس مبارك وغيرهما ، وقال هؤلاء الزعماء ان الأميركيين قدموا العراق الى ايران على طبق من ذهب .. وهم ساخطون من هذا الخطأ الذي ارتكبه الأمريكان الذين طالبوا بشن الحرب ) وجاء قوله تعقيبا على اصرار المرشح الجمهوري مكين الحالم بإدامة الحرب في العراق مدعيا ان ادارة بوش قد حققت ( نجاحات ) هناك .

وفي هذا السياق اطلق جون مكين تصريحا ظريفا يوم الثاني والعشرين من هذا الشهر تموز 2008 قال فيه ان منافسه اوباما : ( يريد ان يخسر الحرب ليربح المنافسة ) !! فضرب الرجل نموذجا لايضاهى في التضليل الذي اعتدناه من محافظي ادارة بوش ، من حيث ان خسارة الحرب مسألة بت بها خبراء اميركان وبريطانيون قبل ان يرشح اوباما نفسه للرئاسة ، وهي حقيقة تعلن عن نفسها بنفسها على الأرض في العراق : فقدان السيطرة على معظم محافظات العراق ، وهشاشة الأمن رغم وجود ما لايقل عن مليون مسلح موال للإحتلالين والثلاث ورقات كوندية ، وبمعدل يفوق معدل الحراسات في ابشع واعتى السجون في كل انحاء العالم هو :

حارس واحد لكل ( 27 ) مواطن !! .

والأظرف ان مكين يتحدث عن ( نجاحات وتقدم ) في وقت تحولت فيه قواته وقوات حكومة ملاّ فسيفس الى كرة قدم تتلاعبها المحافظات الثائرة من الجنوب الى الشمال مرة ، ومرة من الغرب الى الشرق ، ناهيك عن منع التجوال الاّ بحماية قوات امريكية في بغداد !! ولكن الجمهوريون من اتباع النظرية البوشية في الحرب مستمرين في التغافل والتعتيم على فضيحة من الفضائح الإنتخابية الكبرى لحد الآن ومنذ اشهر وهي : تعايشهم الإضطراري مع ملالي ايران في ذات المضبعة التي اختاروها محاصرين معا في حي التشريع في بغداد .

كثرة من الأميركان ، من دافعي الضرائب ، تجهل حيثيات التعايش الإجباري بين محور الشر والشيطان الأكبر في ذات المزرعة الخضراء ، لأن حكومة بوش لم تعترف ، ولن تعترف في هذه الأيام في الأقل ، بحماقتها التأريخية المثيرة للسخرية ، عربيا واميركيا ، في انها جلبت وبإرادتها ، وكامل وعيها ، ومطلق غبائها مالايقل عن نصف مكونات حكومة المضبعة الخضراء من حاضرة الولي الفقيه الأيراني ، وكل هذا النصف : ايراني النسب والحسب والثقافة والتوجهات !!.

مسخرة امريكية بإمتياز يتجنب الجمهوريين ان تثار ضدهم في الداخل في هذه الأيام ، لأنه ضربة قد تكون القاضية على كل آمالهم في رئاسة امريكية جديدة ، مع انهم مهدوا للإنتخابات بمسرحية القضاء على جيش المهدي وجماعة الصدر ، ولكنهم ضللوا الشعب الأمريكي عن الخنجر الأيراني المغروز في الظهر ، وباعتراف نجاد بأن الجنود الأمريكان ( رهائن ) عنده حين الطلب من اعوانه في العراق ، وان قواته قد حفرت للقوات الأمريكية اكثر من ( 300 ) الف قبر على طول الحدود اذا لم ( تعقل ) اميركا و( تتوكل ) على ايران نووية .

بعض المراقبين يسمّونها ورطة عراقية ، والحقيقة انها ورطة ايرانية ايضا ولكن في العراق ، ابعادها ان : نصف الحكومة والبرلمان والجيش تبعية ايرانية تتكلم العربية بلهجة عراقية ، وان القائد الروحي لهذا النصف ايراني يستنكف ادانة الاحتلال ، كما يستنكف عن حمل الجنسية العراقية ، وكل هذا بعلم وموافقة ادارة بوش ، حتى ان السفير الأيراني بات يختصر سلسلة الكاتبات الى المراجع الوظيفية فيوجه اوامره مباشرة للدوائر العراقية ، دون المرور بعقدة وزارة الخارجية العراقية ، وفي آخر الأمثلة قيام السفارة الأيرانية بارسال تهديدات مباشرة لوسائل الإعلام ( العراقية ) بإحالتها الى القضاء الأيراني الموجود في بغداد اذا استمرت بتداول ( مسألة التدخل الأيراني في الشأن العراقي ) .

واراهن ان السيد كروكر ، سفير الولي الفقيه الأمريكي ، قد تلقى نسخة من هذا الإنذار ، ولكن ماذا يفعل الرهينة امام حضور من ارتهنه غير ان يوجه موظفا عنده مثل هوشيار زي باري ليقوم بتنبيه السفارة الأيرانية الى ان هذا التجاوز ( الأخوي ) مخجل ومذلّ على الصعيدين الوطني والأقليمي والدولي في آن !! اذ ليس من المعقول الا تعرف السفارة الأيرانية الأصول الدبلوماسية في بلد غريب ،، ولكنها يا سيد كروكر ويا إمّعة زي باري ، تخاطب نصفها الأيراني الذي يتنفس ذات الهواء الذي تتنفسونه في المنطقة الخضراء فعلام الزعل ؟! .

هو مجرد تجاوز للروتين في المخاطبات !!.

والمضحك في امر الجمهوريين من اتباع بوش انهم يتحدثون عن ( تقدم ) ، وكأنهم يعنون تقدما ايرانيا ، وليس اميركيا ، وتقدما على كل صعيد يساهم في الحاق المزيد من التخريب في العراق . مكين على ( حق ) عندما يعلن عن حلمه في البقاء مع محور الشر لمدة ( 100 ) عام في المضبعة الخضراء ، والأيرانيون على ( حق ) في توجيه نصفهم ( العراقي ) من تحت انف الغباء الأمريكي والحماقة العربية ،،

ولاعجب !! .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــ

خطة اوباما .. للعراق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مقالة له ، قبل ايام ، على صفحة آراء في جريدة نيويورك تايمز ، رسم اوباما الملامح الأساسية ( لخطته ) في العراق اذا فاز بالرئاسة الأمريكية ، مستثمرا خلّبية المالكي عندما تعنتر وطلب جدولة لإنسحاب القوات الأمريكية التي نصّبه رئيسا لوزراء المضبعة الخضراء . حامل الدكتوراه في الحقوق المدنية من جامعة هارفارد المرشح الديمقراطي اوباما يفهم ويعني مايقول في مقالته التي جاءت عكس ( طقاقيات ) حكومة ملاّ فسيفس ، اذ بدا فرحا بما قاله المالكي معبرا عمّا يدور في معسكر المضبعة المحاصر ب ( 71 ) حيا من احياء بغداد .

( القادة " العراقيون " فشلوا في استثمار عشرات " ملايين " الدولارات من عائدات النفط لإعادة إعمار بلدهم ، ولم يبلغوا المصالحة السياسية ) . كتب اوباما معبرا ، وبدقة كبيرة عن نبض وثقافة الشارع الأمريكي ، مع انه ، وكأي اميركي مازال مخدوعا حتى النخاع بأكاذيب بوش ، اذ مازال هو ايضا يظن ان ( القادة ) في المضبعة هم من العراقيين حقا ، ومازال يتصور ان عائدات النفط المهدورة هي مجرد ( عشرات الملايين ) وهي عشرات المليارات ، كما انه بوصفه مرشحا للرئاسة تحاشى تحميل بلده مسؤولية الخراب الحاصل في العراق ، ومازال يظن ان هناك امكانية ( للمصالحة ) بين مجرمي الحرب الذين عناهم وضحاياهم من الشعب العراقي .

( دعوة المالكي لوضع جدول زمني بانسحاب القوات الأمريكية من العراق تمثل فرصة هائلة .. وربما علينا إغتنام هذه اللحظة للبدء باعادة نشر ، وعلى مراحل ، لقواتنا القتالية .. وهو مادافعت عنه طويلا ، وهذا هو المطلوب لتحقيق .. مصالح الولايات المتحدة الأمنية ) .

فقرة اخرى تؤكد عزم اوباما ، مع ( 70 % ) من الشعب الأمريكي ، على سحب القوات الأمريكية من العراق ، وهذا ماحصل فعلا على الأرض ، اذ سحبت الإدارة الأمريكية كل القوات الإضافية التي ارسلتها الى العراق قبل اقل من عام ، متطابقة مع رأي اوباما ومؤيديه ، واعلنت انها ستسحب المزيد في الخريف ، تحقيقا لإنسحاب آمن ، بالتقسيط المريح ، لطالما حلمت به إدارة عميد تجار الحروب التي ايقنت من فشلها الذريع في العراق بعد اكثر من خمس سنوات من رقصات الحرب الدموية .

واذا ما وضعنا في حساباتنا احتمال ضربة اسرائيلية امريكية لأيران ، فأميركا تحقق لنفسها ولقواتها العسكرية مساحة واسعة من الأمان ، بالإبتعاد عن الخطوط القريبة من القوات النظامية الأيرانية ، كما انها ترقق وجودها بين القوات الأيرانية غير النظامية التي اكتشف الأميركان ، متأخرين جدا ، ومنذ مالايقل عن ثلاث سنوات انهم يتنفسون معهم ذات الهواء في المضبعة الخضراء ، وفي ذات معسكرات ما سمّي تزويرا جيشا وطنيا ( عراقيا ) ما لايقل عن نصفه محسوب على الحرس الثوري الأيراني ، ولكنه يتعاطى التقية الملاّئية باتقان لايحسد عليه .

( انا عارضت الحرب قبل شنها ، ولعلّي انهيها وانا في منصب الرئيس .. اعتقد ان من الخطأ ان نترك انفسنا تنصرف عن قتال القاعدة وطالبان من خلال اجتياح بلد لم يكن يشكل تهديدا بالغا لنا ، ولاعلاقة له بهجمات ايلول / سبتمبر .. ومذاك قتل مايزيد عن " 4000 " جندي امريكي وصرفنا قرابة ترليون دولار ، وجيشنا تحت ضغط هائل ، والأخطار التي تقترب منا من افغانستان وايران تتزايد حجما ) .

ايجاز واضح آخر يؤكد اصرارا من اوباما وانصاره على الخلاص من ورطة العراق من خلال وضع نير مسؤوليتها على رقاب مطلقي الخلبيات والأكاذيب من ضباع المراعي الخضراء ووضعهم وجها لوجه مع من يفترض انه ( شعبهم ) الذين حاربوه بسلاح اميركي وايراني وكوندي ، دون ان يحصدوا غير ( الفشل ) الذي عناه اوباما وشخّصه للمرحلة الأميركية القادمة سواء على صعيد الإدارة الأمريكية المستعدة للرحيل بعد اشهر قليلة ، او على صعيد صنيعتها حكومة ملالي بغداد .

ادارة بوش استثمرت ( الفرصة الهائلة ) التي عناها اوباما ، وهذا يحسب لها داخليا ، وسحبت كل ما تستطيع سحبه من قواتها خلال ايام ، ومازالت تسحب المزيد ،، واذا كانت قيادات الجيش الأمريكي قد اعلنت انها ستسحب في الخريف المقبل المزيد من القطعات ، فالمتابع لابد ان يفهم ان الخريف القادم سيحل والقوات الأمريكية المنسحبة تتمتع باجازاتها في اميركا ، لأن افق الشرق الأوسط ينذر ( بعواصف ) كبيرة على الأرض ، ولن تكون مفاجأة كبيرة اذا استمر ترقيق القوات الأميركية في العراق حتى لحظة الرحيل المفاجئ بدون ( باي باي ) للّصوص الذين ورطوها بورود زائفة ووعود اكثر زيفا .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــ

( نغو دينه ديم ) العراقي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من المعروف ان إدارة الراحل عن بيته الذي كان ( ابيض ) صانع تجار الحروب بوش ، قد استنسخ تجربتين هامتين لإستراتيجية الفشل التي تعاطاها في العراق ، اولاهما : تجربة اميركا لإحتلال فيتنام ، وثانيهما تجربة الإستيطان الإسرائيلي التي اوكل مهمتها لجلال الطالباني ومسعود البارزاني ، واحتفظ بتطبيق التجربة الأولى على مواليه الساكنين في المضبعة المحاصرة في بغداد .

لاينكر ان صانع الأكاذيب ال ( 935 ) ، التي مهدت لإحتلال العراق ، نجح في توظيف ماكان يدعى بالمعارضة العراقية لأداء دور حصان ( طروادة ) لدخول العراق ، كما لاينكر ان الأيام العراقية اثبتت ان هذا الحصان اعرج اعور ، وقد يكون مصابا بجنون البقر على غير ما هو مألوف ، مع ان الثابت انه مسرطن على اكثر من دلالة ، ولكنه زرع مرض الطائفية السياسية والقومية العنصرية بإمتياز مشهود له وحده ، حتى انه نجح في ارعاب دول الجوار الحسن وغير الحسن بجرائم فرق الموت التي مهدت لها قوات الاحتلال متعدد الجنسيات ارضية خصبة للتنامي على العطايا السخية لكل من تخلى عن قيمه الإنسانية .

قديما قالت العرب : ( يجرب المرء بثلاثة ، المال والمنصب والمرأة ) ، واثبت كل من والى الاحتلالين والثلاث ورقات انه ( ساقط ) في إمتحانات هذه الميمات بإمتياز مشهود على ايصال العراق الجديد الى المركز الثالث لأكثر الدول فسادا في العالم ، بعد ان إنقضت ضباع المعارضة العراقية ومنذ اليوم الأول للإحتلال إنقضاض جياع محرومين على كل ما طالته اياديهم ، التي سبق ان وقعت على عقود العمل مع مخابرات اميركا ودول الجوار الحسن وغير الحسن لتدمير كل ماتطاله اياديهم من تأريخ العراق وثرواته وقيمه الأخلاقية .

وبعد ان إنتفخت اعناقهم وإغلظت من لحم العراق ، بدأوا يتشهون الإنفراد بالغنيمة دون من سهّل لهم امر الإستيلاء عليها ، كما إنتفخت اوداجهم المعنوية بعد هزال وراح البعض منهم يتهدد دول الجوار بتصدير فرق الموت اليها كما حصل مرات ضد السعودية وسوريا وتركيا ، بل وانبرى البعض منهم ليهدد بتقسيم العراق اذا لم ينل مايريد من الغنيمة ، ورسم البعض الآخر خارطة لأحلامه عدّت من قبيل النكات ، فيما هدد آخر بهدم بيوت العراقيين على رؤوسهم ورؤوس اطفالهم اذا عارضوا الاحتلالين والثلاث ورقات كوندية .

ولم يشكرهم عمّا فعلوه غير من وظفهم رباطات احذية لجنوده الغزاة ، ولم يعرف خباياهم غير العراقيين الذين كانا ومازالوا على تماس ودّي وغير ودّي معهم ، والذين ايقنوا ان هؤلاء تسيّرهم حقيقة واحدة تختصر كل مظاهر الحقائق التي نراها يوميا وهي :

ان اللص لايحب اللص حتى لو كانا من عصابة واحدة . بحكم حسد العيشة مرة ، وبحكم الطموح الأناني الذي جعل اللصوص يتنافسون على حضوة الراعي الأول والأقوى ، وبحكم انتفاخ جين الجريمة في كل منهم ، لذا نرى ضباع المراعي تقبّل بعضها امام وسائل الإعلام ، وتبتسم لبعضها في المظهر ، ولكنها تتمنى لو زال الجميع عداها لتبقى رابضة الى جوار الفريسة :

العراق .

واذا كان من المعروف ان ( لادخان بلا نار ) ، فقد خرجت دخانة من اميركا تؤكد ماذهبت اليه في هذا المقال تفيد عبر شبكة ( كاونتر بنج ) وعن لسان ( رون جاكوبز ) ، الخبير السياسي الأمريكي ، ان صانع تجار الحروب الدوليين والمحليين بوش قد اخذ من مجرات اميركا القديمة ملفا تحت عنوان ( نغو دينه ديم ) ، بعد ان سمع خلبية المالكي من الإمارات عن ضرورة إنسحاب القوات الأميركية من العراق ، وعن كذبة ان حكومة ( ملا فسيفس ) التي تفيد انها قادرة على حماية نفسها وحدها بدون من صنعها وولاّها ، وهذا يعني لإدارة الرئيس الراحل عن بيته الأبيض ان ضبع المراعي المحلّي يريد ان يستفرد بالفريسة التي إصطادها هو ، ومنح متفضلا بعض الجراء المحلية قطعا دسمة منها .

( نغو دينه ديم ) لعب في فيتنام ذات الدور الذي يلعبه المالكي الآن في ذبح ابناء وطنه بالتعاون مع قوات الاحتلال ، ولكن المسكين الأول عندما اراد ان يتظاهر بأنه ( بطل ) قومي ، او وطني ، امسى ولم يصبح ، ( قتل في ظروف ) مازالت ( غامضة !! ) منذ عام ( 1963 ) ولحد الآن ، ويبدو ان المالكي قد علم ان شبح ( نغو دينه ديم ) قد ظهر على الطاولات الأميركية ، فخفض ( العراقي ) المسكين سقف مكافأة نهاية الخدمة من معاهدة ( بودي كارد ) طويلة الأمد مع اميركا ، الى إتفاقية غير ملزمة للرئيس الأميركي القادم ، ثم الى مجرد ( وثيقة ) تفاهم بين الصانع والصنيعة على بقاء القوات الأميركية الى مابعد نهاية تفويض الأمم المتحدة في نهاية هذا العام للإستمرار في حصاد الدم العراقي وتجنب مصير ( نغو دينه ديم ) في العراق .

من قال ان العملاء سعداء ؟!.

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

اكاذيب عام بعد عام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من حكايات قرانا الساخرة عن ( الجوّال ) ، وهو راعي البغال والبقر ، لمن لاراعي عنده يعلف حيواناته ، ان ( الجوّال ) لايأخذ اجورا عن العجول التي تتبع امهاتها بحكم النسب ، فتصف الناس الحمقى و صغار العقول ومن عرفت عنهم التبعية العمياء بالقول :

( لايأخذ عنه الجوّال ) اجورا .

+ + +

في عام 2004 ، وعام 2005 ، قالوا ستتولى الحكومة السيطرة على ( كل انحاء العراق ) في نهاية العام ، وطارت الكذبة مع رياح متعددة الجنسيات ، فكرروها في 2006 و 2007 ، ولكن ذرتها رياح الأكاذيب كالعادة من منافذ المضبعة الخضراء ، وما من احد منهم استحى ولاخجل ، لامن العراقين ولامن شعوب الأرض التي رأتهم وسمعتهم يتباهون وهم قرعان بشعر من ولاّهم اعضاء حكومة ، لأن ذرة الحياء الأخيرة نفسها كانوا قد باعوها مذ بصموا على عقد حصان ( طروادة ) لتخريب العراق .

قبل سنين إستقال وزير الدفاع السوفيتي عندما نجحت طائرة شراعية ، مجرد طائرة شراعية ، في اختراق السماء السوفيتية دون ان تكتشفها وسائل الدفاع الجوي . وقبل خمسة اعوام ، وها نحن في العام السادس ، تخترق قوات الاحتلال متعددة الجنسيات كل المحرمات العراقية ، ارضا وسماء وبشرا ، دون ان نسمع عن ( شريف ) واحد من ضباع المراعي الخضراء قد خجل من نفسه فاستقال او اعترض . لاتظهر ( عنترياتهم ) الاّ اذا تعلق الأمر بالعراقيين ، ولاتظهر الأيام كم هم جبناء رعاديد ، الإ عندما تنتهك ايران حرمة الشمال من جهة الشرق ، وتغير القوات التركية نحو عصابات منكود البرزاني من الشمال ، فنراهم يبتلعون لساناتهم الطويلة ويتغافلون عما يجري للعراق .

الشاهبوري موفق تعاطي الكذبة المكرورة المقرفة ذاتها وقال : ( نطمح ان نصل المحافظة الثامنة عشرة قبل نهاية هذا العام ) وادعى انه سيطر على ( 11 ) محافظة نقدا وعدا ، فكذبه قائد اميركي قائلا ان قوات شاهبوري ( قد ) تستطيع العمل وحدها في منتصف عام 2009 ، ولكنها بلا غطاء جوي !! . ونقول لأنها بلا بساط ولا غطاء اخلاقي على كل شبر من اراضي العراق . ولم يوضح شاهبوري ان كان قد عدّ مستوطنة كوندستان في الشمال ضمن ال ( 11 ) محافظة التي تباهى بالسيطرة الزائفة عليها ، ام انه عدّها دون ذكر مستوطنة السرطان الأيرانية في الجنوب لئلا تزعل مرجعيته في الحرس الثوري الأيراني ، ولكن تحت كل الأحوال والظروف :

( لايأخذ الجوّال ) اجرا عن غير موفق .

+ + +

واذا لم تخنّي الذاكرة فقد فقعنا مرة ( ماموستا جلال الطالباني ) بخلّبية مازالت تضحك الجنوب قبل الشمال في العراق ، عندما تبجح عبر قناة العربية في العام الماضي بأن مرتزقته البيشمركه ، الذين يصفون ( الكيوات ) الأيرانية العابرة للحدود ( أغايي ) ، والبساطيل التركية ( برايي كورة ) : قادرين على اجتياح محافظة نينوى ، ثاني اكبر محافظات العراق بعد بغداد ، خلال ، واكتموا انفاسكم رجاء :

ست ساعات !! .

ومع ان هؤلاء المرتزقة الكوند يقاتلون محميين ارضا وجوا بالقوات الأميركية الغازية منذ ست سنوات تقريبا في محافظة نينوى ، الا ّ انهم لم ينجحوا في السيطرة على غير المباني الحكومية التي ( إجتاحوها ) بقوة هدية الله صانع الأكاذيب وتجار الحروب ، وماعادوا يستطيعون التجوال في شوارع المحافظة الا بعلم ومراقبة من القوات الأميركية ، وصار من المشهود المعدود الا ّمنقذ لهم كلما حاصرتهم المقاومة الوطنية الا من وظفهم مسامير تقوية لأحذية جنوده ، وكأن الأيام العراقية تسخر ، وعلى امرّ ماتكون السخرية من قادة ( لايأخذ عنهم الجوّال ) أجرا ماداموا برعاية امهم الحنون إدراة بوش .

ومع هذا لم يستقل ماموستا جلال من وظيفته في معسكر بغداد ، ولم يختف موفق الشاهبوري ، كما لم يخجل منكود البارزاني من نفسه عندما هدد تركيا بالويل والثبور وعظائم الأمور ثم لحس لسانه مع تهديادته عندما دخلت عقر داره اول دبابة تركية ، فراح يرجو من لارجاء فيه ان يتشفع له عند ( إلإخوة ! ) الأتراك الذين يذبحهم كلما اداروا ظهورهم له عن حسن نية !! . وفي مجمل المواقف الكوندية ، شمالا وجنوبا وفي الوسط ، لم نر قوات قادرة على حماية نفسها دون طائرات ودبابات امريكية من شمال العراق الى جنوبه ، مع ان ضباع المنطقة الخضراء جميعا يفترض انهم يعيشون بين ( أهلهم ) ، فعلام يحتمون منهم بالأجانب اذا كانوا يخجلون ؟! .

+ + +

حسنا !! .

قولوا ماشئتم عن ( تحسن الأمن ) وعن ( السيطرة على كامل العراق ) ، ولكن الرهان والتحدي هو ان نراكم تتناولون السمك ( المسكوف ) على ضفة دجلة دون حمايات متعددة الجنسيات .

جاسم الرصيف

ــــــــــــــــــــــــــــ

حتمية الفشل وعلامات الهزيمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلت صحيفة الواشنطن بوست ، ووسائل اعلامية اميركية اخرى ، عمّن وصفوا ( مسؤولين كبارا ) في إدارة بوش ان الجهود الأميركية ( العراقية ! ) لعقد إتفاقية شاملة طويلة الأمد ، لما سمّي بالوضع النهائي للقوات الأميركية في العراق ، قد تراجعت واحيل أمر البت بها للإدارة الأمريكية المنتخبة القادمة في مستهل العام القادم ، وأستعيض عنها بوثيقة أدنى سقفا في توقيتات زمنها والأهداف الخاصة بها يتيح للقوات الأمريكية الإستمرار بعملياتها العسكرية في العراق الى ما بعد إنتهاء التفويض الأممي الذي ينتهي مع نهاية هذا العام .

واول ما تعنية ( وثيقة ) السفر نحو المجهول المؤقتة هذه ، ان المفاوضين ( العراقيين ) ضربوا آراء ورؤى شركائهم المفترضين في عملية الخنوع السياسي عرض وطول حائط المضبعة التي يسكنونها مرغمين ، لأنها بدون تخويل واضح مما يدعى زورا ببرلمان ( عراقي ) ، ودون الرجوع الى غير المطبخ الأمريكي لتقديم مثل هذه الوجبة الجاهزة السريعة لجياع المضبعة الخضراء ، من مدمني الدماء العراقة البريئة ممتزجة بالنفط العراقي الخام المحتل المنهوب ، اما الشعب العراقي فهو لا في الحال ولا في البال عكس ما تنطق به حوزات الطالباني والبرزاني والهاشمي والحكيم المسرطن .

ومع ان وسائل الإعلام الأمريكية احالت سبب تراجع مستوى المفاوضات ، من معاهدة الى إتفاقية ثم انحدرت الى مجرد وثيقة ،الى الجانب ( العراقي ) ، والمقصود سكان المضبعة الخضراء من عملاء الإحتلالين والثلاث ورقات كوندية ، الإ ان المتابع للأمر يعرف ان تلك البالونات الإعلامية هي مجرد ترتيب اوراق بين قوة احتلال وبين تجار حروب وظفتهم هذه القوة لأداء دور ( كومبارس ) على المسرح الوطني العراقي ، وان الفاعل الحقيقي لهذا التأجيل هو القوى الوطنية العراقية التي لم تلوث نفسها بالعملية السياسية واتخذت منها ، ومما يعقد على هامشها من اتفاقيات ، موقفا ثابتا في رفضه المطلق لكل ما يجري في المضبعة الخضراء .

ومع ان الواشنطن بوست وصفت هذا ( التراجع ) ، او الفشل الحتمي لكل احتلال ، بأنه ( صفعة ) لخطط ادارة صانع الأكاذيب وتجار الحروب ، الذي كان يطمح للبقاء ( 100 ) عام في العراق ، كما فقعنا ماكين مرشحها لخلافة أسوأ سلف في تأريخ اميركا والعالم ، فمن الواضح ان هذه ( الصفعة ) لم توجه من قبل مخلوقات المضبعة الخضراء بل من قبل القوى الوطنية العراقية التي اثبتت ومنذ اكثر من خمس سنوات انها وحدها صاحبة القرار المصيري للعراق ، وليس من يدعون انهم ( عراقيين ) ويحملون في نفس الوقت ولاءات لاعلاقة للعراق بها من بعيد او قريب الا من خلال وجود مجاميع من تجار الحروب حوصرت في حي التشريع ببغداد .

ما انزل كل السقوف الى طين العراق هو عدم وجود ضمانات للقوات الأمريكية في حالتيها ، سواء اذا بقيت لمدة ( 100 ) عام او رحلت خلال ( 100 ) يوم ، لأن الضامن الأول والأخير هو القوى الوطنية العراقية ، الحاضر المغيّب في كل الإجتماعات بين اميركا وتجار حروبها المحليين ، فضلا عن ضغط ما لايقل عن ( 70 % ) من المواطنين الأمريكان الذين قرفوا من حرب ( المكان الخطأ في الزمان الخطأ ) كما يرددون ، وإنحدرت بالوجاهة الأمريكية الدولية الى مستوى سجن غوانتانامو ، وسجون البشمركة الكوندية البشعة التي يديرها الطالباني والبرزاني فضلا عن سجون الحكومة الديمقراطية .

( وثيقة ) بين مجرمي حروب ، يمكن ان يصنفها المرء من قبيل عطايا ال ( درايف ثرو ) التي تقدمها مطاعم الوجبات السريعة لزبائنها المستعجلين ، لتهدئة روع ورعب عمّات المضبعة الخضراء الأيرانية والكوندية ، وما بينهما ، من رحيل امريكي مفاجئ يرون علاماته على الأرض ، فوجا يرحل بعد فوج ، ولاضمانات من البودي كارد في البقاء حارسا لأجهزة السونار كاشفة العورات ، المادية والمعنوية ، القبيحة لتجار حرب محليين يتدربون على حماية انفسهم منذ اكثر من خمس سنوات ولم يصلوا سن الفطام بعد .

حسنا !! .

لامعاهدة ، ولا إتفاقية ، اذن !! . ( تيتي تيتي .. مثل مارحتي جيتي ) !! كما يقول العراقيون لمن عاد بخفّي ( كوندي ) !! .

مجرد وثيقة غش بها المفاوضون ( العراقيون ) شركائهم في البرلمان واحزابهم العميلة ، تم الإتفاق عليها في ( كف عفريت ) قادم من غيب الأيام القادمة ، وطريفها ان المفاوض الأمريكي ، وصاحب شركة الإحتلال ، يعد في وضع ( امان ) في بلده الضامن لمحاكم خمس نجوم ومحامين قد ينجحون في الدفاع عنه كمجرم حرب ، ولكن المفاوض الذي استعار اسم ( العراق ) لن يتمتع بكل تأكيد بمثل هذا الترف الحضاري اذا طار فجأة مهندس الوثيقة الأمريكي مع وثيقته وترك عمّات الحلفاء من سكان المضبعة الخضراء تركض خلفه بلا حماية في شوارع العراق .

لم تذكر وسائل الإعلام مفردة ( شرف ) إزاء الوثيقة كما هو معتاد ، وانا اعرف السبب كما تعرفونه انتم طبعا وطبعا .

جاسم الرصيف

ـــــــــــــــــــــــــــ

منكود كردستان .. مع التحية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتشاءم البعض في العراق من تناول ( الباذنجان ) في شهر تموز ، الذي يشاع من قبيل الحقيقة او السخرية ، لا أدري ، ان الإفراط في تناوله في هذا الشهر اللاهب الحرارة قد يؤدي بالآكل الى الجنون او القيام بثورة ، قد تكون ضد العائلة ، او الجيران ، وربما ضد الحكومة ، وحتى ضد نفسه ، كأن ينتحر مثلا . فتقول الناس لمن اسرف في تناول الباذنجان :

باذنجان وفي تموز !؟ ربّك الستار !! .

واقول للمواطن منكود البرزاني ، من اهالي محافظة اربيل ، العراقي ، سابقا ، والوطيئة متعددة الجنسيات : ( كوندي ) حاليا : كركوك !! وفي شهر تموز!؟ .

ومناسبة القول لهذا ( الكوندي ) الذي يفضل ان يكنى ( بيشمركه ) ، انه تعاطى ، كالعادة الشهرية ، ثورة خلبية جديدة فهدد للمرة المليون ب (تقسيم العراق ) اذا لم ينل مكافأة نهاية خدمته مسمارا لحذاء ( برايي كورة كروكر ) المحاصر في المضبعة الخضراء في حي التشريع ببغداد المحتلة قبيل رحيل ادارة صانع الأكاذيب عن بيته الذي كان ابيض ،، والمكافأة زهيدة ياجماعة !! مجرد ( قدس اللأقداس الكوندية ) المنفوطة كركوك !! .

يا بلاش !! .

واذا لم ينلها نقدا فسيقوم بتقسيم العراق كله !! الله يستر من الباذنجان !! .

عجيب المستوطن ( الكوندي ) منكود البرزاني ان لسانه بلا كوابح ، لكثرة تعاطي الكوندي الطازج ، الذي هيأ له انه ( رامبو ) حاضرة الباذنجان الكوندية في شمال العراق ، لأن ( ديمقراطية ) تجار الحروب منحته تعويضا سخيا عن دور وطيئة شمالية نحو العراق : عائدات ربع كل شبر من العراق زائداعائدات كل اشبار الشمال الكوندي الذي استوطنت فيه ( بيشمركته ) نسخا عن المدرسة الإسرائيلية التي تعلموا فيها ، فجن ّالرجل غرورا بنفسه واصدر فرمانا بخريطة لمملكته الكوندية : من جنوب بغداد الى حدود دولة ارمينيا شمالا ، ومن بحيرة ارومية الأيرانية شرقا حتى تخوم البحر الأبيض المتوسط غربا ، فذكرنا بمفاتيح جنة ( قم ) الغابرة على ضحكة من كل اسرف في تعاطي الباذنجان .

خلبية ( رامبو الكوندي ) الجديدة في منتصف شهر تموز ، من هذا العام ( 2008 ) ، اقرفتنا لكثرة تكرارها وجعلت كل من سمعها للمرة المليون دون فعل على الأرض ينصح آكل الباذنجان منكود البرزاني ان يكون ولو مرة واحدة عند رجولة يدعيها فيعلن التقسيم !! اما اذا كانت مجرد خلبية عابرة اخرى فما عليه غير ان يحتفظ بخلبياته القادمة لنفسه الذليلة امام كل اجنبي عن العراق ولرفاقه من آكلي الباذنجان الكوندي ، لأنها ماعادت تضحك احدا من شرفاء العراق ، عربا واكرادا وتركمان ويزيدية ومسيحيين وصابئة .

خلبية مكافأة نهاية الخدمة الكوندية لمنكودالبرزاني طرحت في الوقت الضائع من ايام الرحيلات المتعددة عن البيت الأبيض ، وكأن واقع الحال الأمريكي يقول لمنكود ( عرب وين طنبوره وين !؟ ) ، ففي وقت يستعد فيه الجميع للإنسحاب والرحيل النهائي بالتقسيط المريح وغير المريح يأبى وعي هذا ( الكوندي ) القبول بزوال حلمه قريبا ، وبدلا من ان يطالب بحقه في مقعد على طائرة ( ون وي ) يبحث عن مكافأة نهاية خدمة للإقامة في نيران كركوك الأزلية بانتظار عراقيين يضعون للسانه ولعقله كوابحا جديدة تعلمه معنى ومبنى أكلة ( الباذنجان ) في شهر تموز وعلى نيران بئر نفط في كركوك .

يا سيد منكود !! .

أنج بما غنتمه من تجارة الحرب وجرائم الحروب التي ارتكبتها و( كونديوك ) العملاء . لامحاكم دولية ( خمس نجوم ) في العراق بعد لأمثالك ، ثمة محاكم شعبية مفتوحة في حي القلعة بكركوك ، وفي باب الطوب في الموصل ، وفي الأعظمية ومدينة الثورة في بغداد ، وحي الصمود في الفلوجة ، كما توجد محاكم شعبية في زاخو ودهوك واربيل والسليمانية لمن اهانوا العراقيين جميعا بقبولهم وظائف ربّاطات بساطيل للجنود الغزاة .

حسبك ماغنمت فإرحل مع جنّدوك وطيئة ( كوندية ) في شمال العراق .